بقلم: ناهدة التميمي
في جلسة البرلمان لمناقشة امور المقيمين خارج القطر وبالتحديد الاردن وسوريا وجدنا رئيس البرلمان محمود المشهداني على غير عادته نشطا متحمسا للكلام عطوفا على هؤلاء الذين اسماهم لاجئين ومهجرين مطالبا بدعمهم ورفدهم بالمنح والمكافئات وتطبيق قوانين اللاجئين عليهم علما ان هكذا قانون سيشجع اغلب العراقيين على ترك الوطن والتوجه لدول الجوار ... وهذا غريب لاننا لم يسبق لنا ان راينا رئيس البرلمان يهتم بهكذا امور.. وكنا نتمنى عشر هذه الحماسة والعطف من المشهداني على مهجري الداخل والمشردين بفعل الاعمال الارهابية والتخريبية ممن قتل ابناؤهم ومعيلهم ومازالوا الى يومنا هذا يستجدون المنظمات الخيرية لتطعمهم او تاويهم وتوفر لهم سقف حتى ولو كان من صفيح ليستظلوا به .هذا العطف والحنية التي نزلت على رئيس البرلمان فجأة لانقاذ هؤلاء ( المهجرين ) لم نعتد عليه منه .. فقد رايناه في مناسبات عديدة لايعير اهمية لهكذا مواضيع تخص المهجرين قسرا في الداخل او تخصيص حقوق ورواتب لذوي ضحايا النظام السابق ممن فقدوا كل شيء او للمهجرين من الفيلية الذين مازالوا يقاسون الامرين في مخيمات اللجوء في ايران والمهاجر من الفقر والعوز وهم كانوا من اغنى طبقات المجتمع العراقي قاطبة فجلهم كان من التجار والموسرين والاطباء والصيادلة والصياغ والعلماء والادباء فاصبحوا اليوم عزيز قوم ذل .. ذبح ابناؤهم واخذوا عنوة من مقاعد الدراسة الى معتقلات الموت والاعدام الجماعي دون سبب يذكر الا لانهم شيعة مع العلم هم من اقدم سكان وادي الرافدين قبل ان يفد اليها من الشام اصحاب يزيد بن معاوية ويستوطنوا العراق او ذوي الاصول العثمانية والانكشارية .السبب الحقيقي وراء تحمس رئيس البرلمان لهذا الموضوع هو ان جل هؤلاء هم من الجماعات المرتبطة بالنظام السابق وهربت من العراق باموال الشعب المسروقة من افواه اليتامى والارامل والمعوزين والتي اغدقها عليهم النظام المقبور .. هربوا قبل ان يحاسبوا من اين لك هذا وقبل شمولهم بقانون اجتثاث البعث واكثرهم يدعم الارهاب ويحتضنه ويموله واكثرهم ينتظر فرصة سانحة للتوجه لدول الغرب للالتحاق بعوائلة التي سبقته وحملت معها المقسوم مما سرق من ثروات العراق .. وكانت الامور ماشية الى ان طالبت سوريا بتحديد اقامتهم وهو نوع من المناورة للضغط على الامم المتحدة للحصول على الاموال .. فما كان من المشهداني الا ان هرع مهرولا صوب سوريا بكل حماس متباحثا بجدية لاول مرة نراها منه وهو يحاور بشان يخص ( مواطنين ).. فقد رايناه يهزأ من المتحدثين من الكتل ماعدا التوافق ولايستمع اليهم ويقاطعهم بشكل ساخر حتى لو كان الامر جاد ومصيري واحيانا كنا نسمعه بوضوح وهو يعلق مثلا على احدى النائبات التي ارادت التحدث فما ان بدأت حتى قال ( ياستار ياحافظ يالطيف ) واحيانا اخرى سمعناه يدندن بالغناء عندما يبدأ نائب ليس على هواه بالتحدث.. تعبيرا عن عدم الرغبة في الاستماع او الاستهزاء بالكلام لانه لايشفي قلبه بتمجيد ( المقاومة ) العفنة التي تقتل الابرياء . فيا سيد المشهداني حتى تكون مقنعا عليك بالتوازن في المواقف.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
