المقالات

المبادرة لمصلحة التحالف الوطني والبلاد / ....بقلم الدكتور عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل


 

سألت المرحوم والدي يوماً.. خصومك يتهمونك بالطائفية؟ اجابني بالمفاهيم الاتية.. انا مؤمن بولاية امير المؤمنين عليه السلام، كما يفعل ملايين البشر.. وادافع –سياسياً- عن ابناء منطقتي الجنوب لانني امثلهم.. ولا ارضى ان يصبحوا الرعاع وغيرهم الحكام.. وما يحق لغيرهم يحق لهم.. فالعراق ملك لكل العراقيين، وليس لفئة منهم. فدفاعي عن المحرومين والمظلومين يعتبر في نظر الطائفيين طائفية.. والتخلي عن موقفي هو تشجيع للطائفية.

مرّ نصف قرن، تغيرت فيه السياسية.. لكن الاوضاع العامة لم تتغير. صارت لابناء الجنوب الكلمة القوية في حكم البلاد وأمنها وموازناتها وخططها.. رغم ذلك بقي العراق متخاصماً فقيراً مدمراً، رغم إمكانياته، فيستصرخه السياب اليوم كما استصرخه قبل عقود.. ويح العراق! أكان عدلا فيه انك تدفعين سهاد مقلتك الضريرة.. ثمناً لملء يديك زيتاً من منابعه الغزيرة؟ كي يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين؟..

كنا نرى الحلم والحل بالنظام الديمقراطي اللامركزي الاتحادي، والحقوق المتساوية المتبادلة، والدولة العادلة، والمجتمع المسالم المملوء نشاطاً. فحاربنا الاستبداد والطائفية والعنصرية وعوامل التبعية والتخلف. وقدمنا اغلى التضحيات.

 كان المطلوب ممن يمسك بدفة الامور ان يبادر.. وعندما تأخر مرة ومرتين وثلاث، تراكمت الكوارث والانقسامات والحروب. فخرجنا منها جميعاً خاسرين، بما في ذلك الحكام انفسهم.

ما زلنا نضحي ونعاني، ومشاكلنا تزداد تعقيداً وخطورة، وامامنا طريقان.. التعامل مع ابناء الوطن الذين يختلفون معنا في اللسان والمذهب والرأي كما تعامل معنا البعض يوماً كخصوم، بل احياناً كاعداء.. او التعامل كأخوة وشركاء. الطريق الاول لن يقهر احداً، ولن يجعلنا الرابحين.. والثاني صعب مملوء بالالغام، لكنه يفتح افاق النجاح للبلاد ولنا.

 فأجواء الخوف والخصومة وعدم الثقة يجب كسرها. واولى شروطها المبادرة ولعب دور القدوة.. وان نبرهن تطبيقنا المبادىء الدستورية على انفسنا قبل غيرنا.. ونتصدى للدفاع عن حقوق ومصالح الاخرين بذات الحماس لحقوقنا ومصالحنا.. ولا نجعل خط الشروع بان نقول لشريكنا الاول، اخضع وعد الى اوضاع ما قبل التغيير.. ونبدأ مع الثاني باجواء الاتهام والادانة والمؤامرة.

 فالآخرون قلقون وخائفون، بل اوساطنا خائفة ومحبطة. واخطاؤنا واخطاؤهم تشجع الجميع على الضغط والعناد. وهذه اجواء تغلق المسارات، لنخرج نحن والبلاد اول الخاسرين. فان بادرنا بزرع الثقة –وهذه مسؤولية الكتلة الاكبر والماسك برقبة الحكم- فاحتمالات النجاح متوفرة، وسنكون والبلاد اول الرابحين.

7/5/828

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي احمد
2012-08-29
المشكلة الحقيقية هي في الاحزاب المبنية على الاسس المذهبية الطائفية و العرقية... نظرة هذه الاحزاب قاصرة للوضع في العراق فهي تعتقد ان الحكم هو حكم الطائفة او القومية و هو ما يناقض جوهر الديمقراطية و مفهوم المواطنة الحقيقي.
محمد المالكي
2012-08-29
صح لسانك سيدنا.. ولكن المشكلة تكمن في أن شركائنا في الوطن لازالوا غير مقتنعين بلعبة الديمقراطية وأن الحكم أصبح لغيرهم وفق الممارسة الديمقراطية ، وبالتالي فهم غير مستعدين للتعايش مع الوضع الجديد ومع اخوتهم في الوطن، أو يقبلوا بهم ولكن في الصف الثاني من المسؤولية . مع العلم باننا ننظر إليهم كأنفسنا كما أوصاننا سيدنا ومرجعنا السيستاني العظيم . إن الربح كل الربح أن يعمل الجميع من أجل هذا الشعب لانهُ يستحق الكثير . وانتم قدمتم الكثير والمطلوب منكم أكثر .. وأكثر .. وأكثر ... وفقكم ألله لكل خير
امجد سعيد جاسم
2012-08-28
تحياتي لك د. عادل مشكلتنا ليست بمن يحكمنا ومن اي مذهب وقومية . فرئيسنا كردي والاكراد كما يقولون مظلومين والحكومة شيعية برئاسة وزارئها والكتلة التي سيطرت على مقدرات البلدوالمواطن الشيعي مظلوم بل منكوب في بلد يحكمه الشيعة والسنة ورئيس برلمانهم وكتلتهم يصيحون مظلومين . اليست هذه مصيبة فلا السني ولاالشيعي ولاالكردي يحن على المواطن العراقي فمن اين ناتي بمن يحكمنا بدون تمييز نريد عراقي فقط بدون تبعية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك