المقالات

[[خارطة الشرق الاوسط - مفتاح ادارة العالم للقرن الحادي والعشرون]]


مكتب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي (كندا) - مركز الدراسات السياسية

انه من حسن الطالع ان يبقى الإنسان متلمسا لحقيقة الأشياء وتبقى هي محاطة بالغموض والتكتم ولعل هذا من المتلازمات والعلل الكونية حتى تبقى هذه الجدلية بين الإنسان والحقيقة من جهة وبين غاية الإنسان في الوصول ألى الحقيقة من جهة أخرى, فلربما تكون الغاية هي المعرفة المحضة أو الاستعداد لأمر ٍما أو في أحسن الحالات هو القدرة على التأثير في مجريات الأحداث علّه يستطيع أن يحرف المسار للتقليل من الضرر إن وجد وبالقدر الممكن, وعليه يصبح من سمة التعقل هو محاولة قراءة و تحليل الحاضر لاستشراف المستقبل.ولكن التسارع المذهل للأحداث في منطقة الشرق الأوسط بشقّيها السياسي والعسكري وتشابك المصالح وتقاطعها وتصادمها بين القوى الكبرى وقوى محلية يرتبط وجودها وديمومة أنظمتها بعجلة الموقف للقوى الدولية المتصارعة ومحاولات القوى الكبرى رسم صورٍ لتخندقٍ كونيٍ يحمل في جعبته تخندقاتٍ محليةً عرقيةً تارةً ودينيةً طائفيةً تاراتٍ أخرى, يجعل من الصعب على المتتبع أن يربط جميع الخيوط المتشابكة حد التكور للخروج بتصورٍ عما سوف تؤول إليه الأحداث في المرحلة المقبلة

وذلك لكثرة التناقضات والضبابية من جهة , والأهم من ذلك هو تردد جميع الأطراف في دفع الأمور باتجاه الحسم أو ما نصطلح عليه القدرة الأكيدة على الحسم من جهة أخرى والتي يمكن أن نجزم أنها موضع شكٍ ولأول مرةٍ منذ الحرب العالمية الثانية بالنسبة للقوى المهيمنة .

وللحديث عن الحسم فإن الأمر يتطلب مقاربة كل المعطيات على المستوى الإستراتيجي وذلك لأن الخسائر على البعد التكتيكي و الآني المحض هي كبيرةٌ وكبيرةٌ جداً للجميع ولكن على مستوى تجذر النزاع وأبعاده التاريخية على صعيد القدرة في التأثير والتحكم بإدارة ملفات المصالح الكبرى بشقيها الدنيوي ذات التركيز الكثيف على المصالح ضمن الموقع الجيوسياسيللمنطقة والعالم أو الديني الآيدلوجي المحض المؤطر لأبعاد الصراع على المستوى العقائدي وهو مهم للغايةلأنه هو المستخدم للتّعبئة والتحشيد الإعلامي.

إن الاصطفافات واضحة والخط الفاصل بين المتحاربين مميز ولكن الخطوط الحمراء ومدى القدرة على المبادرة والاستعداد لتحمل الخسائر مبهم لهذه اللحظة إضافةً إلى أن الإشارات المرسلة من بعض الجهات متناقضةٌ ولا يُعول عليها في بناء موقف واضح صريح ومحدد.وعلى ذكر الخطوط الحمراء فانه من الصعب بمكان تأطير ردود أفعال الأطراف الفاعلة في صياغة الشرق الأوسط بدون معرفتها أو استخلاص مقاربة لها.

عليه فإن من نافلة القول بان البعض يستعرض المعطيات التخمينية على إنها حقائق دامغة , من قبيل أن الحرب أو المنازلة الكبرى واقعةٌ لا محالة أو أن الحرب لن تقع البتة .إن الأمر ليس كذلك على الإطلاق فالحرب قائمةٌ فعلاً ولكن بشقها الاقتصادي الأمني الثقافي التعبوي وحتى العسكري في مقاييس محددة. ولكن السؤال المطروح هو فيما إذا كانت الحرب ستأخذ الطابع العسكري الشاملأم سيكتفي المتحاربون في التوقف عند هذه الحدود حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. وإذا كانت الأطراف جميعها مدركةً أنه من الإستحالة بمكان لمعركة من هذا النوع أن تنتهي بلا غالب و لا مغلوب, و إن التحول الكبير المرتقب وحركة التاريخ الجارفة و التي تدفع نحو قلب ثوابت الحاضر نحو قادمٍ مجهولٍ فإذا كان فهمنا للتاريخ صحيحاً فلا حلول وسط ولسوف يضطر الجميع للجوء لخيار الحسم مع ما يحتوي من مخاطر لا تحصى ودفع الأمور إلى نهايتها "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض".أو أن يتم التعامل بموضوعية مع ماهو واقع على الأرض والقبول بان الأمر اصبح محسوماً بدخول قوىً جديدةً لها كلمتها ودورها الأساسي في إدارة المنطقة ضمن محدداتها المرتبطة بالموقع الجغرافي والتوزيع الديموغرافية بل ولربما سوف يمتد تاثيرها وقدرتا في رسم خارطة سياسية جديدة للعالم على مداه الرحب .

وعلية فانه من الاهمية بكان محاولة الفهم الصحيح لدقائق الامور ولذا فإننا نؤشر على أهمية التيقظ للأزمة الإقليمية وخصوصاً ما يجري على الساحة السوريةوانعكاساتها على الواقع في العراق حيث أن الجهات و الأهداف التي تحرك العنف في سوريا هي ذاتها التي تغذي العنف في العراق لإشغال الساحات الإقليمية في دوامة من العنف الأعمى وذلك بغية تمرير سياسات مبهمة التطلعات غرضها تعطيل شعوب المنطقة عن النهوض وممارسة دورها الحضاري والريادي في عالم اليوم.وصولاً إلى فرض إرادات قوىً كبرى وخارجية على إرادة شعوب المنطقة , وتقسيم سياسي ممنهج وجديد يرسم الصورة السياسة للقرن الحادي والعشرين وعليه فإنها معركة إستراتيجية بكافة أبعادها ويجب التعامل معها من هذا المستوى والمنطلق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك