المقالات

تعالوا نعق أبانا..! بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

 

قال لي: أنت متهم بنشر روح اليأس..قلت له كيف وما العمل؟..قال لي لماذا لا تذهب الى "ديرة" جدك في الجنوب وتخلصنا من كتاباتك المزعجة، يا أخي بدلا من أن "تزرع" النقد والسخرية هنا، أذهب هناك "شوف لك شغلة"..ثم أردف: أقول لك أذهب إلى الأرض وأحمل الفأس وأزرعها بدلا من "زرعك" الخائب هنا..قلت له "أنت مصخن لو بردان لو نايم البارحة مكشف؟!"..أنا جدي مات والأرض بيعت من زمان، وكتاباتي مسامير لا تنفذ في جلود تماسيح المنطقة الخضراء..تشرب جاي!

 قال لي لا بأس!.. قلت له أتعلم؟ أنه حينما بات الفقير لا يدري أنه فقير إلا حينما يصبح جائعا معوزاً.. وإذا حصل على قرشين يشتري بهما "سمك نهري" ولا يفكر في طعام الغد!.. فتأكد بأن التوجيه الخاطئ والتضليل الفكري المتعمد للرأى العام هو سبب ذلك وهو سبب ما وصلنا اليه من سوء حال.. ولذلك ستستمر الانفلونزا السياسية في تصعيد القضايا وتحويلها لأزمات مجتمعية، ثم تتحول هذه الأزمات بعد تشابكها الى كارثة وطنية، فطالما وصل الأمر لفساد عقول العباد فانتظروا الحصاد مثل الجراد.. قال لي : شنو ها اللغوة..!؟

قلت له..ثم أن إخواننا المصريين وقعوا فيها قبلنا منذ زمان طويل فموسى(ع) كليم الله كان بينهم، ولكنهم لم يعيروه أي ألتفات رغم معجزة شق البحر ولم يؤمن بموسى وربه إلا قومه المخلصون، وأستمرأ المصريون تمجيد الفرعون الى يومنا هذا، وهم يعبدونه من حيث لا يدرون...يحبون الحاكم ويمجدونه الى أن صيروه ألها!..

وفي العصور المتأخرة أعتبر وعاظ السلاطين الحاكم بمثابة "الوالد"..مثلما عندنا بعض الناس يصفون الشرطي والموظف بأبن الحكومة!.. وكأنما الحكومة والدته التي حملت به ووالده الذي أنطفه!..وبديهي فأن حكاية الحاكم الوالد يروج لها المنافقون لأسباب ثلاثة هي على التوالي..

الأول: أنهم منافقون ولا يستطيعون إلا أن يكونوا منافقين!

الثاني: أنهم يريدون أن يقولوا إن الحاكم والحكومة "قدر" كالوالد، فنحبه كالوالد وهو مسؤول عنا كالوالد، ولا يمكن تغيير الوالد فهذا عقوق وجحود! ..

الثالث: أن يجعلونا نتعامل مع الحكومة والحاكم بتبجيل الأب وليس باحترام المنصب، ثم يتطور الأمر الى "فرض" البر بالحاكم الوالد وولي الأمر، وليس معارضة الحاكم الموظف عندنا بموجب عقد توظيف وفقا للدستور، ثم الإحساس بأننا نشتغل عند والدنا بينما الصحيح أن الحاكم يشتغل عندنا ، ولذلك يسمى الموظفون أولاد الحكومة وليسوا بأولاد آبائهم الذين نطفوهم!....

كلام قبل السلام: يوم نعرف أن حب الحاكم  يأتي طوعاً وليس قدراً، ويوم نؤمن أن الحاكم ليس والدآ، ويوم نعلم أننا يمكن أن نغيره كلما "ضجنا منه"!.يومها سيكون عراقنا غير العراق الذي نعيش فيه الآن، وسيكون أفضل وأعظم أو على أقل تقدير لن يكون أسوأ مما هو عليه الآن!... 

سلام.....

12/5/828

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-08-29
شكرا لإطرائكم سيدي الفاضل ، و شكرا لمروركم الكريم ، وهذا غيض من فيض مما يعتمل في صدور الأحرار....
كلمة
2012-08-28
احسنتم كثيرا مقال يضع يديه على جراح الذات العراقية التي لبست ثوب الذل والخنوع والطاعة العمياء لاي والد سواء اكان حكومة او نقود او ... احسنتم كثيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك