المقالات

مجلس القضاء والبعث


طارق الاعسم

اثارت الاخبار المنسوبة لمجلس القضاء الاعلى ورئيسه القاضي مدحت المحمود حول تدخّل رئيس مجلس القضاء لحل قضية اجتثاث ثلاثين قاضياً من اهالي الموصل ,والتي تعمّد الناطق باسمه ان يصيغها بعبارات غامضة من قبيل التدخل لحل القضية بطريقة قانونيّة !!!!

عبر القضاء استغراباً في الاوساط السياسيّة التي اعتبرتها تدخلات بقرارات قضائية وقانونيّة محترمة ومعتبرة . ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يتدخل فيها مجلس القضاء بطريقة او باخرى لازاحة قرارات هيئة دستورية قانونية من شأنها تطهير القضاء العراقي من ادران الماضي (فالقضاة ليسوا انبياء معصومين على اية حال)

فسبق لمجلس القضاء ان تغاضى عامداً عن عرض اسماء القضاة الذين رشحهم ليكونوا قضاة محكمة التمييز على هيئة المساءلة والعدالة رغم المخاطبات النيابية التي طالبت باجتثاث عدد منهم من البعثيين وبعض العاملين في الاجهزة القمعيّة التي ذبحت الشعب العراقي. وهاهو مجلس القضاء يتصدّى مرّة اخرى لحل موضوع اجتثاث ثلاثين قاضيا ,وكأن مهمة المجلس باتت في افشال اية مساع لتطهير القضاء الذي كنا نأمل ان يكون المجلس اول الساعين للتصدّي لهذه المهمة النبيلة. ان تطهير القضاء هو من اولى دعائم النظام الديموقراطي ,

ولايمكن ان تقوم للعراق قائمة مع قضاة بعثيّين وقضاة قمعيّين كالذين كانوا في مديرية امن بابل والموصل وسواها من اوكار الذل التي ساموا بها شعبنا بقرارات جائرة كانوا فيها مطايا للنظام البعثي المجرم,ولاتقوم قائمة لانهاء الفساد والرشى حين يكون احد قضاة محكمة التمييز ممن سبق طرده لتعاطيه الرشوة!!!ففاقد الشيء لايعطيه.

اعطونا قضاة نزيهين كي ننعم بالعدالة فلا يطرف للعراقي جفن مع قاض يعتبر الانتماء لدولة العراق الاسلامية عملاً غير ارهابي ولامع قاض يعطّل حكم الاعدام بحق ارهابي وجدت السلطات الامنية رأساً بشريّاً في ثلاجة منزله بحجّة وجوب معرفة عائديّة الرأس البشري المجزوز (وكأن هنالك فرقا في بشاعة الجرم بين ان يكون الرأس لزيد اولعبيد!!). ان لدينا من الوثائق كنماذج من احكام لهؤلاء القضاة مما يشيب له الولدان ويكون مدعاة لاثارة ضجة لها اول وليس لها آخر. ان مايجري من تهاون هو مادعا البعض لمخاطبة هيئة المساءلة لمعرفة موقف رئيس مجلس القضاء الاعلى القانوني وهل هو مشمول بقرارات المساءلة ام لا ,

وجل مانخشاه ان تستكمل الحلقات الكفيلة بعودة البعثيين الى دوائر الدولة بعد ان تم اجتثاثهم من خلال تفسيرات الاثراء التي طلعت علينا بها مؤخراً تمييزية المساءلة والعدالة. فلو كان هنالك انصاف لسعت المساءلة والعدالة وراء كل من استلم سيارة (سدريك) التي وزعها صدام على خلّص بعثييه من قضاة وغير قضاة ولاعتبر حيازتها جرم يكفي لاجتثاثه.

اننا نطالب دولة رئيس الوزراء بالتدخل الحازم لمنع فصول عودة البعث لتسلّق السلطة من خلال ثغرات تفتح لهم في حقول الالغام هنا وهناك,وسنبقى راصدون لاية خطوات من شأنها عودة الصداميين واذنابهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك