المقالات

ثرواتنا بيد سفهائنا


بقلم: خضير العواد

تحاول الحكومات في شتى بقاع العالم أن تفعل المستحيل من أجل الحصول على بعض المكاسب لكي تُسعد بها شعوبها ، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان الحروب من أجل الحصول على هذه المكاسب وهذا ما تفعله الدول الكبرى في حقيقة الأمر كأمريكا وأوربا وكذلك روسيا والصين ، أي وظيفة الحكومات في أغلب دول العالم هي إسعاد شعوبها من خلال تذليل الصعاب التي قد تواجههم وهذا يتم من خلال السيطرة على الثروات والأموال بأي طريقة كانت محتىرمة أم غير محترمة والتجارب كثيرة أكثر من أن تحصى وما تجارب الدول المستعمرة إلا واحدة منها ، ولكن بالمقابل تمتلك الكثير من الدول الثروات والخيرات ولكن حكوماتها ليس أهلاً للأمانة الملقاة على عاتقها فنلاحظها هي التي تبذر وتستهتر بأموال الشعب كأن الأرض وما تملك وكذلك الشعب الذي يسكن عليها ملك الحاكم وعائلته يفعل ما يريد بها، وعلى هذا النوع من التجارب أفضل مثال يقربنا للصورة ونعيش مآساتها يومياً هي حكوماتنا العربية ، هذه الحكومات التي لعبت بالمال والعباد كما شاءت وخزّنت المليارات في البنوك الغربية وأهدرت أكثر منها على ملذاتها ومتعتها ، وكلا الفعلين التخزين والإهدار قد أذهب المال وسيطرة عليه نفس المستعمر الذي كان يرسل الجيوش من أجل الحصول على هذه الأموال ولكنه اليوم حكوماتنا هي التي ترسله الى بنوكه ومؤسساته المالية ومن ثم يسيطر عليه بعد سقوطها تحت عنوان الأموال ملك الشعب ولا يعيده للحكومات ولا يردوه الى الشعوب وهكذا ضاعة المليارات من هذه الأمة التي أبتليت بمجموعة من السفهاء الذين ضيعوا الثروات والأموال وهم ذهبوا الى مزابل التاريخ كما هو الحال مع صدام والقذافي وزين العابدين بن علي وكذلك حسني مبارك ، ولكن اليوم يوجد من هو أسوء منهم في تبذير الأموال وتضييّع الثروات الهائلة التي رزقنا الله بها ، فقد أصبح حكامنا العرب يشترون السلاح من الغرب بأموال الشعب ويعطوه الى الإرهابيين التكفيريين لكي يقوموا بتنفيذ مخططات الغرب في البلدان العربية ، أي بأموالنا يشترون سلاحهم ويعطوه لمرتزقتهم بعد أن دفعت لهم حكوماتنا العربية لكي يقتلوا شعوبها العربية والإسلامية ، وهل يوجد أكثر من هؤلاء سفهاه في هذه المعمورة ، والسفيه كما عرّفه الإمام الحسن (ع) عندما سأله الإمام علي (ع) ما السفيه قال عليه السلام (السفيه هو الأحمق بالمال المتهاون في العرض) ، أي أن حكومات الدنيا وما تحتوي بلدانها من ديانات وأعراف وتقاليد وغايات وأهداف جميعها تحاول أن ترى شعوبها سعيدة وتمتلك شئ من الرفاهية بالرغم من قلت الثروات عندها وما الدول الأوربية والأسيوية إلا أمثلة صغيرة عن هذه الحكومات ، وبالمقابل نلاحظ حكوماتنا العربية ومهما كانت خلفياتها قبلية أم دينية أم علمانيا فجميعها كأنها تمتلك وظيفة واحدة وهي أن ترى شعوبها تعيسة ولا تمتلك أي شئ من الرفاهية وتقضي حياتها بالمشاكل حتى تموت عندها نقول جميعاً للمتوفي لقد استراح ، أي أصبح الموت عندنا راحة من كثرت صعوبات الحياة التي نعيشها والله سبحانه وتعالى أعطانا ثروات لو أستغليّناها بالشكل الصحيح لكنا نأكل من تحت اقدامنا وتغبطنا على سعادتنا وثرائنا كل شعوب المعمورة ، ولكن شعوب المعمورة اليوم تبكي على تعاستنا ومآساتنا وضياعنا وبشاعة طرق موتنا وهذا كله نتيجة سيطرة سفهائنا على ثرواتنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك