المقالات

كشف المتفجرات و تجربة الكهرباء ...


بقلم: خميس البدر

يبدو ان الواقع العراقي بات مرتبطا باللعب والجد وبين ما هو حقيقي وما هو وهمي, وصرنا لا نستغرب من ان يركز على اللعب والاهتمام به والانشغال بما هو وهمي وترك الحقيقي والابتعاد عن الجد وتخلط الاوراق وتشتبك الامور حتى تتقمص الادوار بصورة معكوسة وتغيب الرؤيا ويسود واقع مقلوب. واعتقد بان صفقة المولدات الكهربائية والمحطات واستيراد الرافعة (اللعبة) بدل الاصلية العملاقة كانت الحقيقة الناصعة البياض والواضحة للعيان ومع انها مررت وتجاوز عنها رغم كونها فضيحة وفساد منظم لان الوزير الذي قامت وزارته بهذا الامر اعطي سعفة النزاهة الذهبية ولا يختلف امر في حادثة المتفجرات والفساد الذي رافقها منذ البداية ومهما حاول اصحابها التغطية عليها, الا انها كانت مفضوحة في الشوارع ومع كثرة الخروقات ولانها اصبحت نكتة سائقي السيارات والمواطن الذي بات يبرر لافراد السيطرات بان ما في جيبه علبة زاهي او عطر وغيرها من التهكمات و التي حولت رجال الامن الى قرقوز يمسك جهاز كشف المتفجرات بدل الحبال التي تحرك القرقوز قديما. الا ان الغرابة والعجب بالاصرار من قبل الحكومة على نفس الاليات وذات الطرق في التعامل مع الملف الامني ومعالجاتها للخروقات الامنية ومنها صفقات جديدة لشراء اجهزة كشف المتفجرات بقيمة 250مليون دولار أي بما يعادل 350 مليار دينار عراقي فما الذي تغير اذا كانت العقلية ذاتها والطريقة نفسها وقد تاتي اجهزة نترحم بها على القديمة لان التطور هو في كمية ما سيصرف وما يستفيد به المفاوض العراقي من قيمة العقد, وان التجارب الماضية اذا كانت مفيدة بان تكشف الاخطاء ومعالجتها لكان العراق الان لايعاني من نقص من الكهرباء ولم تتكرر صفقات المولدات والمحطات والعقود الوهمية. ونخشى ما نخشاه بان عقود كشف المتفجرات الجديدة ستستنسخ تجربة وزارة الكهرباء فيجد رجل الامن نفسه مجبرا امام تطبيق الامر العسكري بان يمسك بيده مسدس ماء او لعبة اليويو او أية لعبة اخرى لانها مستوردة كجهاز كشف متفجرات في الصفقة الجديدة, كما نخشى من استنساخ التجربة الماضية وان يكون المعيار الاول هو ارواح العراقيين وان تساهم هذه الاجهزة في القضاء على الارهاب والحد من نزيف الدم العراقي وانهاء الخروقات الامنية لا ان يتحول العراق الى حقل تجارب وان يكون رجل الامن محل سخرية ونقيصة كما حولوه في الصفقات السابقة. فمن سيحقق هذه الاهداف سؤال اعلم ويعلم الجميع بانه صعب جدا وان القائمين على الوزارات الامنية و الملف الامني مطالبون بالاجابة عليه قبل ان يفكروا او يخطوا أي خطوة في الصفقات الجديدة التي لانعلم من هو المستفيد الحقيقي منها ارواح الناس والوطن ام جيب السيد المفاوض وسماسرة الصفقة ؟؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك