المقالات

كُتـّــــاب بــــلا ضمـــائـر


( بقلم : فارس الطويل )

يقولون ، دائماً ، أنّ فلاناً من الكتاب ، أو الشعراء ، أو المثقفين ، هو مرتزق ، أو مأجور ، عندما يبيع قلمـه ، أو صوته ، ويرتضى لنفسـه ، أن يكون بيدقاً ، أو ممسحة ، أو سوطاً ، أو كلباً ، أو بوقاً مأجوراً ، لمن يدفع له ، من الطغاة ، والبغاة ، والقتلة ، وأعداء الحرية ، غير مبالٍ بقدسية الكلمة ، أو شرف الموقف ، أو نبل المهنة ، أو صدق الإنتماء ، التي تجعل للكاتب كرامة ، وقيمـة حقيقية ، وللمثقف رهبة ، وسطوة ، وألقاً ، ووقاراً .ويقولون ، أنّ الكاتب الذي يبيع قلمه ، إنـّما يبيع شرفه ، وضميره ..ولكن ماذا عن الذين ماتت ضمائرهم ، وتبلّدت مشاعرهم ، وتعفـّنت أخلاقهم ، وتصحـّرت إنسانيتهم ، من الكتاب والفنانين ؟ماذا يمكن أن يبيعوا .. ؟وهل نتوقع ، أنّ لديهم شيئاً نقياً ، وطاهراً ، سيسفكون دمـه ، بعد البيـع ؟وهل نتوقع ، أنّ في نفوسهم القميئة ، بقايا من حياء أو كرامة أو شجاعة ، كي يفرّطوا بها ؟إنـّهم لايملكون ، في الحقيقة ، غير هذا القلم الملوّث ، أوالصوت الكريه ، الذي ينـزُّ ، قيحاً ، وحقـداً ، وسعاراً ، وشتائمَ ، وأكاذيبَ ..هذه هي بضاعتهم الوحيدة ، التافهـة ، التي يعرضونها في تلك المزابل ، والمواخير ، في مواقع البعث ، والإرهاب ، والقيء الطائفي ، والقومي ..وأعتقد أنـّها أحقر ، من أن يلتفت إليها ، كاتبٌ حرٌّ ، وقلمٌ شريـف ، وصوتٌ مخلص ، يحترقُ عشقاً ، ويذوب فرقاً ، ويقطرُ ألماً ، على وطنـه ، وعلى شعبه ..وهي أقذر ، من أن يلوّث ، كاتبٌ فارس ، ونبيل ، قلمه النظيف ، بالرد عليها .وهي أضأل ، من أن تـُقلقـِلَ أي قامة ، أو نخلة عراقية ، شامخـة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك