المقالات

اداء الحكومة العراقية واشكالية التقييم


( بقلم : حسين الخزعلي )

عندما نقوم بتقييم حالة ما وفق مبدءا( حب واحكي واكره واحكي) كما يقول المثل العراقي فأن تقيمنا سيكون غير منصف بالتأكيد وذلك لأننا انطلقنا من خلال مصالحنا ومنافعنا الشخصية اثناء عملية التقييم وبذلك لايكون لتقييمنا أي وزن يذكر كونه لم يبنى على الحيادية والانصاف ولغة الارقام.

اليوم وفي وضعنا السياسي العراقي الحالي كثر المقيمون لأداء الحكومة العراقية المنتخبة. ولايجب علينا ان ناخذ بكل تقييم يصدر من هذا الطرف او ذاك قبل ان نأخذ بعين الاعتبار ماهية المقيم وغاياته من وراء التقييم وكذلك مكان وزمان التقييم.قد ندرك سبب التقييم السلبي لاداء الحكومة من قبل شخص معين اذا ماعرفنا ان هذا الشخص يأوي في منزله ارهابي قناص يقوم بقتل الابرياء في مدينة الكاظمية او تكتشف اجهزة الامن وجود مادة ال تي ان تي شديدة الانفجار في احدى سيارات حمايته الشخصية , او ان تهاجم اجهزة الدولة الامنية اعلاميا من قبل شخص ابنه الاكبر يعتبر من عتاة الارهابيين ومسؤول عن تفخيخ الكثير من العجلات وتعتبر حمايته الشخصية من اكبر فرق التهجير الطائفي ولاتزال تهجر العوائل من منطقتها في غرب بغداد ,او ان لايثق بالحكومة من هو مسؤول عن 150 مختطف تم ذبحهم في منطقة البحيرات . السؤال هو هل يرتجى من هؤلاء ان يقيموا اداء الحكومة تقييما منصفا؟

لقد ابتلي العراق وحكومته المنتخبه بالمقيمين الباحثين عن مصالحهم الشخصية والمتضررين من نجاحات وتطور الاداء الحكومي .ان شخص كان يطمح ان يكون سفيرا في بلد عربي مجاور فلما لم يحصل على ماكان يبتغي انبرى وسخر صوته وقلمه للنيل من الحكومة الحالية وغدا في ليلة وضحاها عرافا لايشق له غبار فأخذ يتنبأ بسقوط الحكومة الحالية ويحدد لها عمر بقدر عمر الخطة الامنية والتي ستفشل بحسب رأيه , ثم زاد على ذلك فأخذ يتهمها بالطائفية وراح يصدع رؤوسنا بالعروبة المفقودة وكأن الحكومة الحالية ليست عربية وليته ثبت لنا اصله العربي اولا, واغرب ماسمعناه عن السفير المعزول هو استنهاضه لهمة احد الملوك العرب سالا اياه بالنجاده العربيه ان يتدخل ليحل المشكله في العراق. ثم ان هناك شخص اخر حالم لايزال يحوك المؤامرات الممجوجة سعيا منه لاسقاط الحكومة بانقلاب ابيض متهما اياها بسوء الاداء والانحدار بالعراق الى الهاوية وانه البديل الاوحد المدعوم من الولايات المتحدة والمحيط العربي والداخل البعثي.

لايمكن لهؤلاء ولالدول تضررت بسبب التغيير في العراق ولالفضائيات تقود ايدلوجيات مشبوهه لايمكن لهم ان يقيموا اداء الحكومة العراقية تقييما منصفا لأنهم انطلقوا من مصالحهم,وأن اداء الحكومة كلما تحسن فأنه بقدر مايعود على الشعب العراقي بالنفع فأنه يضر هؤلاء بالمقدار نفسه وهم دائما يسعون الى تحويل انجازات الحكومة الى اخفاقات ويصوروها للرأي العام على انها كوارث وهذا مانسمعه ونشاهده في وسائل الاعلام من خلال تصريحاتهم.

ان تقييم حالة ما لابد ان يخضع لمقاييس وارقام محددة وواضحة لالبس فيها ولاتدليس. ان الخطة الامنية التي يجري تطبيقها حاليا في بغداد قد بدا تحقق نجاحات ملموسة وتسهم اسهاما فاعلا في خفض العمليات الارهابيه في بغداد وهذا التقييم ليس وفق مبداء (حب واحكي واكره واحكي) بل وفق مقياس دقيق لحجم العمليات ومعدل انخفاضها وكذلك انخفاض عدد ضحايا الارهاب والتهجير الطائفي وهذا شئ وجداني لايمكن لأحد ان يغض الطرف عنه او ان يدلسه على الناس وحتى الشعب العراقي قد استشعر ذلك استشعارا حقيقيا.

ان هذه الخطة هي جزء من اداء الحكومة الناجح ولايمكن للمقيمين السلبيين ان يتهموها بالفشل مهما حاولوا , فلا احد يستطيع ان يلغي لغة الارقام والوجدان.

لقد صرح السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في اول يوم من تسنمه المنصب ان حكومته ستركز على ثلاث ملفات رئيسية وستكون محور حركة حكومته وهي الملف الامني والخدمات والمصالحة الوطنية , وقد اخذت الحكومة من اول يوم بالحركة والفاعلية تجاه هذه الملفات وقد حققت نجاح نسبي جيد في ذلك ولاتزال سائرة نحو ذلك فعلى صعيد الامن نرى ان الخطة الامنية تسير وفقا لما خطط لها وعلامات النجاح باتت ملموسة , واما الخدمات فالجهود مبذوله من اجل توفيرها وهي مسألة تتناسب طرديا مع التطور الامني ولايمكن حصد ثمارها بين ليلة وضحاها , واما المصالحة الوطنية فالحكومة خطت خطوات جيدة في هذا الاتجاه وكلنا شهدنا المؤتمرات المتوالية للملمت الوضع العراقي وشهدنا دعوات الحكومة لاعادة ضباط الجيش السابقين وكذلك دعوة الفصائل والمجموعات المسلحة وحثها على الدخول في العملية السياسية ولاتزال يد الحكومة مفتوحة لمن يرغب بالعودة الى احضان شعبه ويكون جزء لايتجزء من مكونات هذا الشعب ويشارك مشاركة فعالة في خدمة العراق والعراقيين.

كما اننا بدورنا نحث الحكومة على متابعة ملف الفساد الاداري المستشري في العراق والذي وعدتنا حكومتنا ايضا بالقضاء على هذا الفساد والضرب بيد من حديد على ايدي المفسدين.  اقول لاينبغي للحكومة الحالية مادامت تملك ثقة شعبها وتعمل جاهدة على تحقيق اهدافه وتسير بخطى ثابتة لاينبغي لها ان تتأثر بتقييمات الخسرانين من جراء نجاحاتها فالقافلة يجب ان تسير والشعب العراقي ينتظر منها نجاحات وانجازات اكثر.حسين الخزعلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك