المقالات

حقيقة التدخلات الإيرانية في العراق


( بقلم : شوقي العيسى )

 بطبيعة واقع العراق الذي أصبح باب عدن يولج إليه من يشاء من دعاة التحرير الذين يرون ضرورة إستنقاذ العراق من المآزق والرؤى الغير مبرمجة على عراق العروبة مرة وأخرى عراق الإسلام وتارة عراق الديمقراطية فأخذ العراق كعراق ينحدر نحو مرحلة من التشرذم التي تعيده بل ترمية الى واقع مبهم يعيش ويعشق الصراعات والتي هو بمنآى عنها.

برزت حدة الصراع على طبيعة التدخلات سواء كانت الإيرانية أو الأقليمية على حدٍ سواء ولكن ماهي حقيقة التدخلات الإيرانية في العراق؟؟ وهل هناك واقع ملموس لها حسب الظاهر ،، لا شك ولاريب أن العراق بعد الإنهيار الذي حدث على جميع الأصعدة أن هناك تدخلات ولكن هذه التدخلات لاتقتصر على إيران فقط بحيث تحتاج الى كل هذه الزوابع التي أحدثتها دعامات الدول العربية والغربية ، ثم ماتلك التدخلات التي أثرّت بالساحة العراقية بحيث أصبح العنف والصراع العراقي مرحلة صعبة التحليل .

لقد أثارت الولايات المتحدة الأمريكية مسألة التدخلات الإيرانية لأمرين أهمهما: النشاط النووي الإيراني وعدم تخلي إيران عن برنامجها النووي. والآخر هو وضع إيران موضع الجماعات المسلحة والإرهابية التي تقف وراء حدة العنف والصراع المستديم بالعراق ، فقد أثيرت تلك المخاوف ضد إيران بالتدخل بالشأن العراقي والتدخل بإستمرار الصراع قد تكون هناك تدخلات إيرانية من هذا النوع ومن هذا القياس ولكن لو سلمنا الى ذلك لابد أن يكون هناك هفوات وأخطاء إيرانية تجعلها تقع أمام المجتمع الدولي في تدخلاتها بل بزيادة العنف .

الواقع الملموس في أرض العراق يقول أن عرب الجنسيات هم من يتم إلقاء القبض عليهم من قبل القوات العراقية وكلهم من السعودية وسوريا ومصر والسودان واليمن وووووووو القائمة تطول ( أعتذر من الدول التي لم أذكرها ) فهل الذي يتم إلقاء القبض عليه داخل العراق ومتلبس بالجرم كحزام ناسف أو سيارة مفخخة وتكون عائديته وصلاحيته الى أحدى الدول العربية ليس بإرهابي وليس هناك تدخلات عربية بالشأن العراقي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عندما كتب الدستور العراقي أعترضت الجامعة العربية على مسألة لم يرد أن العراق هو جزء من الأمة العربية وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على تلك المسألة والزوبعة وهذا بحد ذاته هو تدخّل بالشأن العراقي أن العراقي ينتمي الى حيث يشاء وقد لايشرّف العراق والعراقيين الإنتماء الى الوطن العربي ذو الإرهاب الدولي.

في كانون الأول 1914 تمكنت بريطانيا من السيطرة التامة على الجنوب العراقي وتحديداً محافظة البصرة فلم نرى أياً من الدول العربية والتي تنادي حالياً بوحدة العراق أي دفاع عن إحتلال العراق أليس ذلك من أكبر التدخلات بل إحتلال دولة عربية فأين كان العرب حيث إستمر العراقيون بالعصيان المدني ثم تطور الى المواجهات المسلحة في عام 1919 حتى ثورة العشرين بطرد البريطانيين من العراق وتخليص العراق من سياسة التهنيد البريطانية التي جاؤوابالهنود الى العراق ولا أريد أن أدخل بتفاصيل ثورة العشرين بقدر ما أريد أن التدخلات التي أدت الى إحتلال العراق من دون مدافع يذكر بقدر ما أن هناك يدافعون ويتهجون عن التدخلات الإيرانية وينسون التدخلات العربية بل المشاركة في إزدياد حدة العنف في العراق.

قبل فترة ظهر على قناة المجد السعودية لقاء مع أحد الإرهابيين العائدين من العراق بعد أن شارك في تفجير صهريج مفخخ وتمكنت القوات الإمريكية من إلقاء القبض عليه وإيداعه في المعتقلات ولوجود العلاقات الأمريكية السعودية تم إطلاق سراحه والعودة الى السعودية ودخل المستشفى للعلاج وتكلّم بصراحة كيف دخل للعراق وكيف كانوا ينضمون مجاميع مسلحة إرهابية ولم يدخل هذا المشهد ضمن دائرة التدخلات الإقليمية ،، وقبله البنا الذي فجر نفسه في سوق شعبي في مدينة الحلة رغم أن أثنين من البرلمان الأردني حضروا عزاءه في الأردن إلا أن ذلك لم يدخل ضمن التدخلات الإقليمية في العراق وغيرها الكثير من الوقائع والشواهد التي تثبت تورط الدول العربية في إذكاء العنف في العراق .

التدخلات في العراق كثيرة خصوصاً من الدول العربية ومن الناحية السلبية لا الإيجابية والدليل على ذلك عدم إعتراف الدول العربية بحكومة العراق ولايوجد هناك تمثيل دبلوماسي في العراق قد تكون إيران لديها تدخلات في العراق وهذا أمر بديهي مازالت هناك تدخلات من كافة الدول في هذه الفريسة السهلة فلماذا لاتتدخل إيران ولكن ليس هناك دليل مادي على هذا الواقع .

أنا لا أدافع عن إيران وكذلك لا أبريء الدول العربية من إستمرار الحالة المتردية والقتال الجاري بين العراقيين وبين الإرهابيين بالإضافة الى البعثيين وينظم إليهم المؤججين لنار تتوهج وهي نار الطائفية .

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوسجاد المنصور
2007-03-15
تحية طيبة.أريد ان أبدأ من نهاية مقالك الشجاع وهو انك تقول انا لا اريد الدفاع عن ايران.اقول لك انني ادافع عن ايران وبشرف انها الدولة الوحيدة في العالم التي انقذت رقابنا ولا زالت من ظلم صدام..وثانيا من حق السعودية ان تدافع عن السنه وكذلك سوريا وغيرها وكذلك الجامعة(العبرية) ولكن ليس من حق ايران ان تدافع عن الشيعة المظلومين؟؟(بأس الحكم) ايران تبقى مدافعة لنا ونحن ندافع عنها و الى النهاية. قبلت جامعتهم ام لم تقبل.. ماذا قدموا لنا العرب ساعدوا صدام علينا ..اصدروا الفتاوي بقتلنا يرسلون الارهابيين الين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك