المقالات

اخاف من اعوفك


( بقلم : المهندسة بغداد )

الى من أسمائي بأسمي

الى من ينادي بأسمي

الى البعيد القريب

الى والدي.....

اليك مني على البعد تحية وسلاما يامن قرن الله رضاه برضاك تقبل مني هذه الكلمات التي لربما تمكنت حروفها من فك لغز حيّرني وحيّرك هذا اللغز الذي حفر فجوة بين افكاري وافكارك وأوصلنا الى ان نفترق ودعتني متأملا اني ساعود قائلا بأنك على حق وودعتك على عكس الامر متأملا انك ستاتي لتقول اصبتي يا ابنتي .

ولاني أعوذ بالله من اكون ممن وصفهم الله في سورة الكهف ( قل هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا *الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) فلقد قادتني افكاري التي طالما اتعبتك واجبت غيرك ! ان اطرحها على الملأ وعلى مبدأ فشاورهم بالامر فعسى ان يسعفنا قارىء برأي سديد ولكي اكون عادلة سأقتطع من حوارتنا جزءا يسير كما فعلت قبل عام من الان في مقالة سابقة .

فأسئلك بالله عزيزي القارىء ان مرت عيونك فوق سطوري لي ما كنت تفعل لو كنت مكاني ؟!!! واليكم الحوار الذي دار بيننا وانا قادمة من عملي

 

الاب : الله يساعدكِ اراكِ متعبة هل هو ازدحام الطريق ؟

الابنة : لا يا أبي بل انها ازدحام الافكار في هذا الوضع .

الاب: لاتبدأي أرجوكِ فلقد اخبرتك مرارا بأن كل البلدان تمر بمحن .

الابنة : أصبت يا والدي تمر بمحن لكن بلدنا محنة بحد ذاته .

الاب : ( بابا انتو أشفتوا من الي مر علينة ) .

الابنة : وهل هو الزام ان يمر علينا ما مر عليكم .

الاب : هذا امر الله يا أبنتي .

الابنة: بل هو امر عبد الله . ان الله لايظلم الناس .

يستل الوالد سيكارة محاولا أبدال فحوى الحديث ويتبع فيقول

الاب : (سولفي بابا شكو ماكو بالدائرة )

الابنة : لاجديد فساد أداري على اعلى مستوى وأني اليوم كلمت ....

الاب : ماذا ؟؟!! كلمتي! كلمتي من ؟ الم أطلب منكِ الف مرة ان لاتتكلمي اصمتي وحسب واذا أرغموكعلى العمل بطريقة لا ترضي الله فأتركي العمل .

الابنة : بهذه السهولة اتركه وماذا عن بلد يستغيث .

الاب : (بابا مو شغلج شغل الحكومة) .

الابنة : ومن هي الحكومة اليست بشر المطلوب ان نتعاون معهم .

الاب : هؤلا رجال هذا جانب وواجبهم جانب اخر .

الابنة : أما ان تكلمنا عن واجبهم فلنا واجباتنا وان كان هذا شأن الرجال فلماذا اخذ الحسين ع زينب ع معه ولماذا خطبت الزهراء ع في القوم ؟!

الاب :  نعم هذا الحسين ع مو احنة ؟

الابنة : ان لم تستطع ان نسير بدربه فلماذا نواليه؟!! الحسين اكبر من اربعة احرف واكبر من دمعة نسكبها في محرم ونقلب صفحة .

الاب : ( بعصبية مكلت هل الشكل بس اكلج أكو ناس متخاف من الله ) .

الابنة : وقتلة الحسين ع الذين أسروا اهل بيته اناس لا تخشى الله.

مرت دقائق من الصمت فلقد أنهى والدي حديثه الا انني أفتتحت الحديث ثانية بخبر اردت ان اخفيه الا انني فشلت في الامر .

الابنة : اليوم وجدت ورقة على مكتبي .

الاب : أي ورقة وتقدمت الوالدة تستطلع الامر .

الابنة : حقيقة هي مجموعة من اوراق صغيرة اجدها على مكتبي منذ فترة الا انني اعتدت على ان اقرئها واضعها في درج المكتب عسى ان تكون مزحة من احدهم !

الاب : تكلمي اوراق ماذا تحوي ؟

الابنة : اوراق يكتب عليها ان القائمة التي انتخبتها قائمة ظلم وضلالة واقوال لرسول الله ص عن المنافقين وكلمات توعد بالخزي والويل والثبور يوم الحشر و....

الاب : اتركي العمل فورا واجلسي في المنزل .

وهنا تتطافر دموع الوالدة التي تترجاني بان أفعل وتقول الا يكفي التفخيخ والعبوات التي افكر انها ربما تاخذ ابنتي والان الارهاب المقصود .

الابنة : اتركه  واجلس في المنزل منزلنا الذي يحيطه البعثيون من كل جانب ولااستطيع ان ارفع حتى صوت المسجل اذا ما احتوى على قصيدة حسينية ، منزلنا الذي لايحوي ماء او كهرباء ولاتستطيع فيه حتى ان ننام لكثرة الرمي والهاونات .

الاب : ( بابا هاي هية مثل كل الناس )

الابنة : وان تتبع اكثر الناس يضلوك......

الاب : ماذا تريدين تحديدا ؟

الابنة : ارض الله واسعة يا ابي ابغي الامان واترك لك اختيار المكان منطقة اخرى او محافظة او دولة فالامر لك .

الاب : بيوتنا اوطاننا لن اغادر اذهبوا انتم ان اردتم اما انا فلا .

الابنة : لكننا في خطر لابد ان نفر لماذا نقبل بالذل وابواب الرحمة مفتوحة في مكان اخر فاما ان اكون فعالة في مجتمعي وليس شيطان اخرس او اذهب الى مكان اخر احفظ به مذهبي .

الى هنا استقطع الحوار الذي انتهى بأن أفكر اشهر لاتخاذ القرار فما بين ( وبلوالدين احسانا ) وبين ( احب الله من احب حسينا ) فلقد اخترت فلفرق واضح بين المعنيين الاحسان وحب الله .

عشت حياتي لم اثني لوالدي قرار يتخذه الا انه عندما عندما تعلق الامر الامر بالحسين ع ومطالبتي بترك دربه وان لا اذكره في كلامي واتبرأ منه امام الاخرين ولا افكر في زيارته كي لا يعلم احد فيكيد لنا كيدا عند ذلك اخترت الحسين ع ورحلت تاركة والدي في المنزل واخبرني ان الغربة ستقتلني فقلت له باني غريبة ان تركت قضية الحسين ع وتعاملت معها بسطحية فان صبرت على فراقك يا والدي لن استطيع ان اصبر على فراق ال محمد .

الان لست بنادمة لكن قلبي قلق خائف من عقاب الله ان بقيت وعرضت نفسي لخطر القتل والخطف معاذ الله فاستهتر بامانة الله لي وبين خدمة والد الزمني الله به .

لقد ودعنا على امل اننا سنمل الغربة في مكان اخر وودعناه على امل انه سيمل الذلة ويأتي وتمر الايام ولاجديد سوى اتصالات هاتفية بيننا حيث انه وعدنا انه سيلتحق بنا فيما لو ساءت الاوضاع الا انه تراجع عن وعده تاركني في حيرة من امري .

سؤالي للقارىء الكريم وارجو ان تضع الله نصب عينك في الحكم وانت تضع نفسك مكاني لبرهة ماكنت لتفعل مع والد يحب وطنه ومكانه كما لم يحب شيئا ويفرض ان يرضى اولاده بالامر وبين ابنة تقدم مذهبها على كل شيء مهما كان عقيدة منها بان الحسين ع لم يبخل برضيع في سبيل الدين والمذهب فاي شيء اعز من دم الرضيع لامامي الحسين فابخل به على المذهب !! .

ابعدكم الله عن القلق والحيرة وفرج عنا وعنكم انه سميع الدعاء

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ندى
2007-03-22
ذكرتني العزيزة بغداد بالشاب الشيعي المتزوج من سنية وطلبوا اهلها ان يعلن انه سني عندما قبضوا عليهم الارهابيين مع عدد من الناس البسطاء ولما شاهد هذا الشاب بعض الشيعة وهم يفتادون للموت الاكيد لكونهم شيعة فصرخ انا شيعي ايضا .. فهذا هم شيعتنا لايمكنهم ان ينكروا تشيعهم او حبهم لاهل البيت ع .. فأنتٍ معذورة عزيزتي بتصرفك بان تبتعدي بحبك لال البيت ع بدل ان تنكر ي ذلك وحتى لو كنا مجبرة عليه ووالدكٍ معذور ايضا لانه يحب لكم الخير ويخاف عليكم من اشرار القوم .. دعائي الدائم لكم بان يحفظكٍ وعائلتكٍ الصغيرة .
نورس
2007-03-21
السلام عليك,بصراحه انا لم افهم موضوع هل تركتي العراق حضرتك هنا انا اؤيد والدك بضرورة البقاء لان لو كل شخص خاف ترك العراق فسنيقه للارهاب دون منازع اما الحسين وثورته فلاتتعارض مع حب الوالدين وما رغبة القاسم في القتال وامر الحسين (ع)له بان ياخذ اذن والدته الادليل على عدم وجود تعارض.ولكن اعانك الله ايتها المهندسه وانشاءالله العراق بخير مدام بيه امثالك ايتها الرائعه ........وختلف مع والدك بانه لو كل شخص ترك محاربة الفساد للحكومه فلن نحارب الفساد ابدا فلحكومه نحن
ابو حسين
2007-03-21
القارئ للمقال ربما لا يستطيع ان يجزم هل هو مجرد مقال كتب كمقال لا غير او انها واقع حال للاخت الفاضلة صاحبة المقال وعلى الفرضين نقول للاخت من المستغرب ان نجد تعارضا فيما ذكرتي بين حب الامام الحسين عليه السلام وطاعة الوالدين والاحسان لهما وهذا مالمسته من مقالكي وخاصة المقطع الذي بدايته الى هنا استقطع الحوار الذي انتهى بأن أفكر اشهر لاتخاذ القرار فما بين - وكذلك لا استطيع ان اجزم بالقول لكي ماهوالعمل لانه طبعا هناك تفاصيل في الامر ولكن الله الله الله بوالدكي وخاصة مثل هذه الظروف وا لا اجد تعارض
مهاجر
2007-03-21
سلام عليكم لو كنت في مكانت اترك والدي واتمنا ان الله عزوجل يهدي وينور طريقه ولكن ارجوكي لا تقيسي بين قضيه ليس مصيرها معلوم وواضح وقضيه عظيمه مثل مصيبة الحسين ع مهندسه بغداد لا تحزني على ما اقوله ولكن قضية الحسين ع هيه مصباح الهدى ولايجوز شرعا ان نقيسها على مشاكلنا بل نحلها على مشاكلنا عندما نرى الحسين ع تحمل من الدنيا اكثر من الدنيا بنفسها الام ومصائب ومتاعب لا يمكن تحملها ولكن ابالاحرار تحمل الكثير وانتصر عليها اخذ الحسين الحوراء زينب كي تحرس اهل البيت وليس لحكومه بل امر بلمعروف
حيدر
2007-03-21
السلام عليكم بدون مقدمات والى صلب الموضوع مباشرة اعتقد ان دور زينب الكبرى عليها السلام في معركة او ثورة الطف كان دوراً اعلامياً وأنها نتركت حمل السلاح الى من وجب عليه الجهاد . ارى والله اعلم انها مسألة توزيع ادوار فالاب اختار ما يناسبة من الادوار وعلى الابنة ايضاً ان تختار ما يناسبها من الادوار وكلاهما لا يقل اهمية عن الاخر رب كلمة تكتبيها ها هنا افضل من الف كلمة تقوليها في مكان لايتواجد فيه من يمكن ان يستفيد مما تقولين . لا استطيع ان اكمل لنفاذ الكلمات اخيرا العراق الان بخير وليس محنة .....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك