المقالات

القصر الجمهوري...ومثال الالوسي


( بقلم : علاء هادي الحطاب )

ما اشبه اليوم بالبارحة...ففي ايام(من عمرنه على عمرك يا صدام)...ايام البدلة الزيتوني...والسيارة المرسيدس الرئاسي...والشوارب الكثة...لم يكن بأمكان اي مواطن عراقي ان يقف امام القصر الجمهوري (العراقي) لمدة تتجاوز العشر دقائق فضلا عن المشي امام القصر او التصوير والرقص او الغناء او اللطم او القيام بأي ممارسة ذات سلوك انساني معين...

ومن ولدته امه في يوم عاصف وممطر وبالتالي صار سيء الحظ وتعطلت سيارته او صار عنده (بنجر)اما القصر الجمهوري...(عينك وما تشوف الا النور)!!! يجب ان يحجز مقعده في احدى دوائر الامن او المخابرات  واليوم بعد ان تغيرت كل تلك الصور والمشاهد وبدأ عهد جديد كان من المفترض ان يكون عهدا ديمقراطيا...لم يتغير الشيء الكثير فيما يخص القصر الجمهوري...وكأنه كُتِبَ على العراقيين ان لا يقفوا ... فضلا من ان يدخلوا او يعتبروا ذلك القصر الرئاسي من حقهم كعراقيين ...كتب على العراقيين ان لا ينتموا اطلاقا الى هذا القصر...فأخوة(مونيكا)الامريكان اكملوا مسيرة اخوة(هدلة)البعثيين...

فبعد ان استولى صدام على القصر الجمهوري عن طريق الدبابات...جاء الامريكان ليدخلوا القصر من جديد ايضا عن طريق الدبابات وكذلك لا يمكن لاي مواطن الوقوف كثيرا امام باب هذا القصر فضلا عن التصوير ...او ممارسة اي سلوك انساني...

ما طالب به عضو مجلس النواب مثال الالوسي...وهو ازالة العلم الاميريكي وخروج السفارة الامريكية من هذا القصر بالتحديد...هو بمثابة وضع اليد على الجرح لان هذا القصر بمفهومه العام يمثل العراق كدولة ... وكمؤسسة حكومية... وكشعب له سيادة حتى لو كانت شكلية...القصر الجمهوري يجب ان يكون ملكا للشعب العراقي ولسلطته الحاكمة لا منزلا ودارا للاستراحة لمن لا يفقهون لغة الضاد ما عاشوا... سلم (برايمير)السيادة الى العراقيين ...لكن مازال اولاده وصبيانه يعثون في الارض فسادا... فلا اعرف..هل تكلم برايمير بالعربي عندما اعلن تسليم السيادة الى العراقيين ؟

حتى نعذر من لا يعترفون بالسيادة من اصحاب الهمرات الاوتوماتيكية والمبردة...واذا كان البرلمان العراقي حقا يمثل الجماهير التي انتخبته فعليه ان يفّعل مشروع السيادة ويطالب تلك القوات بالتعامل مع الاحداث والمواقف على اساس انها قوات مساندة تعمل ضمن سلطة الحكومة العراقية... لا تعمل الحكومة ضمن سلطتها .. لان المواطن بات يضيق ذرعاً بما تفعله تلك القوات التي لم ولن تنجح في اي مكان دخلت فيه .. لافي الصومال ولا في الفيتنام ولا في افغانستان ولا في العراق ...يجب ان تدرك الحكومة انها اذا ماارادت النجاح وكسب ثقة الجماهير وانتزاع اي شرعية لاي مخالف للعملية السياسية الجارية في البلاد ...فعليها(الحكومة) اخراج ...اولاً السفارة الامريكية من القصر الجمهوري .. كمقدمة لتفعيل مشروع سيادة الوطن... وكرمز لكرامة العراقي .. الشعب .. والبلد .. والوطن .. والمواطن.. ومن ثم تجعل من تلك القوات ساندة فقط لاغير .. والحكومة بذلك تكون قد قطعت اشواطاً متقدمة في مجال كسب الشرعية الدولية والعربية فضلاً عن العراقية ..

وهنا من حق اي مواطن ان يسأل .. اين تلك الاصوات التي كانت تطالب بخروج المحتل ؟ ومن كانوا يعدون الوقوف مع (زلماي) ومن قبله (بريمر) محرم شرعاً .. فضلاً عن زيارة واشنطن ولقاء (بوش) فهو من اكبر الكبائر بعد الشرك بالله .. ؟ لماذا لم يضموا صوتهم مع صوت .. النائب مثال الالوسي ؟ ام ان الاحتلال صار مشروعاً وطنياً من شانه ان يوحد الامة العربية ؟ خصوصاً بعد ان تغير مواقف الكثير منهم ومطالبتهم ببقاء تلك القوات لاطول فترة ممكنة .. فهل سيستطيع من صرح ان بامكان جندي امريكي مع كلبه منع جلسة برلمانية ..ان يخرج السفارة الامريكية من القصر الجمهوري ؟ام ان النائب مثال الالوسي .. (ينفخ في قربة مخرومة) ؟؟؟

............................................................كاتب واعلامي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق85
2007-03-31
السلام عليكم كلام الاستاذ مثال الالوسي صحيح والله وانا شاهدت اللقاء الي اجراه على قناة العراقيه بهذا الصدد واراد ان يجمع تواقيع من الشعب العراقي لمساندته في هذا الموضوع وطلب مساندة المرجعيات الدينيه وخاصة في النجف الاشرف وهذه دعوة الى وكاله الحق وكاله انباء براثا لجمع الدعم عن طريق الموقع او عن طريق البريد الالكتروني لجمع اكثر عدد من الاصوات في هذا الموضوع لاسترجاع ولو لجزء يسير من السيادة العراقيه وخاصة نحن نعيش في ظل ازمة سيادة بسبب تصرفات قوات الاحتلال تجاه اباء الشعب العراقي وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك