المقالات

انتفاضة صفر ذاكرة التاريخ......


( بقلم : سعد خيون البغدادي )

شكلت انتفاضة صفر الخالدة في شباط 1977 نقطة تحول جوهرية في تاريخ العراق السياسي المعاصر. فعودة الى ذلك التاريخ نرى ان حزب البعث الطائفي استطاع ان يتهيا لضرب الحركة الاسلامية بكل قوة ووحشية فعلى الصعيد الاقليمي استطاع النظام البعثي ان يعيد ترتيب علاقاته الاقليمية بما يسمح له التحرك بوحشية في الداخل فقد عقد اتفاقية الجزائر مع الشاه المقبور وتنازل عن نصف شط العرب لقاء صفقة سياسية ضد الكورد والشيعة وفي الداخل استفاد النظام من ارتفاع اسعار البترول العالمي اثر حرب 1973 ليبني ترسانة من الاسلحة والاجهزة القمعية واستطاع ان يعمل على تحييد الحركة الوطنية من خلال تحالفات ما سمي بالجبهة الوطنية التي عقدها مع الحزب الشيوعي العراقي فلم يبق له في الساحة سوى الحركة الاسلامية الهادرة من النجف الاشرف وتحت قيادة المرجع الديني الشهيد محمد باقر الصدر شهيد المحراب رضوان الله عليهما. وقبل انطلاق مراسيم زيارة الاربعين حشد النظام البعثي فرقه العسكرية باتجاه النجف الاشرف وكربلاء المقدسة

وبعد انتشار كامل للوحدات العسكرية منع النظام وعبراجهزته العسكرية والحزبية زيارة الاربعين وبدات حملة الاعتقالات تطال المؤنيين قبل الزيارة. حينها ادرك العلماء وفي مقدمتهم الشهيدين السعيدين الصدر والحكيم ان هدف السلطة ليس منع الزيارة فحسب بل هناك مخطط لضرب الحوزة العلمية في النجف الاشرف والقضاء على اتباع اهل البيت عليهم السلام. حينها قرر الصدر المواجهة والمحافظة على زيارة الاربعين وقد كلف شهيد المحراب بقيادة الامة نحو ضريح الامام الحسين عليه السلام وسرعان ما انتشر خبر المسيرة المباركة .وهبت جموع الزائرين تتوجه الى النجف الاشرف . كانت احد اهم تعاليم الشهيد الصدر للزوار هو ترك الشعارات السياسية والاهتمام بروحية زيارة الاربعين كي لانسمح للاعلام البعثي ان يروج اكاذيبه ويلصقها بالزوار وفعلا كانت الشعارات التي اطلقها شهيد المحراب ابد والله ما ننسى حسيناه وحينما وصل الزائرون الى منطقة خان النص قصفت الطائرات البعثية والدبابات مواكب الزوار وقصفت النجف الاشرف بالمدفعية الثقيلة واستمر القصف الوحشي لاكثر من نهار كامل حتى تحولت خان النص الى احد المقابر المشهورة في النجف الاشرف . من جهة اخرى قامت القوات الامنية والمخابراتية بحملة اعتقالات واسعة شملت كافة المناطق والمدن الشيعية من الفرات الاوسط الى الجنوب من منطقة التسعين في كركوك الى الجمهورية في البصرة.. وزج بعشرات الالاف في السجون تحت عنوان المشاركة في مسيرة الاربعين .حدث هذا وسط صمت اعلامي رهيب كان متفقا عليه مسبقا .( بعد سقوط النظام البعثي الطائفي انه كان بالاتفاق مع هذه الانظمة كما صرح اكثر من مسؤول عربي في ذلك وما زال يصرون على تلك التصريحات). واعتقلت النظام شهيد المحراب اية الله العظمى محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه واصدر حكم بالاعدام بحقه.

وفي داخل العراق نتذكر المؤامرة الداخلية التي نسجتها ما يسمى الجبهة الوطنية ؟؟

حتى اطلق على الانتفاضية بمانشيت عريض اسحقوا الرجعيين؟؟ اقضوا عليهم؟؟

وكتبت تلك الصحيفة مقالا لرئيس تحريرها ؟؟ انهم عملاء..

هذه هي ظروفالانتفاضة المباركة تمهيد لسحق اتباع اهل البيت صفقات سياسية خارجية وعربية وداخلية وتنازلات وطنية عن ارض وشط العرب واستخدام الاسلحة الثقيلة لضرب الاماكن المقدسة وصمت اعلامي كبير من الداخل والخارج اذن كيف انتصرت تلك الانتفاضة وكيف وصل صداها للعالم.

على اثر تلك الاعتقالات العشوائية والقتل الجماعي والوحشية المفرطة ضد اتباع اهل البيت اعلن اية الله الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه تعطيل الدروس في الحوزة العلمية والخروج من العراق احتجاجا على اعتقال شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وصدور حكم الاعدام بحقة . لم يعلم النظام الطائفي ماذا يعني هذا التحرك الاسلامي للشهيد الصدر الذي طلب من وكلاءه في الخارج تعريف العالم الاسلامي مدى وحشية تلك المجزرة التي ارتكبت ضد العزل والابرياء

وارتفعت الاصوات المنددة انطلقت اولا من لبنان ومن زعيمها الخالد الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي جعل من منبر الجمعة الاولى احتجاجا واسعا ضد نظام البعث من هناك طالب العالم الاسلامي بالتدخل لوقف نزيف المسلمين في العراق. بدء العالم ببركة انتفاضة صفر يعري نظام البعث ووحشيته السادية ضد الابرياء .وتحركت المنظمات الحقوقية وهي تدون عار البعث واحكامه القاسية ضد الزوار. شيئا فشيئا يتجرد النظام الطائفي الذي تستر بالقومية وكشف عن انيابه ومخالبه القاسية .وانقلب بعد صفر ضد رفاقه في الجبهة ؟؟ ليجعل منهم وقودا لمحرقته وانقلب ضد نفسه وضد عربه وضد جامعته العربية ثم ....اعلن بصراحة غير معهودة انه ضد المعتقدات الدينية (التي استعار لها وصف الرجعية ويعني بهم الشيعة هذه هي بركة الانتفاضة الخالدة خلال فترة وجيزة كان العالم يتعرف على ديكتاتورية البعث وفاشية نظام يتشكل ونشرت انذاك صحيفة الصاندتايمز كاريكتور لصدام وامامه الشعب العراقي على هيئة ارانب وخلفه كل اليات النظام الطائفي رسمتهم بهيئة كلاب بعثية ؟؟؟ وكان الشكل العام للرسم يوحي بخان النص وانتفاضة صفر المباركة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-03-12
(اذا قطعوا ارجلنا نمشي على ايدينا)هكذا بدا النجفيون انتفاضتهم حاملين لوحات مخطوطة بعبارات هزة اركان النظام لما لها من وقع في النفوس وتاثرت بها المارة من الناس فدخل الناس في المظاهرات التي فقدنا فيها الاحساس في الخوف وتحدينا سلطات البعث الجائرة مما فقد صوابها فضربت المتظاهرين بالرصاص وجلبت الطائرات والدبابات وقصفت بالمدفعية واعتقلت العشرات من زوار الحسين(ع) اعتقادا منها نسيان الحسين وثورته المباركة ومن البعثيين من اعتدى على زوار الحسين بيده ومنهم بقلمه كالذي فعله الناقص اللاعلوي في مجلة الف باء!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك