المقالات

استهدفت من زوبعة الزوبعي؟


( بقلم : عادل الكردي )

لوسلطنا قليلا من الضوء على خلفية "المحاولة الفاشلة" لاغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي من قبل احد حراسه الشخصيين يوم الجمعة المنصرم لاتضح لكل من تهمه اخبار العراق والعراقيين حقيقة ما حدث. لنتساءل في البدء ماذا استهدفت تلك العملية وما هو حجم الهدف ومن يقف وراءها؟!طالما حدثت العملية في منزل شخصية هامة في الدولة لها ثقلها في الساحة السياسية لذا يخطر على البال في الوهلة الاولى بان الهدف الرئيسي هو تلك الشخصية ولكن اللغز المحير هو ان طريقة تنفيذ العملية وادواتها ونتائجها لا تنسجم مع ما تناقلته وسائل الاعلام.

فلو كان الهدف لايتعدى سوى شخص الزوبعي لكان الامر هينا على وهب السعدي لانه هو المخلص الامين والظل الملازم للزوبعي طوال الوقت ولا يحتاج منه كل هذا التخطيط والتضحية بحياته بل مجرد لمسة خفيفة على زناد مسدسه كانت تحقق الهدف بكل يقين وبدون خسائر. نستنتج من هذا بان الزوبعي لم يكن الهدف فمن كان الهدف اذا ؟!

ازداد اللغز تعقيدا بعد ان اصبح الهدف غامضا وعلينا ان نعود قليلا ونتأمل ما صرح به رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي عسى ان ينفعنا او نتخذه سببا مقنعا باقدام وهب السعدي بالتضحية بحياته. لقد جاء في تصريح عدنان الدليمي لقناة الجزيرة القطرية ان من قام بالتفجير هو احد حماية سلام الزوبعي الخاصة وانه قام بذلك لانه مصاب بحالة اكتئاب بسبب ان هذا العنصر تم اغتيال اخويه من قبل جيش المهدي مما ادى الى ان يصاب بهذا المرض الذي اوصله الى ان يفجر نفسه في بيت سلام الزوبعي .

ازداد اللغز اكثر تعقيدا بعد ان أدخل الدليمي مريضا على الخط "خوية احنة فاهمين شي منك انت الصاحي حتى نستقرئ عقول المرضى. ودعتك مو مشكلة نمشي لك هي اللزمة هالمرة وناخذ هالمتغير بالحسبان ولو اني متاكد راح تتخربط المعادلة ". ربما يتساءل البعض ويعترض على كلام الدليمي ويقول: اذا كان وهب السعدي مكتئبا بسبب قتل جيش المهدي لاخويه فلماذا يفجر نفسه بالزوبعي فهل ان الزوبعي نائب قائد جيش المهدي ام نائب رئيس الوزراء ؟! اسف اخي الدليمي لو ﭼنت ﮜايل غير شي ﭼان يرهم بس صوﭼك استعجلت والناس بعد عرفو القصة!!!

من السذاجة ان يصدق العراقيون بهذه البساطة تلك القصة المفبركة، والرواية القريبة للحقيقة والتي يتفق عليها الكثيرون تقول بان الذي قتل سواء كان عمرا أو زيدا"ولكنه ليس وهب السعدي" كان يجهز من قبل احد خبراء التفخيخ"يحتمل انه وهب السعدي" بحزام ناسف لينطلق فيما بعد الى احد المناطق مستغلا سيارات الحماية الخاصة كي لا يخضع لتفتيش القوات العراقية اثناء تنقلها الى منطقة الهدف ثم يفجر نفسه بين اكبر عدد ممكن من العراقيين. ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى شاءت ان تكشف زيف هؤلاء المجرمين " الحماة المخلصين"للقاصي والداني، فأذاقت المفخخ والمفخوخ نار الدنيا قبل الاخرة جزاءا بما اقترفت ايديهم القذرة من جرائم بحق الابرياء من العراقيين .لقد فتحت هذه الجريمة تساؤلات مشروعة فمنها:ـ كيف وصلت الاحزمة الناسفة وادوات التفخيخ الى منزل الزوبعي؟ ـ هل كان الزوبعي على علم بما يجري في منزله؟ فاذا كان الجواب بنعم فهذه مصيبة وان لم يكن يعلم فالمصيبة اكبر.ـ من اين حصلت قوات حماية الزوبعي على الاحزمة الناسفة ومعدات التفخيخ؟ ـ اين تدربوا على التفخيخ وهل هذا من شروط التعيين ؟ـ افلا يستدعي هذا الامر ابعاد جميع الحمايات الخصوصية للمسؤولين واستبدالهم بقوات من الشرطة العراقية؟ـ الم تثبت هذه العملية بان كتلة التوافق لها اليد الطولى في عمليات التفجير اليومي في العراق؟ـ ما هو موقف الزوبعي من ترأس ابن رئيس عشيرته حارث ظاهر الزوبعي كتائب ثورة العشرين الارهابية؟ وبقية الاستفسارات اتركها للقارئ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك