المقالات

أول ثمار الربيع العربي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما خرج العراقي عام 1991 , ضد نظام اذهل العالم باستهتاره في مسألة دخول الكويت , كان مصيره الطمر حيا ً في الصحاري أو الهروب في الفلوات ومن ثم الى بقاع الارض التي استقبلته وبصمت دولي مخيف , نعم هذا هو مصير من يخرج على حاكم هو الاكثر ظلما ً من بين سلسلة الظلمة الذين يتسلطون على رقاب العرب ما زال الخروج  مباغت وحقيقي من دون ضوء غربي اخضر ,  وما ان اورقت أشجار الربيع العربي بمباركة الرياح الغربية  صار من يحرق نفسه بطلا ً ومفجرا ً لثورة تطيح بملك !  وأسقاط الانظمة يتم بتظاهرات وتجمعات تعطي عشرات من الشهداء مقابل حريتها ! في حين طـُمرت الالاف المؤلفة وهجرت دون ان تستنشق مثل تلك الحرية في مناخ اخر .

جرى كل شيء سريعا ً ولكون العربي عاش عقودا ً بلا تغيير فأن التغيير بحد ذاته عده ربيعا ً وانتقلت اللواقح سريعا ً الى الدول الاخرى وليعلن كل يوم عن ثورة في مكان جديد ضمن وطن عربي غارق في نومه لعقود بعد صراع مع القوى الكبرى من اجل استقلاله فأغلب دول العالم حصلت على استقلالها في القرن المنصرم وعاشت استراحة بعد ان هيمن الظالم على كل بلد .

في مؤتمر عدم الانحياز أسقطت شجرة من اشجار الربيع  ثمرتها الاولى واذا به هجين ذو طعم غريب فهو اسلامي الهيئة غربي النوى , ان كلمة الدكتور محمد مرسي كانت العاصفة التي ستقتلع كل ازهار الربيع وتعلن ختام الالوان الزاهية فلقد ظهر اللون الاسود جليا ً في حروفه وملامحه , لم يدرك انه مؤتمر لعدم الانحياز فلقد انحاز بوضوح الى اجندة غربية وكأن الغرب يتكلم لا رئيس دولة عربية منتخب من قبل الشعب , تكلم في غير وقته واوانه وعمي فشخّص ظالم وترك ظلمة واولهم ملك البحرين في نفاق دولي منقطع النظير .

لقد تمخضت الثورات العربية لتعلن عن انظمة بوجوه قبيحة تعلن قبحها علنا ً وهي عقائدية اكثر من كونها سياسية مهمتها تقديم اسلام بشع ينفر منه المسلمون قبل الغرب ويرفع راية النفاق المقيتة فها هو مرسي يمتدح جمال عبد الناصر الذي اعدم نخبة من الاخوان وعلى رأسهم سيد قطب ! فسجل بذلك نقطة هي ليست الاولى تبين مدى نفاق الرجل الاسلامي ليظهر الاسلام منافقا ً بعد برهة في بلد أصيل وعريق كمصر وهذا مؤشر خطير.

القبح الذي يستشري هو ما يقلقني فلقد اعتدنا الانظمة الفاسدة ولكنها كانت متسترة بكلمات وشعارات رنانة أما الان فيبدو ان الامر يختلف فالقبح مباشر يحاكيه قبح في المجتمعات يظهر جليا ً خاصة في النخب السياسية كما في عراقنا الجريح  ولم يكن بهذا المستوى فالتبجح والجرأة  تتسارع من الباطل نحو الحق لتطعنه  فبعد ان برك الباطل على مساحة ليست بالقليل صار يضيق الخناق على الحق الذي يأبى الا ان يكون منيرا ً مهما كانت الجذوة ضعيفة .

كيف تسارع القبح وصار عنوانا ً هذا هو التساؤل الذي يجول بخاطري ؟

كيف ان الجملة الواحدة الواضحة تحللها العقول بعد سماعها الى تفاسير متباينة ؟

كيف ان اللون الابيض بات رماديا ً عند البعض واللون الاسود يخاله البعض أرجوانيا ً زاهيا ً؟!

مالذي يحصل ؟ هل هي حرب ضد العقل البشري ؟

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك