المقالات

الطريق الوعر


( بقلم : سعد خيون البغدادي )

تاسيس دولة عراقية قائمة على اسس ترضى الجميع هو امر غاية الخطور لاختلاف النسيج الاجتماعي العراقي وشعوره منذ تاسيس الدولة العراقية بالغبن والتميش والسيطرة والغلبة من قبل الاحتلال البريطاني . المكونات الاساسية للمجتمع العراقي تم تهميشها ومحاربتها الى حد الاظطهاد والقتل الى ان وصل الامر في زمن حزب البعث الى استخدام الاسلحة الثقيلة والمحرمة والالكيمياوية ضد ابناء هذا النسيج من طوائف تعارض سياسية الاقصاء التي اسس لها المحتل البريطاني. والاعتراف بهذا الواقع المرير مايزال عقبة امام الجميع فا الاعتذار عن جرائم البعث بحق الشعب العراقي وتحديدا للشيعة والكورد والتركمان والصابئة والايزيدية وبقية المكونات التي لاقت الويل والثبور سوف يخلق مشكلة من هو المعتذر هل تعتذر الطائفة السنية عن جرائم تلك الحقبة المظلمة وهل تعتذر الاقلية السنية عن جرائم ثمانين عاما ؟ واستئثارا بالسلطة؟ هذا هو الاشكالية الاولى . من هو الطرف المعتذر وهل يمثل حزب البعث الاقلية السنية ؟

الاعتراف بالاخر يبدء من هذه الاشكالية انذاك سوف نهيء للمصالحة اما اذا حاولنا تجاوز جرائم الفترة الماضية و اعتبار المقابر الجماعية هي سياسية لشخص نال جزاءه .ونظام لقى مصيره الاسود فاعتقد سوف لانتجاوز اشكالية نائب رئيس الجمهورية الذي يحب ان يؤكد على التفاوض مع المسلحين ويقصد بهم السنة؟

الطريق الوعر يبدء بفرض ضمانات اولها كما ذكرت الاعتراف بحجم تلك الجرائم وجرائم الابادة البشرية والاعتذار لشهداء العراق منذ تاسيس الدولة على يد الاقلية السنية .حينها نبدء بماذا يطمئن الاكراد .بفدرالية ام بدولة مستقلة وحينها سوف نعرف او نتعرف اكثر عن اهداف الشيعة ولماذا يصرون على النظام الفدرالي بالرغم من اغلبيتهم المطلقة. وحينها سوف نتعرف اكثر على طموح التركمان ولماذا يقتربون اكثر من تركيا وحينها فقط سوف نحصل على عراق موحد يضم كل الاطياف

اتلطريق الوعر يبدء بالاعتراف والمصارحة من هو المجرم ولماذا استاثرتم في الحكم طيلة ثمانون عاما . ولماذا لم تدينو جرائم البعث والقتل ولماذا لم يخرج سنيا واحد يعارض نظام العفالقة. هذه الصراحة لاتعني اننا نحمل اهل السنة او عوامهم كل تلك الجرائم بل نتحدث عن الطبقة السياسية الحاكمة والتي تحمل السلاح لتقتل به الشيعة والكورد . انذاك فقط سوف لم نجد نائبا يعمل قناصا في الليل وسوف لم نجد وزيرا يحمل في موبايله الخاص نغمة (صدام يلوكنه) انذاك سوف لن نجد من يختلس اموال العراق او يذهب الى الدول الاقليمية ليتامر على اسقاط الحكومة الوطنية

الاعتراف والمصارحة بما يحمله البعض للاخر امر ضروري جدا لاننا لانثق في الاخر. وحتما ويقينا لانثق ببعضنا ولسنا هنا للاعادة مشروع الثقة ؟ بل نتعامل على اساس الواقع الجديد وهذه هي المرحلة الثانية القبول بما هو كائن ومعرفة ان امريكا خارجة من العراق قريبا. هذه الاشكالية اكثر خطورة في بداية الاحتلال كان السياسيون السنة يتبجحون بمقولة المحتل وان ارض العراق محتلة وارض الاسلام والشرك وغيرها من المصطلحات السوقية والشعارات البعثية ؟؟ وصدق من صدق ان السنة ثوريون ويرفضون الضيم والاحتلال؟ وان الشيعة والكورد عملاء للمحتل

استمرت هذه الشعارات الكاذبة لمدة ثلاثة سنوات حينما ضعفت شوكت الارهاب اعني حينما ادرك السياسيون السنة ان الدولة اصبحت اكثر قوة وان الجيش استعاد وضعه الطبيعي وان الاجهزة الامنية اصبح ولائها للوطن وليس لقمع الشيعة. حينها صرح السنيون ان خروج المحتل يعني التفريط بالعراق وان وجود المحتل هو امر ضروري للامة العربية.؟ وان فلسطين لن تتحرر الا بوجود امريكا في العراق وبقاءها واختفت تلك الشعارات.

كل هذا واضح في البداية كان السنيون يطالبون برحيل المحتل من اجل الانقضاض على السلطة اما الان والدولة قوية بمؤسساتها السياسية والعسكرية فشدوا النواجذ بامريكا هذالمرة من اجل عدم ابادة السنة ؟؟ ومن اجل .. ياللعار متى نكف عن خداع الشعب وهل مثل هذه الامور مخفية . ان الجميع هنا بحاجة الى ان يركب الطريق الوعر وعليه ان يتحمل كل الاسباب من اجل عراق ديمقراطي فدرالي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهرااء الموسوي
2007-03-25
والله ما قاله الاخ الكاتب صحيح كم نتمنى ان نسير في طريق وعر ولماذا يراد لنا اننبقى تحت مطرقة الارهاب تحية اخوية للكاتب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك