المقالات

الاخوة الاكراد لاتسيئوا الفهم..... بقلم : محمد حسن الساعدي


 

يقول الشاعر المرحوم السياب:

لو جئت في البلد الغريب ماكمل اللقاء- الملتقى بك والعراق على يدى هو اللقاء.

حينما نتكلم عن هذا موضوع الترابط والعلاقة التاريخية بين الشيعة والأكراد فليس من باب المفهوم الطائفي لأننا ضد هذا المفهوم وتتمثل هذه العلاقة التاريخية طويلة الامد والتي تمازجت فيها الدماء وتعانقت جماجم الشهداء وأصبح موطن الشيعة في الوسط والجنوب وموطن الكرد في الشمال ملجأ للمناضلين من اجل الحرية والحق والعدالة والمساواة وحقوق الانسان.فإذا طورد الاولون لجأوا الى كردستان العراق وإذا طورد الاخرين احتضنهم اهوار وقصبات وسهول الوسط والجنوب ، فليس هناك تاريخ محدد لمدى هذه العلاقة لكن كمثال ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران التي انطلقت شرارتها من ارض الرميثة وشملت الفرات الاوسط بأسره حيث كان هناك تعاطفا وتضمنا من الاخوة الكرد، وقد يقول قائل أن هنالك الكثير من الحساسيات اليوم التي تمر بالحالة السياسية العراقية وقد تكون واحدة من هذا الكثير لو أثيرت ستهدم العملية السياسية برمتها وهو ما يصوره البعض بأن خلافا عميقا يصل الى حالة التنافر والتباعد بل يصل وصفه الى الطلاق السياسي الذي لا رجعة فيه وهو ما يجري تحميله إثر كل تصريح يطلقه مسؤول من إقليم كردستان أو مسؤول من بغداد ، وربما يُفهم بأن التصريحات التي يطلقها الأخوة الأكراد تصب في نهاية المطاف الى انفصال الإقليم عن العراق وهذا بحد ذاته غير ممكن لأن الإقليم ووفق الدستور العراقي هو جزء من العراق وقد اتفقت كل الأطراف على اعتبار العراق يتمتع بنظام فيدرالي وعندما يُقر الإقليم في جزء من العراق لا بد أن يُطبّق النظام الدستوري عليه وهو يأتي وفقا لمقتضيات التعامل مع دول الجوار ووفقا للحدود التي تحد هذه الدول فلذلك لا يمكن أن نَدقّ إسفينا في هذا المجال في حين أن هنالك تكالبا كبيرا يحيط بالعراق وبالعملية السياسية برمتها والمستهدف من هذا كله العراق بأجمعه من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه حيث نلحظ التحركات المكوكية التي يقودها حزب البعث في الدول العربية وبمساعدة بعض السياسيين من داخل العراق من أجل تغيير الخارطة السياسية برمتها والتي ستحكم في الدورة القادمة وهذا كله يجري بإشراف بعض دوائر المخابرات في الدول العربية لدعم عودة هؤلاء بقوة الى واجهة الحكم في العراق الجديد ولذلك فأنا أرى أن العلاقة المصيرية التي تربط التوجهات السياسية ما بين الأحزاب الكردية والأحزاب الشيعية لا بد أن يتم تقويتها في الوقت الحاضر وأن العملية السياسية بكامل كيانها مستهدفة ، ما نريده ونؤكد عليه ان العلاقة التاريخية بين الكرد والشيعة هي علاقة مصير واحد وهدف واحد وهو اقامة دولة العدل والمساواة ومحاربة كل اشكال التمييز والعنصرية والتي كانت تمارس ضدهم ، هذه العلاقة والتي نتمنى من الاخوة الكرد ان لايسمحوا لأهل الفتنة وإثارة التفرقة من اجل شق هذا التحالف التاريخي الكبير ، ان هذه المشتركات بين الاكراد والشيعة التي عاشت قرابة سنين الجهاد والتي تتبلور الى رؤى وأفكار جديدة تنطلق من دواعي الحرص والمواطنة لتأسيس خط ديمقراطي وطني يتبنى المنهج الوطني للارتقاء بالوطن والمواطن.

29/5/827

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك