المقالات

حكاية العوران..! ..بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

نسمع ان في العراق حزمة من الأجهزة المتخصصة بالنزاهة مهمتها متابعة المال العام والسلوك المالي والأداري الفاسد ، والكشف عن السرقات والسراق ، ويفهم من "زخم" هذه التشكيلات الغير معهود في مكان آخر في العالم أن أمرين هنا في بلدنا يحصلان بالتوازي، الأول هو أن كم الفساد كبير جدا بحيث يقتضي الأمر تشكيل أجهزة "نوعية" متخصصة بملاحقة "أنواع" مختلفة من الفساد لضمان الحرفية العالية، والثاني أن ثمة إرادة قوية في الأصلاح وأن هذه الأرادة تريد التخلص من الفساد سريعا ولذلك كثرت أجهزة مقارعة الفساد، وهذا يعني أن في الأفق رياح إصلاح تهب على البلاد، وسيحاسب الجميع وسيتم التدقيق في كل ارقام الموازنات، وان الحكومة او على الاقل جزء منها يريد تنفيذ اصلاح فوري والبدء بالمحاسبة.

ومنذ عام 2003 يوم نال العراق وثيقة خلاصه من العبودية الصدامية وحتى اليوم،وكل الساسة يبشروننا بالاصلاحات، وتتشكل حكومة إثر حكومة ـ لغاية اليوم تبدلت علينا أربعة أطقم حكومية ـ  وكل حكومة تبشر الناس بأنها ستحاسب عن المرحلة الماضية، ولكن من العام 2003 وحتى الساعة لم تجر محاسبة حقيقية لأي احد، فمن يحاسب من؟!

هل الحرامي يحاسب الحرامي؟ وهل القاتل يحاسب القاتل؟ وهل الفاسد يحاسب فاسدا؟ ..تتذكرون حكهية العوران!..أعور يقول لأعور أنت أعور..!

كل الساسة ـ إلا إستثناءات نادرة ـ مشاركين في صناعة الخراب، وفي سرقة البلد، وفي هدر اموال البلد وكلهم شركاء... شركاء في لعبة الكهرباء.. في محطات المياه، في شق الطرقات، سواء من خلال اخذ العمولة ام لفرض "الخاوات" او لتوزيع المشاريع محاصصة في ما بينهم، فمن يا ترى يحاسب من! تلك هي الكذبة الكبرى التي يضحكون فيها علينا كل مرة ويقولون ان هذه المرة ستكون محاسبة وعمل جدي واصلاح حقيقي... ومن الذي يصلح الأمور، هل يصلح الامور من افسدها؟ هل يصلح الامور من سرق اموال الشعب؟ هل يصلح الامور من "حوسم" المنطقة الخضراء حجرا حجرا وسنتمترا سنتمترا!؟ ..الذي يقوله الشارع العراقي أن الساسة كلهم غارقون في الفساد، كلهم شاركوا في الهدر، كلهم استفادوا من الدولة ومن نفوذهم، منهم من سرق الدولة مباشرة ومنهم من استغل نفوذه ليزيد ثروته وودائعه في المصارف...الناس تقول نحن نعرفهم جميعاً قبل 2003، ونعرف مستوياتهم الإقتصادية وأوضاعهم المعيشية، ولذا نتسائل كيف يصبح سياسي عادي راتبه محدود من اصحاب الثروات الكبرى ودون استثناء؟! هل أنهم اقتطعوا جزءا من رواتبهم وجمعوها في المصارف وباتت مئات الملايين؟ ـ ها دولارات مو دنانير !ـ ام ان إرثهم الذي ورثوه عن جداتهم جعلهم يملكون ثروات بمئات الملايين؟!

كلام قبل السلام: من السهل التبجح بالمبادئ عندما نكون متخمين...!

سلام.....                                               

 

32/5/901

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك