( بقلم : سماحة الشيخ المجاهد خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب )
لقد وقفت كثيراً أمام هذا العنوان وتأملت فيه ملياً ... تُرى أي صراحة نحن بحاجة إليها ؟ وهل تستطيع تلك الصراحة أن تحل مشكلة أو أن تنزع فتيل فتنة يُرَوَج لها ؟ في سوق المنافقين . وتجار الدماء المدمنين !! وبعض الساسة المغفلين !! فإذن مازلنا نتحدث عن الصراحة فدعونا نقولها صريحةً مدويةً في الآفاق والأوطان : إن ثمة يد تخطط وتعمل وتوصل الليل بالنهار إلى أن تشعل فتيل حرب أهلية .. بين العراقيين !! الذين لم يعرفوا في تاريخهم نزاعاً بين أصحاب المذاهب في العراق ولقد حافظ العراقيون على وحدتهم عبر العصور الماضية مع ما كانوا يعانون منه في سنوات عجاف قاسية لكنهم أصروا على البقاء تحت عنوان العراق بل كان ذلك مدعاة لقوتهم وترابطهم وتصاهرهم وتزاوجهم حتى سقط النظام ... وكان العراقيون صامدين أمام هذه التحديات والضربات ... ولا يزالون ليومنا هذا يتحلون بهذه الأخلاق السامية الرفيعة مع كل ما حدث لهذه الطائفة أو تلك إذاً ما الذي حدث لنا وبصراحة أيضاً .؟! الذي حدث أن يدا غريبةً دخيلةً ظالمةً دخلت العراق ..!! نعم دخلت العراق بظرفٍ غفل فيه العراقيون أنفسهم لأنهم يتمتعون بطيب العراق وأصالة العرب وسماحة الإسلام ولكنهم فوجؤا بهذه اليد التي تسللت لهم عبر الحدود لكي تزرع الفرقة بينهم وإذا بنا ننظر إلى هذه اليد الخبيثة كيف تفخخ وتفجر وتقتل وتغتال .. وتذبح ... ولم تستثني من العراقيين أحداً فتارةً نراها تدخل إلى الأسواق فتفجر الناس فيها وتحولهم إلى أشلاء ممزقة .. وتارةً تدخل إلى المساجد والحسينيات لتقطع على الناس عبادتهم وتسبيحهم وصلواتهم .. وتارةً تستهدف مجاميع العمال والكسبة .. أو تستهدف مجاميع المتطوعين من الشباب الذي يريدون الدفاع عن بلادهم .. وتارةً ... وتارةً ... وتارة ... حتى جعلت لنا في كل شارع وبيت آهات ، وآلام ، وحسرات ... إنها يد خبيثة قاتلة . لا تنسجم مع طبيعة العراقيين وأخلاقهم وأعرافهم إنها يد الإرهاب والإجرام والقاعدة ... التي يخشى الكثير من الناس أن يصرحوا حتى بذكر أسمها ... ولا أدري بصراحة ما هو السبب ؟! هل هو اشتراك بالفعل ؟ أم إقرار له ؟ أو لعله سكوت على الباطل .
والله عز وجل قال في كتابه العزيز : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) أم أنهم يعرفون كل شيء ويحرفون أشياء أخرى ؟!. لكننا نقول بصراحة إنها يد الإرهاب وما دمنا قد عرفنا هذه اليد . تعالوا لنقف سريعاً على النتائج الخطيرة التي خلفتها هذه اليد القاتلة حتى يتضح لنا خطورة الأمر . لقد خلفت صراعاً مذهبياً بين العراقيين نتمنى بجهود الخيرين المخلصين أن يزول بأسرع الأوقات . ولقد تركت فصائل من الشهداء الذين ذهبوا ضحيةً لثقافة التفخيخ والأحزمة الناسفة والمسدسات الكاتمة ... ولقد خلفت المئات والمئات من الأرامل والأيتام والمعاقين فزادت علينا (( الطين بله )) كما يُقال ... نعم لقد خلفت عصابات إجرامية من هنا وهناك نشطت بسبب هؤلاء . وقد كان ذكيا ماكراً ذلك الذي أدخلهم لأنه يعرف أن أهل العراق لم يعرفوا يوماً طريقا للطائفية والاحتراب والتشدد والتعصب والتكفير !!! وأن بعض هؤلاء العرب المأجورين الذين لم ننتفع منهم يوماً هم الذين يحملون مشاعل الفتنة بين العراقيين ... ولا أريد أن أبتعد كثيراً عن الصراحة فإن ما فعله الزرقاوي أو صرح به الظواهري أو المغربي أو المصري أو السوداني وهلم جرا أسماء وأسماء فوجود هؤلاء لدليل قاطع على ما أقوله لكم ضمن مبدأ الصراحةِ التي أتفقتنا عليها ... نعم إنها اليد الآثمة . فإذا أردنا أن نوقف دوامة العنف بين العراقيين وحل مشاكلنا فتعالوا ... لنقطع الطريق على هذه اليد التي امتدت على حرمة دمائنا وانتهكت أعراضنا ودنست مقدساتنا ... تعالوا لكي نلتقي مرة أخرى على الحب والإخاء بعد هذا الشوط الطويل لبناء العراق ... عراق الأحرار ... عراق العز ... عراق الكرامة ... عراق الجهاد والبناء ... تعالوا لكي نلتقي على حب دجلة والفرات ... على حب الشمال والجنوب ... على حب العراق الخالص كي يبقى العراق رافعاً رأسه إلى عنان السماء بأهله وناسه . وأذكركم أيها العراقيون الأحباب بقول الشاعر حين قال : ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي والنصح أغلى ما يباع ويوهب فتعالوا لكي نلتقي على الوحدة . فهي علاجنا ؛ فهي طريقنا ؛ فهي نجاتنا الشيخ خالد عبد الوهاب رئيس جماعة علماء العراقفرع الجنوب
https://telegram.me/buratha
