المقالات

قتل المسلمين: السعوديون يَضربون ثانية

4383 03:10:00 2007-03-12

بقلم رالف بيترز - « نيويورك بوست - ترجمة: وكالة الملف برس »

تخيَّل ردود الفعل، إذا ما ذبحَ وكلاء غربيون مائة حاج سنـّي في طريقهم إلى مكة. سيثور غضب «خطابات حارقة»، وستنشب الفوضى وأعمال الشغب وتـُرتكبُ جرائم قتل انتقامية من بيشاور إلى باريس!.لكنْ عندما يقتل منفذو عمليات انتحارية سنة 118 زائراً شيعياُ (ويجرحون أكثر من 200 منهم) كما حدث يوم الثلاثاء على الطريق إلى كربلاء، فإن السنة يبدون مغيّبين من العالم؛ ولا يُعتبر الشيعة مسلمين إلا عندما يريد السنة لوم أميركا على معاناتهم.العديد من هؤلاء الشيعة، ضحايا التسلط الديني كانوا يمشون على أقدامهم إلى كربلاء لمواساة حفيد النبي محمد -الذي قتل بأيدي مؤسسي الإسلام السني- الذين استحقت عندهم السلطة ذبح عائلة نبيهم.إنّ الكراهية تتعمـّق.إنّ الحملة العربية السنية ضد الشيعة، لا تكافح من أجل مكاسب وامتيازات سياسية، بل تعكس الرغبة في الاندفاع نحو ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للشيعة، وهذا يجعل من فكرة «الوحدة الإسلامية» نكتة سخيفة متجهمة.إنّ تفجيرات الثلاثاء الوحشية، تـُوبعت بهجمات أقل وزناً ضد زائري كربلاء في الأيام التالية. وكان القصد منها أنْ تكون شنيعة قدر الإمكان. إنهم لا يبرزون مشاعر حقد المتطرفين السنة ضد جميع الشيعة بهذا العمل فقط، بل يحرضون ميليشيا مقتدى الصدر -كهدف عاجل- للإنتقام من المسلمين السنة. إنّ المتمرّدين السنة وحلفاءهم الإرهابيين الأجانب قلقون، فالجهود الحالية للقوات الأميركية والقوات العراقية لتهدئة بغداد وبسط الأمن فيها، تـُظهر علامات مبكرة للنجاح. وهم حذرون من الاصطدام ثانية بهذه القوات، وبجيش المهدي الذي هدأ تماماً، بينما يتكبد المتطرفون السنة خسائر جسيمة.إن السنة يريدون أن يعود الشيعة إلى القتال.لماذا؟ لإنهم يريدون عرقلة خطة أمن بغداد وإفسادها. ولإنهم يريدون تعميق الكراهية وإيقاظ النائم منها في المجتمعات الدينية العراقية. وأيضاً لإنهم متلهفون إلى صدام إقليمي يمكن أنْ «يرجع الشيعة إلى ما كانوا عليه» قبل سقوط نظام صدام.ولهذا ذبحوا -باسم الله- مائة من زائري العتبات المقدسة رجالاً ونساءً وأطفالاً.أين كانت «الضجة»؟!. إنّ جماعات حقوق الانسان كانت مشغولة جداً بالتصفيق للطلبات الأوربية لتسليم مشاركي وكالة المخابرات المركزية الأميركية «العدو الحقيقي للحضارة الغربية، بالطبع» ولإن هذه المجزرة لم يرتكبها الأميركان والبريطانيون، فإنّ الأوربيين لم يعيروها أدنى اهتمام.أما اليساريون الأميركان الذين اهتاجوا لمجازر أبي غريب التي شبهوها بالمجازر النازية، لم يظهروا أية علامة للرحمة بهؤلاء المسلمين الشيعة الضحايا.كان الأمر متوقـّعاً من جميع هؤلاء!.لكنْ ألا يجب على المسلمين أن يشجبوا هذه الهجمات على حجاج حفيد رسولهم؟ ألا تستحق هذه المجزرة أنْ تثير غضب العرب الذين يتجاوز وجودهم القومي هذا التقسيم الطائفي في الاسلام؟ فقبل كل شيء، هؤلاء الذين قتلوا هم عربٌ وليسوا فرساً.فأين هي بيانات الشجب من قبل وزراء الحكومة والملالي؟ وأين هي وسائل الإعلام العربية النبيلة؟ وأين التظاهرات الغاضبة؟.ليست فقط «الوحدة الاسلامية» كذبٌ وعار، بل هي أيضاً تلك الروائح العفنة التي تعطّ بها قبور ورمم «نفاق» منطقة الشرق الأوسط.السنة يعدّون الشيعة لا قيمة لهم.ليس هناك حكومة واحدة تريد أن ترى الشيعة يتلقون معاملة عادلة في العراق أو في أي مكان من العالم. ففي المدى القريب، سيكون السؤال فيما إذا كان الشيعة سيبلعون الطعم لينتقموا من المدنيين العرب السنة في العراق أم لا. إنّ حكومة بغداد تعمل ما بجهدها لتهدئة غضب المجتمع الشيعي. نحن فقط سننتظر لنرى ما الذي سيحدث.لكنّ الخطر الأعظم والطويل المدى هو: إنّ تسليح الإدارة الأميركية للسعودية وللحكومات التي تبطن الكراهية للأميركان، كان من البداية خطأ إستراتيجياً ضخماً. إنّ القضايا الأخلاقية سيئة بما فيه الكفاية: بالنسبة للعائلة المالكة السعودية، فإن الشيعة حين يقتلون بهذه الطريقة لا تعكس الحالة أية تراجيديا. إنهم أشبه بالوثنيين. إنّ المرء ليتوقـّع تقريباً أنّ ينظم أولئك الأمراء المنتفخين المتعصبين رحلات صيد على الطريق يذبحون فيها الأجناس المعرضة للخطر عندما يذهبون لقضاء أيام العطل في دول أفريقية شديدة الفقر «ما أشبه هذا بذاك». إنّ الكارثة الإستراتيجية التي أسفرت عن العودة إلى أخطائنا الجسيمة في القرن العشرين، ستكلفنا كثيراً. عندما اخترنا حلفاء لنا في الشرق الأوسط، كنا على الطريق الخاطي للتاريخ ولمدة نصف قرن. والآن يشنُّ السعوديون حملة دعائية لاقناع صناع الرأي الأميركي، بإنهم الأصدقاء أو الحلفاء الأحسن والأصدق في كل هذا العالم العريض.إن «رجل دولة كبير ورفيع الشأن» وأنا أحترمه استـُغفل خلال حضور مأدبة في العربية السعودية. ولقد ترك الرياض مقتنعاً أنّه كان يجلس إلى حلفاء لا يستغنى عنهم. حسناً لأروي لكم ما رأيته أنا بأم عينيّ: في العشرات من البلدان الأسلامية ومختلطة الأديان التي زرتها، رأيتُ أنّ الأموال السعودية تصرف بإسراف لتمزيق المجتمعات المرهقة أصلاً، لمنع التقدم العلمي والاجتماعي لمسلمي تلك الدول ولتأجيج الأحقاد ضد الغرب.حتى 11 سبتمبر، أفلت السعوديون من العقاب على فحش التطرّف في هذا البلد، وثمة مساجد كثيرة هنا في أميركا مموّلة سعودياً، ما فتئت تبحث عن كل السبل لمنع المسلمين من الاندماج في المجتمع الأميركي.إن السعوديين وليس الإيرانيين هم أسوأ تجار الحقد الذين يحرّضون على كراهية الانسان الأميركي في عالم اليوم. عندما يزور عدد من وجهائنا وأصحاب المقام الرفيع في حكوماتنا الأمير «بندر» ورفاقه، يحصلون على معاملة ملكية رفيعة المستوى. لكن السعوديين يعملون في كل الأحياء الفقيرة البائسة في القاهرة، لاهور، دلهي، استنبول، ليحرّضوا الناس على كراهية الأميركان. وبعد الهجمات الانتحارية على زائري الحسين هل ذهب أحد من أمراء العائلة المالكة لزيارة الشيعة المضطهدين في السعودية نفسها للتعبير عن التعاطف مع المسلمين الشيعة والتضامن مع عوائلهم؟!.إنّ علاقتنا مع السعوديين تذكرني بمشهد من فيلم «الإشراق» عندما يتخيل الشخصية التي يمثل دورها «جاك نيكلسون» أنه يحتضن امرأة جميلة، لكنّه ما أنْ يفتح عينيه حتى يجد نفسه معانقاً جثة متحللة. حان الوقت لأحباء واشنطن السعوديين كي يفتحوا عيونهم.بالمناسبة: إنّ الرجلين اللذين نفذا الهجوم الانتحاري على قافلة زائري الحسين في الطريق إلى كربلاء كانوا سعوديين
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بهاء الطائي
2007-03-13
يرجى تعميمها على كل القنوات الفضائية لان سبب دمار الأمة هذا الفكر وهي واضحة بشكل جلي في الدول الأسلامية الفقيرة والتي يسيطر عليها هولاء ويستعبدون البشر بالمال والدجل ويشترون العقول بس الأسلام لييجعلو منها بهائم انتحارية
احمد الزبيدي
2007-03-12
نشكر جهادكم العظيم في نقل الحقائق الى الناس وجزاكم الله خير الجزاء .....اتمنى لوتدعو فضائياتنا المعروفة لاضهار وقراءة هذا المقال المهم جدا ليكون له صدا اوسع مع فائق شكري لكم
مهدي
2007-03-11
بسم الله الرحمن الرحيم .رحم الله جميع شهداء العراق وخاصه زوار الامام الحسين عليه السلام.والله يا اخي لا ادري ما اقوله لك.اسمع واشاهد ما يجري في العراق من ارهاب على يد المجرمين الذين لا ينتمون الى الجنس البشري.اعتقد ان الحكومه العراقيه ربما لديها بعض التقصير في عدم الاسراع في محاكمه القتله.واعدام كل من يثبت عليه الرهاب فورا.لان السجن يعطيهم املا .اخيرا اقول ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم والصابرين.كان الله معكم يا امل الامه.
ماجد محمد
2007-03-11
هذا الذي أقوله وكنبت فيه عشرات بل مئات المقالات , العالم لا يعرف الحقيقة ويحتاج الى من يظهـرها له , وهي فرصتنا كي نخرج على العالم وننشر لهم تحضر فكرنا ومنهجنا , فلا أحـد يعرفنا ويعرف قضيتنا ونحن جالسون دون إعلام ! هذا الكاتب لم يكن يكتب في هذا الموضوع دون معلومات قيمة قدمها له شخص غيور شريف ثم دقق فيها وعرف صحتها ثم نشرها على العالم ,ولنا مئات الأصدقاء من العرب وغيرهم عندما نحدثهم ونكشف لهم الحقائق ينعجبون ويقولون لماذا لا يوجد لديكم إعلام بحجم القضية والمسؤولية ؟ محاولاتنا على نطاق فردي لاغير
أبو ليث
2007-03-11
أنا أعتقد أن الكاتب لم يجلب شئ جديد لنا ولكن بما أنه أمريكي فيعتبر وضع يده على الحقيقة التي أعتقد يعرفها كل العربان والمسلمين ولكن لا يريدون نشرها للعالم. على العموم أعتقد أنه المقال يستحق القرائة وشكراً للمترجم وشكرا لوكالة براثا الاعزاء.
حسين البغدادي
2007-03-11
من المحزن والمبكي ان نجد كاتباً في نيويورك بوست يضع اصبعه على الحقيقة المرة التي تتجاهلها حكومات الطواغيت العرب من بقايا دويلات القرون الوسطى وممالك الذبح والسلخ ..ارجو ان يتطلع عمرو موسى (ان تبقت فيه ذرة من الحياء)الى هذا المقال ليقول لنا رايه في ذبح الشيعة ..نسخة من الموضوع الى كل الجيف التي تدعم بهائم الشيطان من التكفيريين ..نسخة اخيرة الى الاعلام العربي والعراقي ..لعله يحرك في بركة مائهم الراكد شيئاً من الغيرة والحمية ..نسخة اخيرة الى مماليك السعودية ..طوفان الشيعة قادم لامحالة ..ولات مندم ِ
مواطن عراقي
2007-03-11
تقرير واقعي جدا ولم يكذب الكاتب رالف بيترز في كل كلمة كتبها. ينبغي قراءة التقرير كاملا على القنوات الفضائية واخيرا اقول ,, ها نحن الشيعة وهذا ديننا الاسلام وهذا طريقنا ,, فليفجر من اراد تفجير نساءنا واطفالنا فليذبح بالسكين من اراد ذبح صبياننا فالشيعة هم الشيعة و(هيهات منا الذلة).
العراقي
2007-03-11
أحيي صاحب المقال. والله أنه نطق الحق لعنه الله على العربان الجربان وعن رأيه بخصوص الوحده الأسلاميه أتفق معه 100% الوحده الأسلاميه كلام هراء وتفاهات ومجرد شعارات بائسه. تحياتي لهذا الكاتب الشريف والذي نطق لسانه بكلمة الحق الواضحه وضوح الشمس.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك