( بقلم : حامد جعفر )
عندما كنا صغارا وربما في مناسبات معينة , كانت امي تروي لنا حكايات عن الموت وحال الموتى وهم في عالم البرزخ. واذكر انها رحمها الله كانت تقول لنا ان الميت في ايام المناسبات كالاعياد مثلا يطل من قبره واقفا على رجل واحدة ولاادري لماذا على رجل واحدة.. ينتظر بشغف زيارة اهله واحبائه له كي يراهم ويتحدث معهم رغم انهم لايرونه ولايسمعونه. ولما شببنا جعلنا نستهزيء بمثل هذه القصص التي كانت تبعث في نفوسنا الخوف كلما مررنا بمقبرة وخصوصا اذا اسدل الظلام سدوله حيث نتصور الموتى باشكالهم المخيفة وهي ترمقنا .
ولما كبرنا نسينا هذه القصص وامثالها واصبحت شيئا من الخيال الجهلي وليس العلمي... حتى تفاجأنا في هذه الايام برسائل من عزة الدوري في المناسبات المهمة كما يقال عنها وهي في الحقيقة غير مهمة, الى ثلة من المجتمعين في قمة ما او اولئك المتجمهرين في مكان ما, تنصح وتهدد وتتوعد,... وتحذر هذا وتستدر عطف ذاك , وتدعو في النهاية الى مساندة ( المقاومة) الصفيقة لكي تعود النار الى الدار فيطهى الطعام ويدعى الجيران من الحرامية والغبران لياكلوا ما لذ وطاب حتى التخمة ( كما صرحت بذلك احدى الاردنيات الماجدات على الفضائيات). اما اهل الدار الاصليون فنصيبهم اسوأ من نصيب الهنود الحمر او المساجين في سجون صدام العفلقي.
مر زمن وقد نعى حزب البعث العفلقي الارهابي الرفيق الصفيق عزة الدوري الذي مات بعد مصارعته لمرض عضال لم يستطع التغلب عليه لسوء الحال وانشغال البال وضربه بالنعال بعد انهيار النظام البوليسي العفلقي وضياع العز والجاه والمال. ووعده في نعيه على الاستمرار على نهج ( المقاومة ) حتى تحرير الوطن من كل انسان عراقي صغيرا كان ام كبيرا رجلا كان او امرأة !! وهدم كل جسر وقطع كل اسلاك الكهرباء والهاتف وتسميم المياه وقطع كل نخلة وقتل كل طير او خروف او بغلة حتى يتسنى بالتالي لكل طفيلي امثال اشعب وبنان وطفيل العرائس بالسكن الدائم بالعراق بدلا من العراقيين واحضار كل اقاربهم واصدقائهم من اهل الشوارب والماجدات معهم لهذه الوليمية المجانية المستديمة.
ونحن اذ لم تذكر لنا امهاتنا ان الموتى يبعثون رسائل فاننا نعلنها صريحة بان المناضل في نار جهنم عزة الدوري الذي عرف بحبه لقوالب الثلج لابد انه دفن بالقطب الشمالي او الجنوبي لكي يتعانق مع محبوبه الثلج وبذلك بقيت جثته المتعفنة اصلا, ولم تتحلل وربما اقاموا انسانا ثلجيا على قبره كشاهد .... وعندما يزورونه يخيل اليهم ان هذا الرجل الثلجي يحدثهم ويوصيهم فيكتبون ذلك لايصاله الى اهل العقال من العربان ومن لف لفهم ... ولكنهم نسوا ان الارض تعاني من ارتفاع الحرارة وان تمثال عزوز الثلجي لابد ان يكون قد ذاب مع ذوبان كثير من جبال الثلوج... وبالتالي فان ظهور عزة الدوري او تاثيره في الاحداث شيء من الخيال الجهلي.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha
