المقالات

قناة العراقية... والمتنبي والخفافيش!


( بقلم : عبد الكريم صالح الحيدري )

لابد لكل العراقيين الشرفاء من المثقفيين..شعراء ..فنانيين ..كتاب ...ان يوقفوا زحف المغول الثاني ..زحف الخفافيش ,التي كانت في جحورها ..واليوم خرجت الينا من جديد ... المغول يدخلون شارع المتنبي ...شارع العراقيين بجميع اطيافهم وانتماءاتهم...يدخلون للقضاء على ماتبقى ..بعد اربعة عقود من اختطافه من قبل الجلاديين القذرة...المتنبي ,شارع السياسة والاجتماع والفلسفة والاقتصاد والفقه والادب والعلم ..... ..استهدف هذه المرة من اخس وارذل الناس ..خفافيش القرن الواحد والعشرين ..الذي لايفقهون الا ثقافة الموت وحز الرقاب وتفخيخ الاجساد والافكار...انهم التكفيريون الطائفيون الذين جاءوا لعراقنا الحبيب ليفتكوا بالاطفال والنساء والشيوخ والعمال والزوار اكاد اجزم ان كل من سمع باستهدافه ونسف معالمه ,التي يتباهي بها كل العراقيين ,قد اقتلع صدره الما وحزنا ,هل من المعقول ان يخطر ببال احد ان المجرميين سيستهدفوه ..ياتيك الجواب ..نعم اقراء تاريخ شارع المتنبي في ايام الطاغية المقبور ستجد كم شهيدا غاب عند دخوله هذا الشارع ..َ كم مثقف ..شاهده جلاوزة النظام يقلب احد الكتب الممنوعة التي كانت توضع في المكتبات ككمائن لاصطياد المثقفين والادباء والشعراء ..نفس تلك الايادي التي طالتهم ..طالت شارعهم الذي يعد اكبر ركائز المعرفة الذي ذاع صيته وحتى وصل الى عنان السماء ..

ولابد لنا ان نقف وقفة امام وسائل الاعلام التي مررت الخبر وكانه حدث يومي كبقية الاحداث التي تعيشها الساحة العراقية ..وخيرا فعلت قناتنا العراقية عندما خصصت برنامجا خاصا من اعداد وتقديم الاعلامي القدير كريم حمادي..عندما وضع يده على الجرح ..واعطاءه هذا الموضوع الاهمية التي تستحقها ..وشحذ هممنا لئن نقتص من الذين ارادوا ان يغتالوا رمز ثقافتنا ووحدتنا ..شارع المتنبي ...نعم قد ابكيتنا يا حمادي ودمعت عيوننا .. لاكنها لم تكن دموع حزن.. دموع الفرح بان هناك من يداوي جراحاتنا التي تنزف ..وان شارعنا سيعاد له زهوه والقه الذي اراد الخفافيش وؤده ..ولن تثنينا كثرة الشهداء و حمم الخبث العفلقي والوهابي الاعمى ,والذين ارادوا اشعال وحرق ثقافتنا ..وليعلموا ..ويعلم كل العالم ..نحن العراقيون ..سنبني في كل بيت شارع للمتنبي وفي كل مدينة وقرية ..وليبقى الخفافيش في مغارتهم وجحورهم لئن عقولهم لاتستوعب الثقافة ,واصبحت فقط مكمنا ومرتعا للعناكب وحشرات العصر الجاهلي والقرون الوسطى والتي لاتستطيع ان ترى النور وهو يسطع في سماء العراق

الاعلامي: عبد الكريم صالح الحيدري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2007-03-20
أنا بصراحة دمعت عيوني دموع حزن عندما شاهدت البرنامج واستمعت إلى آلام باعة ورواد شارع المتنبي .. احسنت أخ عبد الكريم وسلامي إلى السيد الوالد .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك