( بقلم : ابو سجاد الزبيدي )
اغتنمت بعض الفضائيات العراقية الفرصة النادرة لزيارة الدكتور اياد علاوي لبغداد و اجرت معه لقاءات مطولة و كانت اغلب اللقاءات بعنوان (لقاء خاص) ، حيث ان الدكتور علاوي لم يمكث في بغداد طيلة الفترة السابقة و بعد خروجه من منصبه كرئيس للوزراء ، لفترة طويلة ما عدا ايام الدعاية الانتخابية . و كانت اللقاءات صريحة جدا من حيث الاسئلة و الاجابات الا في بعض مواضع التي كان فيها دور للمراوغة او اللف و الدوران . غير ان ذلك لم يمنع من اظهار الوجه الحقيقي للدكتور علاوي .
و يكاد يتكرر معظم الكلام في جميع هذه اللقاءات التي تابعت اجزاءا مطولة منها على قناة العراقيــــــــة و قناة الحرية و قناة السومرية . غير ان اللقاء الاخير على السومرية كان فيه كلام علاوي بمثابة اعترافات خطيرة جدا ، حيث انه و للمرة الاولى يصرح علنا و امام شاشات التلفزيون و بتصريح مباشر بانه يسير وفقا لتعليمات امريكية ، فقال في مجمل قوله انه لم يتحرك لتشكيل تحالفه الجديد من ذاته بل طُلِب منه ذلك من كونداليزا رايس !!!! و هنا مربط الفرس ، اذ يعتبر هذا الطلب بمثابة الامر حسبما هو واضح من خلال تحرك علاوي في هذه الفترة. و اعرب ايضا خلال هذا اللقاء عن احد الامور التي دعته للعودة و هو ظهور الدكتور احمد الجلبي على الساحة علما اني كنت قد ذكرت هذا الامر في مقال سابق على نفس هذا الموقع المبارك و الذي كان بعنوان (خطة نزع احذية الميليشيات) على الرابط التالي:http://www.burathanews.com/index.php?show=news&action=article&id=15895.
و في اجابته عن سؤال حول ما يدور من كلام عن (حكومة الانقاذ الوطني) التي يسعى علاوي لتشكيلها ، كان جوابه ان هذا مجرد اتهام لا صحة له و انه لا يسعى لاسقاط حكومة المالكي و لا الى تشكيل (حكومة انقاذ وطني) ، و اتهم الجهات الاخرى بانها هي التي تروج لمثل هذه الامور من اجل تشويه صورتـــــه و كأنّ المتابع لا يرى بشكل جلي و لا يسمع لتصريحات اعضاء قائمته العراقية التي اتخذ معظم اعضائها الاردن و بلدان اخرى مقرا له ليتابع من هناك جلسات مجلس النواب و على رأسهم عزت الشاهبندر الذي لا يتحدث بجملتين الا و كانت احداهما (حكومة الانقاذ الوطني و الابتعاد عن المحاصصة الطائفية) . و كذلك انكر اعداده للمؤامرات التي كان يحوكها في الفيلا الخاصة به في الاردن مع (قادة المقاومة الشريفة جدا) و الذين ذكرتهم في مقال سابق على هذا الموقع المبارك بعنوان (اوقفوا المماليك الجدد) على الرابــط: http://www.burathanews.com/index.php?show=news&action=article&id=16547،
و قال انه لم يتمكن من لقاء الاستاذ المالكي عند زيارة الاخيرة للاردن للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش الا في المطار !!! و لم يذكر ان الاوامر صدرت له في ذلك الوقت من قبل بوش بمساندة حكومة المالكي .و نستطيع ان نستشف من خلال كلام الدكتور علاوي في لقاءاته انه لا يسمع و لا يرى الا بعين امريكية فهو يقول و يكرر انه سمع من الامريكان و رأى الامريكان و اخبره الامريكان و حتى الخطة الامنية التي قال بانه لم يعرف تفاصيلها الا من الامريكان و يراها بانها خطة امريكية و لا يوجد في نظره خطة عراقية. و كذلك حرص حرصا شديدا على انه لا يعرف موقف ايران من العراق الجديد رغم ان ايران كانت اول دولة اعترفت رسميا بالحكومات الجديدة منذ مجلس الحكم و مرورا بحكومة علاوي الى حكومة الجعفري و حكومة المالكي و كذلك فتحت سفارتها في العراق منذ بداية هذه الحكومات .
كما انتقد في لقاءاته كلها المحاصصة الطائفية و دعا الى المشروع الوطني و اكد كثيرا على برنامجه السياسي حتى ظننت انه قد حاز على براءة اختراع في هذا البرنامج . و نسي الدكتور علاوي بان تحالفه الاول اصلا عبارة عن خليط غير متجانس لا يعرف هو و لا من تحالف معه ما هي الثوابت التي اجتمعوا عليها ، فهذا التشكيل الغريب و العجيب يجتمع فيه الاشتراكي بالراسمالي و الديمقراطي بالديكتاتــــوري و العلماني مع الاسلامي و شيوخ العشائر مع اصناف لا يعلمها الا الله و الراسخون في البعث . و نسي ايضا التكتل الآخر الذي اسموه (جبهة مرام) و التي خذلته في تسلم منصب نائب رئيس الوزراء كونه ليس سنيا و المنصب هو من حصة السنة العرب . و يلتقي اليوم مع من لا يتفق مع مبادئه المعلنة ، ففي الوقت الذي يلعن و يمقت فيه الطائفية فهو يلتقي مع الشخص الوحيد الذي قالها باعلى صوته و امام العالم اجمع بانه طائفي .
كما اعترف الدكتور بانه بعثي و انه يسعى الى الغاء قانون اجتثاث البعث ، و الحقيقة انه يريد استبدال هذا القانون بقانون جديد قد يكون ادرجه ضمن مشروعه السياسي الذي اعده في المرحلة الاخيرة ، فهل سيكون القانون الجديد (اجتثاث اعداء البعث)؟ ام اجتثاث ذوي المقابر الجماعية ؟ ام اجتثاث كل شريف وقف في وجه النظام البائد ؟ و لو ان الدكتور ادعى بانه قد ناضل ضد نظام صدام المقبور و لكننا لا نعلم متى و كيف و اين كان ذلك . بل نعرف انه ناضل لاسقاط حكومة الجعفري و هو يناضل الآن لاسقاط حكومة المالكي .و حاول علاوي خلال لقاءاته مغازلة التيار الصدري (الذي احتفل ابناؤه بمقدم الدكتور الى النجف بطريقتهم الخاصة) و قال انه قد سعى و نجح في اطلاق قياديين اثنين من ابناء التيار الصدري كانا محتجزين لدى الامريكان ، غير انه استدرك في لقاء السومرية قائلا انه استطاع اطلاق قيادي واحــــــد و الاخر سيتم اطلاق سراحه قريبا . و طالب بالافراج عن وزير دفاع النظام المقبور لان ذلك يخدم مشروع المصالحة الوطنية التي لا تتحقق حسب راي الدكتور علاوي الا بالافراج عن البعثيين السابقين حتى و لو تلطخت ايديهم بدماء العراقيين . و قد اعترف بانه طلب من الامريكان قبل 9/4/2003 ان يسقطوا رأس النظام فقط و الابقاء على المؤسسات العسكرية و الامنية و المخابراتية و غيرها .
كما كرر في لقاءاته انه وفي وقت وزارته قد حضر واعد و انجح مؤتمر (شرم الشيخ) مقارنا اياه بمؤتمر بغداد مع تقليله من اهمية المؤتمر الاخير بالرغم من الحضور الدولي الواسع و انعقاده في بغداد و ليس خارج العراق كما هو حال مؤتمر شرم الشيخ .
وكان اهم ما تابعته في اللقاءات جميعا هو تكرار علاوي لكلمات لا تخلو جملة من جمله منها و هي (لا والله) ، (والله) ، (آني) ، (احنه) و التي اتحدى أي شخص ان يعطي احصائية دقيقة عن عددها في أي لقاء للدكتور علاوي .ابو سجاد الزبيدي
https://telegram.me/buratha
