( بقلم : المهندسة بغداد )
وفاءا بوعدي لك ايتها المراة العراقية بسلسلة مقالات نتبادل فيها الافكار والهموم المشتركة وصولا الى قناعات قد تكون مقدمة لغد جديد مشرق بأذن الله. ها انا اليوم اشاركي الهموم برؤى ورواصد من قلب الواقع العراقي لزوجات عراقيات وانتظر رأيك عبر التعليقات لنعلم مايجول في خاطر نصف المجتمع العراقي ! ولان الماس لايحتاج لوصف فلن نعرج على روائع النساء في مجتمعنا وليس لنا الا ان نقف اجلالا لكل امراة نجحت في دورها في المجتمع ولنسلط الضوء على سلبيات من الواقع تدق اجراس الخطر لفكر زٌرع ايام النظام البائد وها هي ثماره الضارة تأتي اكلها بمباركة مجموعة من النساء احتلين الفضائيات متباكيات ومستقتلات في طلب الحرية بدون استيعاب عميق لهذه الكلمة .
واليك يا عزيزتي مثالين من قلب الواقع لفكر نسائي استعرضه امامكي ولاني وجدت عدده كبير في ارض الواقع عددته شخصيا مشكلة كبيرة وخلل اضافي لمجتمعنا المتعب .
فهذه ام ندى مهندسة تقارب الاربعين من العمر ام لثلاثة ابناء تعرفت عليها ضمن دورة لتقوية اللغة الانكليزية لقتل وقت فراغ مهندسين العراق !!! وكان من واجب الحضور تقديم موضوع عام وطرحه امام الاخرين ثم مناقشته معهم وقد اختارت ام ندى موضوع عمل المراة وطرحته بطريقة جميلة وعندما فتح باب المناقشة تصدى لها زميل بسؤال عابر كيف تمكنتي من موازنة عملك واعباء البيت خاصة في بداية حياتك ؟ فاجابت انها استقطعت من عمر عملها خمسة سنوات من اجل تربية ابناءها عندما كانوا صغارا ثم اضافت جملة لم ترعبني قدر ما ارعبني الصمت الذي حصل في القاعة بعد جملتها وكانها جملة صحيحة لقد قالت بانها لولا هذه الخمس سنوات لكانت رئيس مهندسين وانها تعبرها اسوء سنين عمرها وهنا شككت في سمعي فسالتها Do you mean the best period of your life? فأجابت وبكل ثبات ونظرة مستقرة ومتوازية الى عينيNo, it is the worst period in my life!!!!
وهنا انهلت علیها بالاسئلة وزميلاتي في نقاش استمر قرابة ساعة واستاذنا يراقب صامتا وزملائنا يتدخلون بين الحين والاخر على استحياء من زميلاتنا الواقفات معها في نظريتها باستثناء اثنين او ثلاثة امن بفكر مغاير الا انهن التزمن الصمت كي لا يقال انها متخلفة !!! وفي نهاية المطاف اخبرتني ان تقدم العالم سببه عمل النساء وضربت لي امثلة من العالم الغربي ورقيه المعتمد على الانفلات الاسري !!!واخبرتني ان رقي المراة معتمد على دورها خارج المنزل فقط وتشبهها بنساء الغرب وقد المتني جملتها حول رفعة المراة التي لم ترتفع ابدا لولا الاسلام وقوانينه وهنا تكلم المثقف الصامت استاذنا الراقي الذي اروع ما فيه انه ياخذ من الغرب الشيء الراقي فقط ويطبقه في حياته بطريقة جعلته انسان غاية في التميز والتألق قال عندما توجهت بالسؤال اليه عن رايه قال متوجها لها بالكلمات بانه اطلع على احدث قراءة لواقع الغرب وباعتراف الغرب انفسهم بان عمل المراة لوقت طويل واهمالها المبالغ فيه لمنزلها هو سبب انتكاسة الحياة الاجتماعية في الغرب .
هذه المراة الناجحة في عملها وكذلك في اسرتها وتربيتها النادمة على وقت استقطعته من حياتها لتربية صغارها وزجهم الى المجتمع هذا المثال هو ناجح بالنتيجة الا الفكر خاطيء جدا لقد صمتت عندما سالتها هل الحصول على لقب رئيس مهندسين سيفرحها اكثر من يوم دخول ابنها للجامعة مثلا ؟ ولست بصدد الخيار بين الاثنين فربما انسانة كفوة تحصل على الاثنين معا لكن النقطة انها تاخرت قليلا عن مبتغاها الاول من اجل الثاني وكان الاجدر ان تفرح الا انه احزنها الامر بطريقة تثير الاستغراب لقد منت هذه الام على ابناها لانها ربتهم . وانتقالا للحالة الثانية والتي تبين ان التقصير ممكن ان يحدث والمراة في منزلها كما حصل مع جارتي ام علي هذه المراة ربة اسرة من الطراز الاول شابة في متوسط العمر وملتزمة دينيا ولديها جوهرتين على اعتاب مرحلة المراهقة بنت وولد ، وكما اعتاد الجيران على التزاور ساعة العصر لشرب الشاي فلقد شرفتنا ام علي ذات يوم وفي اثناء الحديث اخبرتنا بانها سأمت من احتلال ابو علي للتلفاز من اجل الاخبار وانهم قد اشتروا تلفاز وستلايت اضافة الى كمبيوتر بخدمة نت 24 ساعة باليوم ووضعوها في غرفة الاولاد وانها سعيدة لانها غدت لاتراهم ابدا مما يعيطيها فرصة لتهيئة المنزل !! وهذه حالة متكررة جدا في مجتمعنا فأم علي لاتعي حجم الكارثة والقنبلة الموقوتة في غرفة اولادها وامنة من شر الستلايت الذي شئنا ام ابينا سيئاته اكبر من حسناته . من الحالتين الكثيرة التكرار في مجتمعنا كما اسلفت والا لم اكن لاذكرها ولاعتبرتها حالات توجد في كل مجتمع وهذا مؤشر على اسس ولبنات افكار خاطئة لامجال لذكرها الان وتحتاج لحديث مستفيض وبصورة مختصرة نبين ان للبعث المقيت دور في ذلك فهو اهان المراة العراقية باسم الحرية فمن رقصت على المسرح من اجل الجنود اهديت سيارة ، الم يلبس البعث بعض النساء ملابس الجيش الرجالية ودربها في اشد انواع الاهانة والتنكيل وباسم الحرية ودعم اخيها الرجل ( اخيها ) حسبنا الله ونعم الوكيل في هذا البعث الذي ترك تركة ثقيلة بحاجة ان ترتب وبحاجة جميعا ان نقف ونستعرض افكارنا ونعمل لها اجتثاثا للبعث فلقد دخلت بعض الافكار سهوا ولنعترف بذلك البعض امنوا بها والبعض ضدها لكنهم يتصرفون وكانهم مقتنعون بها لان تيار البعث ضد الدين قد شرعها لهم والان المتباكيات في التلفاز يردن ان يزدن الطين بلة بافكارهن الاتية لا اعلم من المريخ ربما !!وان التصدي لها اصبح قضية بحد ذاته والله المعين . واخيرا وليس اخرا شكرا لهذه الدقائق من وقتك ايتها الزوجة والله يعينك على صعوبات الحياة مع زوجك ووفقكم الله لبناء اسرة تخدم المجتمع ولكي مني هذا المثل الانكليزي الذي اعجبني وارجو ان ينال رضاكيLife without a wife is like a kitchen without a knife
الحياة بلا زوجة كمطبخ بلا سكين الجميل فيه تشبيه المراة بالسكين ففعلا السكين مفيدة ولا غنى عنها لكنها ممكن ان تذبح وتؤذي فالنجاح ليس له مكان ولا زمان ولايحدد بعمل ودرجة ابدا فلنؤمن بان الله خلقنا لوظيفة واحدة وجعلنا متشابهات بها وخلق لنا عقول وامكانيات اختلفنا فيها وعلى اساسها اصبح لكل منا دور لكن انجحنا من جعلت من منزلها جنة وكل التحليلات العلمية وصلت لهذه النتيجة رغم انه تاريخنا الاسلامي سلمنا النتيجة منذ اكثر من الف سنة من خلال حياة الزهراء عليها السلام وزينب عليها السلام فمخطئة من لم تجعل بنت رسول الله قدوة لها وان تقتدي بها ما تمكن وتيسر واهم مافي الامر ان نؤمن بافكار الاسلام تجاه المراة ونتستفيض بدراسة ما يريد الاسلام منا والله الموفق وفي حياة الزهراء لمن اطلعت عليها انها كانت ع لا تهمل مطلقا العلم والمعرفة وهذا دليل على ضرورة بحثك عن العلم ليس لمجرد الاطلاع عليه بل كل ما تتعلميه يترجم لخدمة المنزل تعلمي الكمبيوتر واستعمال وسائل الاتصال واجلسي مع اولادك باهتمام لمطالعة المواقع فهذا واجبك ودورك وانتي ادرى به مني واعلم ،الا اننا يجب ان نستعرض همومنا للتذكير والتفكير والله الموفق لنا جميعا واساله ان يوفقنا لما يجب ويرضى انه سميع الدعاء وان يفرج على بلدنا حتى نستطيع ان نسير في حياتنا بالطريق السليم فوضع البدل يدفع بالشباب والشابات الى طريق الاندهاش والهروب والانتظار الذي ربما نستفيق وقد ضاعت الفرصة معاذ الله واسال الباري ان يوفق الحكومة في مهمتها انه سميع الدعاء
اختكم المهندسة بغدادhttps://telegram.me/buratha
