المقالات

حق إرتكاب الأخطاء....! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

      كي نكون منطقيين، ولكي نصل إلى حلول لمشكلاتنا التى أدت مستعصية في باب مكونات مجتمعنا، علينا أن نعترف أولاً أن تلك المشكلات موجودة وعميقة ومتجذرة وأنها بالتالي ليست طارئة.. وبعد الاعتراف نقوم بتحديد الفروق والأسباب التي أدت الى أن يكون لكل من تلك المكونات رأيها ونسيجها المستقل..

      نعم هناك أختلافات لكن بديهي أننا لن نجد خلافاً جوهرياً بين الديانات والمذاهب والطوائف، فكلها تتحدث عن الله الواحد، والخير والشر، بل إن هذه التعاليم الدينية والمذهبية لا تختلف كثيراً عن الفلسفات الوضعية من شرعة حمورابي إلى ما تكلم به زرادشت و تعاليم بوذا من حيث تنظيم المجتمعات والعلاقات، ولكن الخطورة التي نجدها في ثنايا الديانات السماوية أو في الفلسفات الوضعية لا وجود لها في الأصل، وإنما تطوع أحد الأتباع ( لا وفقه الله) بإضافتها لتصبح صفة ملازمة لهذا المذهب أو تلك الطائفة.. وتلك التي تتمثل في نفي الآخر وتخطئته ورفضه رفضاً مطلقاً..

     والمفارقة أنك إن حاورت أحد ممثلي (الآخر) سينفي أعتناق الرفض والتخطئة، والكل تقريبا يتحدث عن التسامح وتلك هي الخطورة!!!، فالتسامح مفردة مخطوءة تؤسس للتفرقة! ومعناها أن (الآخر) على خطأ وأنك تسامحه على خطأه وخطيئته.

    ولعل الجواب المنطقي يأتي من تساؤلات مؤداها: ما معنى أن تعقد المؤتمرات والندوات ضمن الجانب (الواحد) دون الجوانب (الأخرى)؟ وما معنى أن يفسر أحدهم النصوص الأصلية ليظهر من خلال تفسيره أن من ينتمي إليه على جادة الصواب، وغيره في الضلال؟ وما معنى أن نلصق التهم بالآخر ونهدده بالنار التي أعدها الله للكفار؟ ومن هذه النقطة بالذات سيفقد الحوار ضرورته بعد أن أرسلت خصمك الى النار التي أعدت للكافرين، أي أنك قمت بتكفيره كما يفعل التكفيريين يومنا هذا مع كل من يخالفهم

ويبدو الحوار بعد أن فقد ضرورته وكأن لا قيمة له، بعد أن يتمترس كل واحد في خندقه لا يبرحه، ولا يقبل أن يشاركه الفضل أحد. وبديهي أنه لم يكن لأي صراع أن يستشري بين الناس لولا وجود المستفيدون، وكي يضمن المستفيدين استمراريتهم قسموا الغنائم القائمة على هذا المنظور، فأوجدوا أجيالاً ورتباً من المستفيدين الذين يحرصون على استمرار هذا النهج، ما دام كل واحد يطمح أن يأخذ المكانة العليا ذات يوم، وكان لهم ما أرادوا!

كلام قبل السلام: إرتكاب الأخطاء"حق" من الحقوق الأنسانية، فكل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين..لكن شريطة أن لا يتحول هذا "الحق" الى " إدمان"...!

سلام....

10/5/905

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك