( بقلم : سماحة الشيخ المجاهد خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب )
سيذكرني قومي إذا جد جدهمْ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ لقد وقفتُ متأملاً ومتدبراً عند هذا البيت الذي قاله الشاعر أبو فراس الحمداني في أحدِ رومياته لما وقعَ في الأسرِ . ولو تأملنا بكلمات هذا الشاعر وعرضناها على واقع العراق اليوم لوجدنا أننا بحقٍ ... بحاجةٍ إلى رجالٍ !! وهم كثر في العراق ولكن هم بحاجة إلى أن يتعاونوا جميعاً، حتى يأخذوا بأيدي العراقيين إلى برِ الأمان ، وسعادةِ الأوطان ، وبناء وعمران ، وهذا ما نتمناه نحن كمراقبين للوضع العراقي ونحن منه وإليه . وكم نحزنُ إذا أسيئَ إلى رجلٍ من أهلِ العراق سيما أولئكَ الذين سجلَ لهم التاريخ جهادهم وصبرهم وقارعوا أنظمةً قاسيةً عليهم ، في وقتٍ عزَ فيهِ الخطابُ ، واختفى الرجال ، وطوت الأرض في بطنها الآلاف من الأبطال ، وصرخت من ثناياها ( أي الأرض العراقية ) حسرات الأمهات وآهات الأرامل وحنين الأيتام . نعم ... كل هذا حدث في وقت لم يمر عليه مئات السنين والأعوام بل هو في نهايات القرن الماضي.
وإذاً لا بد أن يلتف العراقيون ويلتقوا حول قادتهم ويسمعوا إلى نصحهم ويستفيدوا من تجربتهم و خيرتهم سيما المراجع الدينية من كافة المذاهب الإسلامية وأعني بالمراجع { علماء العراق } . العلماء الربانيون الذين أعطاهم الله تعالى من فتحه ونوره وبركته وعلمه مالم يعطه للآخرين . لأننا نعتقد أن مشكلة العراق اليوم لن تُحل إلا عِبر رجاله وعلى أرضه . وعلينا كعراقيين أن نطور ما بنيناه لأربعِ سنوات مضت وتحت مخاض عسير، خَلُصَ فيها الناسُ إلى عمليةٍ سياسيةٍ ودستور... إلى حكومةٍ منتخبة... وبرلمان وطني ... هذا هو نتاجنا فلنحافظ عليهِ بكلِ ما أوتينا من علم وقوة .
نعم هما بحاجة إلى تقويمٍ وتقوية حتى تأخذَ هذه العمليةُ وذلك الدستور طريقهما نحو بناء العراق الذي يأن من الحزنِ والدماءِ والإرهاب . وعلى العراقيين المخلصين أن يلتفوا حولَ هذا المشروعِ تاركينَ مشاريعَ الهدمِ !! والتفتيتِ !! والتفرقة !! والطائفية البغيضة !! والمفخخات !! والأحزمةِ الناسفة !! والتي يراد من خلالِ ما ذكرتُ نسف العملية السياسية وهذا مالا نرضاهُ أبداً ولأنها ( أي العملية السياسية ) هي المخلص الوحيد لكل ما يحدث في العراق بعيداً عن لغة العنف والقتل والتهجير . نعم ... نحن بحاجة إلى رجالٍ يقفونَ وقفة رجلٍ واحد دون تردد أو تراجع. نحو الأمام لبناء العراق العظيم وحينها إذا اشتدت سواعد الرجال وكانوا يداً واحدةً في بناءِ العراقِ وتحولوا إلى جسدٍ واحدٍ إذا اشتكى منهُ عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . هنا سيرحل المحتلُ ... وسوف لن يكون لهُ أي مكان بيننا. وسوف يكون المكان كله للعراقيين لبناء اقتصادهم وحياتهم وحضارتهم . وسوف لن نتباكى على عدم وجود أولئك الرجال لأنهم بناة العراق الحقيقيين المخلصين.الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha
