المقالات

عصا طالباني السحرية هل تبطل سحر المالكي واطراف اربيل


بقلم: حيدر عباس النداوي

رغم حالة الياس والاحباط التي يعيشها الشارع العراقي في الفترة الاخيرة وشعوره بعدم جدوى وفاعلية اي مبادرة او ورقة او اجتماع بسبب عدم جدية الاطراف الحكومية بحل المشاكل واصلاح الوضع الحكومي والتوجه لتقديم الخدمات للمواطنين خاصة بعد تراكم المشاكل وتفقيسها وعدم وجود ضوء حقيقي في نهاية نفق الازمة السياسية يبعث في نفس المواطن روح التفاءل والامل ويعيد له شيء من الاطمئنان والمصداقية، الا ان دعوت الرئيس طالباني تبقى بابا يجب الدخول منه الى قاعة الاختبار الجدي ومعرفة من يريد الاصلاح ومن يريد الفوضى.ورغم الحاجة الى شيوع روح الامل واطلاق مبادرات جديدة من قبل الحكومة ومن قبل الاطراف السياسية الا ان اي فشل جديد سيؤدي الى احباط مضاعف في نفسية المواطن العراقي وسيجعله يعاقب العملية السياسية ورموزها ويبتعد منها ويترك حبلها على غارب الاطراف الحكومية ويحملهم مسؤولية هذا الفشل الذي ربما سيؤدي الى نكسة كبيرة في المسيرة الديمقراطية والعملية السياسية يكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي ومستقبله ونظامه الديمقراطي.ومن هنا فان مبادرة الرئيس طالباني التي كثر الحديث عنها يجب ان تخرج بشيء من الحلول المباشرة التي يلمسها المواطن بشكل حلول سريعة لمشاكله وليس بالضرورة ان تكون هذه الحلول للكتل السياسية المتصارعة على مصالحها الحزبية والشخصية ،كما ان مبادرة الرئيس يجب ان لا تكون مجرد جلسة سمر او مخاطبات يستغلها البعض لاستهلاك الوقت واستحلابه كما يحدث في كل مبادرة وفي كل مشروع للاصلاح وبالتالي يكون انتظار الشعب العراقي لعودة الرئيس جسرا لهذا الطرف او ذاك لتحقيق مصالحه واهدافه وغاياته.ويحتاج السيد طالباني الى مقدمات ضرورية ،لن يكون غافلا عنها،لاستمرار مبادرته وانجاح مشروعه من قبيل توفر الارادة الحقيقة لاطراف النزاع ووجود رغبة صادقة لحل المشاكل والخلافات والاستعداد للتنازل عن سقوف المطالب من قبل الجميع والاحتكام الى الدستور والى الاتفاقيات التي لا تتعارض مع الدستور حتى يكون مشروع طالباني خطوة اولى صحيحة باتجاه اعادة مشروع الدولة العصرية الحديثة الى مساره الصحيح اما غير ذلك فان كل اتفاقيات جانبية وصفقات سرية ومطالب غير منطقية والحديث بمنطق الطائفية او الاستقواء بالاطراف الخارجية سواء كانت عربية او اقليمية او دولية فان كل ذلك سيتسبب بنكسة اضاقية ولن يزيد المشهد السياسي الا تعقيدا وتشابكا.الامنيات كبيرة لان تكون عودة الرئيس طالباني الى العراق من رحلة العلاج في المانيا بوابة لحلحلة الكثير من الملفات العالقة بين الاطراف المشاركة في الحكومة من جانب وبين بغداد واربيل من جانب اخر والانطلاق الى المرحلة القادمة بشيء من التفاؤل والامل في ظل وجود تحديات داخلية وخارجية كبيرة تحتم على الجميع التوحد ومواجهة هذه التحديات التي لن يبتعد العراق عنها كثيرا.قد يكون طالباني اقل الاطراف مشاكلا او رغبة في خلق الازمات لكن المهمة ستكون عسيرة ان لم تكن مستحيلة لان الخلافات بين دولة القانون من جهة وبين ثلاثي اربيل من جهة ثانية وصلت الى حد مرحلة كسر العظم والتشهير واعلان الحرب وعندما تصل الامور الى هذا الحد يكون من الصعب التراجع من قبل اطراف ينتمون الى ذواتهم وكتلهم والجهات التي تحركهم اكثر من ارتباطهم ببلدهم وشعبهم لانهم لو كانوا يخجلون من شعبهم ومن الناس الذين اوصلوهم الى ما هم عليه اللآن لسعوا الى خدمة الناس وبحثوا عن الحلول اكثر من بحثم عن المشاكل. الجميع بانتظار قوة وسطوة عصا طالباني السحرية وهو في اخر العمر مقابل سحر ودهاء المالكي من جهة وتزمت اطراف اربيل وتمسكهم بعجل السامري من جهة اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك