المقالات

التفجير افضل من ..؟


احمد عبد راضي

تعج ايام العراقيين بالكثير من الاشياء اللافتة والمثيرة والمشوقة ، كما انها مليئة بالمفاجآت، بكلتي حالاتها السارة والحزينة، ولهذا تجد العراقي منشغل دائما ويفكر بالمستقبل ويتطلع الى الافضل نتيجة هذه الحركة المكوكية اليومية بحثا عن الاستقرار والامن والامان وتوفير لقمة العيش والركض وراء التعيين والركض ايضا وراء سماسرة التعيين الذين هم اكثرهم من (القفاصة) الذين يعملون في وزارات ومؤسسات الدولة بالعلن ولا يجدون من يردعم او (يركعهم جلاق) ويحمي الناس من شرورهم . وفي خضم هذا الركض المتواصل لتسيير الحياة تحدث حالات شبه اسبوعية تكسر هذا الجمود في حياة العراقيين وتغير مزاجهم وتفعل فعلتها بهم الا وهي التفجيرات الارهابية الاثمة التي تطال عشرات الابرياء فتقتل البعض منهم وتجرح البعض الاخر ، وطبعا هذه هي بغية فاعليها من الـ (مجاهدين) الذين رزقهم الله اتباع هذا النهج (المبارك) نهج السلف ونهج ابن باز وعبد الوهاب وغيره من ائمة (الهدى) والتيه والتفجير وسفك الدماء ، وهذه معروفة للقاصي والداني، ولكن الاسوأ من التفجير هو ما يحدث بعده ، فما تتخذه القوات الامنية الوطنية العراقية العسكرية المنسوبة للدفاع والداخلية والشرطة المحلية من اجراءات احترازية وقائية استباقية فردية وجماعية ، تجعل من العيش في هذا البلد المظلوم شبه مستحيل او هو مستحيل فعلا . ولكن العراقيين تعلموا ان يعيشوا ويتأقلموا مع المناخات الكارثية التي تفرضها عليهم الظروف السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والقبلية والزراعية والصناعية والبيئية، لهذا فهم قادرون على العيش تحت درجة حرارة تصل الى الـ 60 مئوي او رطوبة 80 بالمئة او تحت مستوى سطح البحر بـ 600 قدم او فوقه بـ 7000 الاف قدم ، لكنهم لايستطيعون ان يعيشوا ويكملوا حياتهم المليئة بالمفاجآت وهم يتوقعون الموت كل يوم في تفجير انتحاري يعقبه موت بطيء في نقاط التفتيش الدائمة والمؤقته ونقاط المرابطة والتي يستغرق عبورها من ساعة الى قرن بحسابات الموظف الذاهب الى الدوام او العائد الى عائلته حاملا (علاكة) المقسوم الذي يصبح اغلبه اكسباير لحظة وصوله الى بيته نتيجة توقفه وانتظاره الطويل من اجل العبور الى الضفة الاخرى من الحياة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك