المقالات

الاصطفافات الجديدة للإخوة الأعداء!!وجثث بلا رؤوس ورؤوس بلا جثث!!

1751 16:37:00 2007-03-14

( بقلم : طالب الوحيلي )

حين يتحول العراق بكل كيانه ومكانته الاستراتيجية في العالم ،وبشعبه المتفرد بسمات قل نظيرها في الحضارة الإنسانية ،حين يتحول الى مجرد تكوين غريب المعالم ومنطلق للحدث المرعب والفجيعة اليومية ،فان ذلك يعد اخطر حالة تهدد الامن الدولي على كافة المستويات ،فبرغم خلاصه من اعتى نظام كان لا يختلف عليه احد في كونه حالة شاذة في الأسرة الدولية من جميع الأحوال ولاسيما تعامله مع أبناء شعبه ودول الجوار وتلويحه بأسلحة الدمار الشامل التي جرب بعضها بأبناء شعبنا في كردستان والاهوار وغيرها من مناطق الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ،وبرغم اعتبار سقوطه خلاصا للجميع ،وان عصرا من الديمقراطية الشفافة قد ابتدأ بأول تجربة انتخابية شهدها الشعب العراقي تلتها فيما بعد تجارب الاستفتاء على الدستور والانتخابات العامة لأول مجلس نواب حقيقي في العالم العربي والمنطقة ،برغم ذلك كله تحول العراق الى ساحة للاحتراب القومي والمذهبي والسياسي ،حيث فتحت تلك الميادين على مصاريعها ليقع الشعب العراقي تحت موازين المزايدات الإقليمية دون سواها ،نعم هي مزايدات اشتركت فيها دول الجوار العربي والمذهبي والقومي تحت مظلة غريبة من تصارع المصالح الدولية التي ترعاها الولايات المتحدة وغيرها من رموز الاستعمار التقليدي في العصر الحديث .

الساحة العراقية قد أفرزت شخوصها منذ أول أيام ما بعد سقوط الطاغية ،وقد احتكم الجميع للشعب من حيث يدري او لا يدري ،فهو شعب بطبيعته الخاصة وتمايز تقسيماته الاثنية التي أرستها الأنظمة البائدة وخصوصا النظام البعثي ،وبسبب طول معاناته المرة بسبب التهميش والاضطهاد المذهبي من جهة والقومي من جهة أخرى ، اذ لم يجهل القوى التي تصدت للعملية السياسية بسلبيها او ايجابيها ،ولم يخدع او يغرر به حين خرج بتلك الملايين التي تجاوزت النسب العالمية في أرقى مراتع الديمقراطية في العصر الحديث، متجاوزة خوفها وتوجساتها الأخرى لتختار من تشاء ليمثلها في الجمعية الوطنية ومجلس النواب او لتقول كلمتها الفصل في الاستفتاء على الدستور ، حيث تشير نتائج تلك الممارسات بدون أي شك بفوز ذات الملايين التي تعلن حجمها في كل مناسبة دينية او جماهيرية ،كالشعبانية وعاشوراء والأربعينية وزيارة ألائمة الأطهار وغير ذلك من استجابات هائلة لأبسط أوامر المرجعيات الدينية او السياسية ،كان آخرها محاولة التحرش بالسيد عمار الحكيم من قبل القوات الأمريكية حيث استمر زخم الاحتجاجات الجماهيرية أكثر من اسبوع وفي معظم محافظات العراق .

الحكومة العراقية الحالية ما هي الا انعكاس لذلك النسيج العرقي المتوحد اجتماعيا ،لولا تلك المزايدات التي طفت على سطح الواقع ، والتي أنتجت الاصطفافات السياسية الغريبة مقابل الحقوق الشرعية والدستورية للأغلبية المسالمة التي كان جل طموحها ان تعيش حياتها برغد وأمان وبكرامة ،لا يمنعها فيها احد من أداء تقاليدها وشعائرها الدينية التي طالما قدمت أرواحا طاهرة بين سجن او إعدام او تغييب او مقابر جماعية لا نظير ولا مشابه لها في التأريخ الإنساني ،وبقدر ما تحملت رئاسة هذه الحكومة من معانات كونها وقعت تحت تأثير تلك الاصطفافات الغير متوازنة من حيث ولائها لهذه الحكومة وللشعب بعمومه ،فإنها تسعى جاهدة لشق طريقها وسط تلك المعاناة التي تماهت مع معاناة الشعب والناخب الذي وضع أمانته في عنق هذه الحكومة ،فهي بين ان تطبق القانون على الجميع وبين ان تسعى لإرضاء تلك القوى التي لم تعلن لحد الآن براءتها من الزمر الإرهابية على اختلاف مصادرها وأفعالها ،اذ لم يرى او يسمع المواطن المبتلى ان أحدا من تلك القوى قد دان او استنكر بصدق أي جريمة بشعة ترتكب كل يوم ضد اتباع اهل البيت ،بل العكس يدعون بالويل والثبور لو ان إجراء قانونيا ولو بسيطا اتخذ ضد احد الضالعين بجريمة بشعة فيها من الأدلة القانونية ما يكفي للقصاص العادل ضده ،ناهيك عن تحول بعض الكتل او الكيانات التي دخلت العملية السياسية من باب واسع واحتضنتها القوى الوطنية أملا في بناء العراق الديمقراطي الموحد ،تحولها الى حواضن وقيادات للزمر الإرهابية وبصفة رسمية، تمكنت من بسط نفوذها في بعض مناطق العاصمة الساخنة كاليرموك التي يظهر ان الجميع قد غض النظر عما يجري فيها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وتحديدا أتباع أهل البيت الذين هجروا منها تماما تاركين بيوتهم لمفارز القنص النتشرة على سطوحها لتقتل من تشاء دون رادع او حساب وقد اقتسمت منطقة الأربع شوارع بين حمايات قائد في احد الأحزاب الرئيسية العاملة في الحكومة والمتسنم أعلى المناصب فيها ،وبين حمايات الزوجات الثلاث لأحد النواب الذي اتخذ من فندق (.......) الراقي في عمان مقرا لعمله البرلماني !! فيما يقوم عناصر هذه الحماية البالغ عددهم أكثر من 250 عنصر وأكثرهم من جنسيات عربية بأبشع جرائم القتل على الهوية والتهجير ،فيما تقف سيارات الشرطة في إحدى حدائق المنطقة المهجورة الا من الجثث المجهولة الهوية التي يعثر عليها بين حين وآخر،وهي لمخطوفين او من قطعت بهم السبل في الأربع شوارع تلك ،وذلك ليس بأغرب من القصص التي تروى عن الذين يقتلون في شوارع وازقة هذه المنطقة التي كانت تعيش بأمان وانسجام قبل ان تسكنها بعض الشخصيات الحكومية او السياسية المعروفة بطائفيتها ورفضها للدستور والانتخابات والعملية السياسية الحالية التي لولاها لما تمكنوا من الوصول الى هذه النجومية..

الحكومة العراقية ليس أمامها، وكاستحقاق وطني سوى تطبيق خطة فرض القانون ،والإعلان عن وجود سيادة حقيقية تتمثل بتطبيق القانون العراقي على الجميع دون إذعان لمكانة كتلة او شخصية ما في مجلس او موقع قيادي ،وعدم التراخي أمام تهديدات بعض الكتل وكيلها بمكيالين (من صوبنا غفور رحيم ومن صوبكم شديد العقاب )يعني طلب رفع الحصانة عن نائب متهم بخطف 150 شيعيا اعتبرته إحدى الكتل التي ينتمي لها هذا النائب استهداف للسنة ،فيما لا يعتبرون إبادة أكثر من مائتي زائر شيعي هو استهداف لأمة بكاملها !!! او عودة الذباحين والجثث المقطعة الرؤوس (كما حدث قبل يوم او يومين حين عثر على جثث أربعة من أبناء مدينة الصدر بدون رؤوس بعد ذهابهم الى منطقة الصليخ للعمل،فيما قال مصدر في الشرطة العراقية اليوم الثلاثاء انه تم العثور على أربعة رؤوس آدمية مفصولة عن الجسد شرق قضاء الخالص بمحافظة ديالى . واوضح المصدر، لـ (اصوات العراق )المستقلة ان "دوريات الشرطة عثرت بعد ظهر اليوم على اربعة رؤوس بدون اجساد على الشارع العام مقابل قرية الاسود (15 كم شرق قضاء الخالص ). أضاف "لم يتم التعرف على هوية اصحابها. " وأوضح انه "تم نقل الرؤوس الاربعة الى مستشفى الخالص العام ". ..لعلها لذات الجثث والله اعلم؟! ) ناهيك عن حملات التهجير وقتل المهجرين العائدين في مناطق حي العدل والجامعة وغيرها ،حتى ان بعض نواب الائتلاف قد استنكروا تصاعد هذه الجرائم ، وكأن الخطة الأمنية الجديدة هي لاستهداف الشيعة والتيار الصدري تحت ذريعة البحث عن جيش المهدي ،وقد شهدت مدينة الصدر اشد حالات المضايقة عبر عمليات الدهم المستمرة للبيوت الآمنة وقتل بعض الأفراد او الأسر ،فيما تنعم مناطق الإرهاب بالسلامة ،ناهيك عن ما أعلنه والي الدولة الطالبانية في العراق من تهديدات لأبناء السنة !!

ذكر راديو سوا الأمريكي نقلا عن مراسله في بغداد ان ضواحي منطقة الكرخ من العاصمة بغداد قد شهدت سيطرة ملحوظة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة وأضاف المراسل ان المدنيين باتوا مهددين من قبل هؤلاء الإرهابيين وسط غياب الأجهزة الأمنية وقد بعث اهالي أحياء الشرطة الخامسة والسويب والري والمواصلات الواقعة في ضواحي الكرخ وهم من أتباع اهل البيت عليهم السلام برسائل يشكون فيها من سيطرة جماعات إرهابية مسلحة على أحيائهم . وأوضح المراسل ان الرسائل تضمنت إدراج أسماء شخصيات عشائرية ودينية عراقية، قيل عنها بانها وفرت ملاذا لإرهابيين عرب وافغان من عناصر تنظيم القاعدة في العراق .من جهته قال زعيم الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم وسط الحشود المليونية في الصحن الحسيني يوم أربعينية الإمام الحسين (ع)..( ان القضية الاولى اليوم هي قضية خطة فرض القانون التي اعلنها السيد رئيس الوزراء،وهي خطة تهدف الى تحكيم القانون والتخلص من الفوضى ووضع حدّ لعمليات القتل وتحقيق الامن للجميع، ونحن هنا ندعو الجميع الى التعاون مع الحكومة من اجل تنفيذ هذه الخطة لصالح تحقيق الامن لكل العراقيين بكل مكوناتهم اينما كانوا داخل العراق،ان فرض القانون هو المدخل الصحيح والطبيعي لبناء الدولة التي تسعى لحماية الجميع، وهي المدخل الطبيعي لبناء العراق واعماره، وتوفير الخدمات الضرورية لكل ابناء العراق وتطويرها.. )

مقابل ذلك ظهرت على السطح اصطفافات غريبة لكتل غير متجانسة تحاول القفز على حقائق مكوناتها الطائفية ،بقصد وضع العراقيل الجديدة امام محاولات رائب التصدع وتطبيق القانون ،وقد اختارت الوقت الخطأ لتعلن جبهتها التي تسعى من خلالها اختطاف استحقاقات الشعب العراقي وإعادة عجلة الحياة الى الوراء ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك