المقالات

لــو تكلــم الشهــداء ؟؟


( بقلم : ماجد محمد )

أصــدرت رئاسـة الجمهـورية ورئاسة الوزراء تعــديلا لقــانون إجتثــاث البعـث بأسـم (( قــانون المسـاءلة والعــدالة )) أفــرغ القــانون الأصلــي من فحــواه بالكــامل وأضــاع حقــوقا كنــا نعيــش رغــم تسويفهــا بأمــل أن تــرجع لنــا يومــا , وأعطــى أمتيــازات مباركــة لمن أجــرم أو شــارك بالأجــرام أو تكتــم عليــه فــي سابقــة لــم تألــف مثلهــا شعــوب الأرض قاطبــة , وأشــار التعــديل الجــديد الى : - ( على أن تـُحــل هيئــة الإجتثــاث خــلال فــترة عــام من تأريــخ تصــديق هــذا القانـون من قبــل مجلــس النــواب ) , ويبــدو أن صــراخ قــادة البعــث في جبهــة التـوافق ورفــع الســلاح خــارج القــانون وبوجــه السلطــة قــد أثمــر وجــاء بنتيجــة لـم تـكن بحسبــانهـم أصــلا , أما حســابات من أصــدر التعــديـل فقــد ذهبــت مــرة ثانيــة الى الأتجــاه المعاكــس للصــواب ولآمــال الشعــب , وظنــت أنهــا تلبــي رغبــات مـن يــؤجج الـوضـع تأزمــا فيسكــت , وتـُهــدّئ من الأصــوات العربيــة الرسميــة الناعقــة فترضــى , فيمــا أغفلــت وبشكــل صــارخ حقــوق الشعــب وخاصــة الأغلبيــة منهـم من الذيـن سحقتهــم عصــابات البعــث المجــرمة من غــير رحمــة أو مبــالاة , وأكتفــت بإفــراد فقــرة صغــيرة لا تتــوافق مـع عظمــة حقــوق النــاس , حيــث أعطــت مهلــة ثــلاثة أشهــر لتقــديم الطلبــات الى لجنــة قضــائية ( سـوف تتشكــل ) لإقــامة دعــوى قضــائية ضــد من أجــرم من أعضــاء حــزب البعــث مـع وجــوب ( إبــراز ما يثبــت جــرم هــؤلاء ) !! ( والمثـل المصـري يقــول : قــالوا للحــرامي أحلــف قــال جــالك الفــرج , فــي دلالـة على ســعادة المجــرم بإنعــدام الحــزم وتــرك الشــدة ) وما رأيــت إلا تطبيقــا لهــذا المثــل الواقعــي .

من يطلــع على هــذا التعــديل لايمكن أن يشـك ولـو للحظــة بــأن كاتـب التعــديل هــو عضــو فاعــل في حــزب البعــث ولايــزال مدينــا بالــولاء له , كمــا يستشــف المطلــع أيضــا على مقــدار الخنــوع والهــوان المسيطــران على من أوكلنــا إليهــم مسؤوليــة حمــل الأمــانة وأعتمـــدنا عليهــم في مهمــة إحقــاق الحــق , فهــرولوا لأرضــاء أنــاس هــم أبعــد مايكــون عن المواطنــة الحقــة وتجاهلــوا بشكــل سـافر التفكــير - مجــرد التفكــير - بأصــدار قــانون ينصــف الحقــوق الضائعــة لأهــالي المقــابر الجماعيــة , فهــل يتكلــم الشهــداء ؟؟ كـــلا وإنمــا شكــواهم لــرب يسمــع ويــرى , أمــا أهــاليهم فلــم يــرفعوا الســلاح بوجــه السلطــة كــي تشــرع لهــم قانــونا ينصفهــم ! . كمــا ضمــن هــذا التعــديل لميليشيــات ما يسمــى بفــدائيي صــدام الحــق بالأنــدماج بالقــوات المسلحــة العراقيــة !! فيمــا حــرّمت نفــس الجهــات التــي أعــدت هــذا التعــديل إنضمــام أخــوة وأبنــاء ضحــايا المقــابر الجماعيــة الــى القــوات المسلحــة بحجــة إنتمائهــم الى جيــش المهــدي ؟!! بــل ويمكن كــذلك للمجــرم الهــارب عــزت الــدوري على ضــوء هــذا التعــديل من العــودة الى العــراق دون خــوف أو مطــاردة قانــونية , حيــث ضمـن لــه قــانون " المسـاءلة والعــدالة " راتبــا تقاعــديا مجــزيا , بينمــا لايــزال الضبــاط المتقــاعـدين الأبطــال ممن لــم ينتمــي لحــزب البعــث يتعاطــون راتبــا تقاعــديا هــو الأقــل في سلــم التقاعــد ولا يصــل الى نصــف راتــب من كــان بعثيـــا !! فــأي قسمــة عادلــة ننتظــر صــدورها ومن في السلطــة الآن مـن يفكــر بهــذا التفكــير البعثــي الظــالم ؟!! . إن القــول بــأن البعثيــين قــد تضــرروا بعــد عمليــة التغــيير السياســي هــو قــول فــارغ وليـس لــه أية دلائــل ملمـوســة , أمــا القلــة من المتضــررين فهــم البعــثيون الشيعــة فقــط , لأن السنــي منهــم قــد تــلاقفتــه أحــزاب جبهــة التــوافق وأسنــدت إليــه ما عوضــه عن الوضيفــة وأكــثر , بــل إن الكــثير منهــم هــم الآن نــوابا محصنــون في مجلــس النــواب كالمطــلك ( الموظـف السـابق في الدائــرة الزراعيــة لديوان الـرئاســة وخلــف عليــان ( عميــد ركن في الجيش المنحــل ) وظافــر العانــي ( أحـد الحاصلين على شهــادة دكتــوراه عــدي ومـدرس في كليــة العلــوم السياسيــة – البعثيــة – والقائمــة تطــول .

أن الظــان ّ بأن هــذا التعــديل سيرضــي الأصــوات الناعقــة فهــو واهــم وســاذج ولـم يستفيــد من تجــارب السنــوات الماضيــة , فهــؤلاء لايرضــون بمشاركة في حكــم ولايقبلــون بغــير كــامل الحكــم بــديلا , ودليــل ذلك رفض جبهــة التــوافق الأنصيــاع للقانــون وعــدم رفــع الحصــانة عـن نــواب طالـبت بأستــدعائهم المحكمــة العليــا , حــيث يعتبـرون أنفسهــم فــوق أي قــانون تــمت صياغتــه من الجميــع , وسـوف تنجــر الحكــومة الــى تنــازلات وتنــازلات وتكــون نتيجتهــا عــودة البعــث الى كــامل السلطــة كمــا حــدث عــام 68 , ومــا علينــا ســوى الأنتظــار بعــد أن نشبــع همــوما وخيبــات أمــل مضــافة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك