المقالات

هل تراجع الشيخ الصغير عن كلامه


بقلم: محمد المالكيِِ

ذات يوم جمع لقاء أحد الأدباء الغربيين وأديب من عالمنا العربي، فسئل الغربي العربي آنت مبدع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فلماذا نلاحظ قلة أعمالك؟ ابتسم العربي وقال: أنا أنشغل في الدفاع عن قيثارتي أكثر مما أعزف ألحاني، ولعل من الأمراض المزمنة في عالمنا الشرقي ومنها عراقنا الحبيب هي الخوض في كل حديث سواء عرفنا تفاصيله أم لم نعرف .. بل أكثر من هذا نحكم من العناوين وعلى الأسماء قبل معرفة الحقائق والأشياء متناسين قول سيد البلغاء علي(ع) حين قال: لا تنظروا إلى من قال بل انظروا إلى ما قيل ..أثيرت في الأيام الماضية زوبعة وضجة إعلامية حول المحاضرة التي ألقاها العلامة الشيخ جلال الدين الصغير على عددٍ من مرتادي(ملتقى براثا الثقافي) حول الكرد وحراكهم أبان الظهور آلمهدوي، في البدءِ يجب أن نبين بان الشيخ الصغير قام وبعدما كثر المدعون بالقضية المهدوية وبناء على الضرورة وعلى طلبات الناس قام ومنذ أكثر من عام بطرح المواضيع المتعلقة بالظهور المقدس للإمام المهدي(عج)،شارحاً وموضحاً ومفسراً وفق كتب التأريخ والحديث المعتبرة ومن مصادر الشيعة والسنة، وبأسلوبٍ علميٍ منهجيٍ تحليليٍ رصين .المحاضرة موضع الحديث هي التي أُلقيت بتاريخ الثالث من أب وكانت تحت عنوان(الحراك الكردي وطلائع الفجر المهدوي)، وأنا هنا أدعوا كل من علق أو صرح أو كتب حول هذا الموضوع إلى الرجوع إلى المحاضرة وهي موجودة في موقع سماحة الشيخ ومنذ تاريخ إلقائها ، ولمن لا يتسنى لهُ الرجوع أذكر نصاً حرفياً لما قالهُ العلامة الشيخ الصغير: (القوة الأولى التي سيقاتلها الإمام بعد منحرفي الشيعة ممن يسمون بالبترية سيكونون هم الأكراد، ليسوا الشعب وإنما الأكراد الذين سوف يعلنون عصيانهم لإرادة الحكم العراقي الجديد ومن بعد ذلك الحكم الإسلامي العام الذي سوف ينطلق من العراق). وهنا أود توضيح قضيتين ألأولى. إن الإمام المهدي هو قائد مشروع رسالي إلهي، بل هو حلم ألأنبياء وأما المستضعفين والمظلومين منذ أن وطئ أدم(ع) هذه ألأرض وحتى ظهورهِ(ع) لذا فمن الطبيعي والمنطقي إنهُ سيزيح كل من يقف في وجه هذا المشروع ألإلهي كائناً من كان وإلا فلما سيقتل ستة عشر ألف شيعي من البترية في الكوفة . أما الثانية. قال الشيخ الصغير بأنهم ليسوا الشعب الكردي وإنما الأكراد الذين سوف يعلنون عصيانهم وتمردهم على الحكم العادل الذي سيملى بهِ الإمام الأرض وعندها تخرج الأرض خيراتها ويعم الأمن والسلام والعدل عموم المعمورة ولا مكان حينها لـ(من يفسد فيها ويسفك الدماء) فيفرح لذلك سكان ألأرض وأهل السماء .إن ما دعاني للكتابة هو أنهُ ورغم التوضيح ألذي صدر من مكتبهِ حول الموضوع ورغم تعليقات وردود أصحاب الأقلام الصادقة والشريفة علة الزوبعةِ ومثيريها إلا ان ألأقلام المأجورة لازالت تستهدف خلق الفتنة مما حدا بسماحة الشيخ وبعد ثلاثة أسابيع من تأريخ المحاضرة إلى إعادة نفس الموضوع ولكن بتغيير بسيط في العنوان(الكرد والقضية المهدوية) ، ولأنني كنت حاضراً في المحاضرتين لذا أود أن أبين إن الشيخ لم يتراجع قيد إنملة عما قاله ، بل أكدهُ وكذلك أكد ووضح العلاقة التي تربطهُ بالأكراد ، وهو ليس بالشئ الجديد على الشيخ الصغير فلطالما وقف خطيباً مدافعاً عن مظلوميتهم، فهو أبن أية ألله الشيخ علي الصغير الذي كان العديد من طلابهِ ومريديه من الكرد، إظافة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط أل الصغير بمرجعية الإمام محسن الحكيم والكل يعرف ماذا يعني الإمام الحكيم للأكراد فهو ألأب الثاني لهم بعدالملا مصطفى البارزاني وأن ألأكراد هم رفاق سجن ورفاق سلاح وكفاح طويل ضد الديكتاتوريات التي حكمت العراق، لذا فلن يؤثر على هذهِ العلاقة محاولة بعض البائسين للنيل من هذة العلاقة التي عجنت بدماء الأهوار وحلبجة والأنفال والمقابر الجماعية . يقول الشيخ الصغير: (ولازلت أعتقد إن استقرار العراق منوط باستقرار العلاقات بين الطرفين) بقي أن نقول أن مجموع محاضرات الشيخ هي روايات دينية عقائدية ليس لها أي خلفية سياسية ن ومن جميل القول ان نذكر ما قاله العلامة الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة إذ قال : أعتقد جازماً دينياً وعقائدياً بأن الإمام(عج) سينصر مظلومي الأكراد ومضطهديهم .وأخيراً أقول لسماحة العلامة الشيخأيها ألعزيز استمر في عزف ألحانك المهدوية العذبة ... حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ... عندها ستشرق الأرض بنور ربها ... وتتعالى أصوات العاشقين ... لبيك داعي ألله ... لبيك داعي ألله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك