المقالات

ليس دفاعا عن الشيخ الصغير

824 23:08:00 2012-08-23

بقلم: جمعة العطواني

ردود الافعال الكردية تجاه محاضرة الشيخ جلال الدين الصغير حول علامات ظهور الامام الحجة ( عج) تستحق جملة تساؤلات منها :-اولا :- ان اجماع المسلمين يؤكدون ان ظهور الامام ( عج) سيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وبالضرورة ان مكان ظهور الانبياء والمصلحين عادة ما يكون في نفس المساحة الجغرافية التي تكون محل ابتلاء ، او تلك المساحة التي تحتاج الى اصلاح ، وفيها مقومات الاصلاح ، والحاجة الى الاصلاح نابعة عن حجم الفساد والانحراف الذي تقوم به الامم التي تقطن تلك الارض ، وبما ان الامام ( عج) من اولى اهتماماته هو ان يتحرك لاصلاح امة جده ( صلى الله عليه واله ) واقامة شرع الاسلام بعد قرون من الاندثار وطمس هويته ، ولهذا تكون هذه الامة ( الامة الاسلامية ) قد انحرفت في مسيرتها وذهبت بعيدا عن هدف الرسالة الاسلامية وتحتاج الى اصلاح .ثانيا :- اذا اتفقنا انه لايجوز ان نتحدث عن حجم الفساد الذي يحصل في الامة نتيجة للسياسات الفاسدة والتي تحكمت بالامة الاسلامية الى الدرجة التي نجحت هذه السياسات في تغيير الفطرة السليمة الي فطرت عليها ، فعندها لايمكن ان نتحدث عن الفساد ، بتعبير آخر اذا كان الشيعة لايقبلون بالاحاديث الصحيحة المروية عن النبي الاكرم واهل بيته (عليهم السلام ) والتي تقول ان الامام سيخرج له اكثر من ستة عشر ألفاً من القراء وأصحاب اللحي او من يدعون ذلك ليقولوا له (ارجع يا ابن فاطمة لاحاجة لنا بك اليوم) ، اقول اذا كان الشيعة يعدون هذه الاحاديث تجاوز وانتهاك لمكون محترم ينتظر خروج الامام اليوم قبل غد ، وبالتالي لابد ان لانتحدث عن تلك الروايات ، وكذا الحال اذا قالت الروايات الصحيحة ان الامام سيقاتل ظلمة من الكرد لانهم سيخرجون على الامام ، ونعد هذه الروايات اعتداء صارخ على مكون مهم في العراق ، وهكذا الحال اذا تحدثنا عن الروايات التي تتحدث عن خروج جمهور كبير من المكون السني ضد الامام من (ال ابي سفيان او النواصب او السلفية او الوهابية ) او ماشابه ذلك ، لانه ايضا يعد تجاوز واعتداء على مكون اجتماعي كبير ، والاعتداء عليه يعني اعتداء على العراق باكمله ! .اذا السؤال على من يخرج الامام ويحارب من في منطقتنا ؟ واين الفساد الذي يضطر الامام لمحاربته اذا كانت كل المكونات مؤمنة وسائرة على نهج الاسلام الحنيف ؟ثالثا :- ان الذي يعترض على هذه الروايات لابد ان يكون مؤمنا اولا بالقضية المهدوية ، وثانيا لابد ان يكون مؤمنا باننا نعيش في عصر الظهور ، وهذه نعمة لم نستطع انتزاعها خلال القرون الماضية ليس من العلمانيين فحسب ، بل حتى من داخل البيت الاسلامي ، لان البيت الاسلامي من غير الشيعة اما يؤمنون بالامام وظهوره لكنه غير مولود ، او لايؤمنون به اصلا ، اما العلمانيون فانهم يزعمون ان ظاهرة المهدي ما هي الا من خدع السياسة الاموية والعباسية من اجل تخدير المجتمع ورضاهم بالذل والهوان من اجل ظهور مصلح اسمة المهدي .اقول ان الاخوة الكرد وبخاصة المثقفين الذين سمعناهم رفعوا عقيرتهم ضد محاضرة الشيخ الصغير وهم من العلمانيين في الاعم الاغلب هل تغيرت قناعاتهم بالامام المهدي وانهم تيقنوا بظهوره هذه الايام ؟ فاذا اعترفوا بذلك فما علينا الا ان نبارك لهم ، ونعد تصريحات الشيخ الصغير تمثل انتزاع لحقيقة غائبة ، اوحاول هؤلاء تغييبها (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا) -النمل 14 -واما اذا كانوا مصرين على ان هذه القضية لاتعدو الا ان تكون خزعبلات ( الرجعيين ) فلماذا يكترثون لهذه الخزعبلات ويهتمون بها كل هذا الاهتماما ؟ان الدفاع عن الاكراد الحاليين وانهم تعرضوا زمن البعث المجرم الى مجازر مثل الانفال وحلبجة هو في نطرنا حق لاينكره الا مجحف وظالم ، ولكن الحديث الذي استفزهم عن قتل الامام لمجموعة من ظلمة الاكراد يعني بالضرورة ان الاكراد وغيرهم متيقنون من اننا نعيش عصر الظهور وهذه تحسب للشيخ الصغير ايضا .اذا نحن امام حقيقتين انتزعها الشيخ الصغير من قناعاتهم التي لم يظهروها ، وهي انهم مؤمنون بقضية الامام المهدي (عج) وثانيا انهم متيقنون انهم يعيشون عصر الظهور. رابعا : واخيرا ان جميع العلمانيين وكثير من الاسلاميين وحتى بعض اسلاميي الشيعة يصدعون اسماعنا في كل يوم بضرورة ابعاد الدين عن السياسية ، وان رجل الدين مجاله الدين ،ورجل السياسة مجاله السياسة ، لكننا اليوم بعد ان قبل اغلب الاسلاميين الشيعة بهذا الشعار القاتل للدين والسياسة على حد سواء ، نجد ان العلمانيين لم يكتفوا بذلك بل تحركوا ليتدخلو ا هم هذه المرة بالدين ،وليحددوا ما يجوز وما لايجوز ! وماهو الصحيح من الدين وماهو غير الصحيح !، بينما اذا تدخل رجل الدين بالسياسة فانه سيفسد الدين والسياسة معا ، بينما اذا تدخل العلماني بالدين فانه سيقوم الدين والسياسة .واخيرا اوجه كلامي الى اولئك الاسلاميين الشيعة تحديدا الذين باعوا ديننا وقضيتنا بمجاملات ومصالح شخصية وحزبية ، وابتعدوا كثيرا عن الخط الذي اسسه سيد شهداء العراق السيد محمد باقر الصدر(قدس) وسار على نهجه علماء ومراجع وقدموا ارواحهم قرابين للدين وتقدمت رقاب الشباب على منحر الحرية لا لاجل شيء الا ان يكون الاسلام مشروعا للحياة ، وكما قال الامام الصدر من اجل ( الاسلام يقود الحياة ) .لكن وجدنا اصحاب المشروع اليوم لايتحدثون عن ( الاسلام يقود الحياة ) بل ولم يسكتوا عن هذا المشروع ، بل وجدناهم يتحدثون عن دولة مدنية عصرية لادخل للاسلام فيها ، وان (الاسلامي في السلطة هو علماني وفي بيته اسلامي) ! بل نحن في بلد لايستطيع الاسلام ان يكون حاكما بسبب اختلاف مكوناته وانتماءاته الدينية والعراقية ،وكأن الاخوة كانوا في سبات طيلة العقود الماضية ، واليوم اكتشفوا ما لم يكتشفه الصدر وشهيد المحراب وغيرهما من العلماء الشهداء .والنتيجة ها نحن نصل بسبب خنوعنا وضعفنا ووهننا الى الحد الذي يهاجمنا الآخر ، ونحن لانمتلك حق الرد لان مجرد الرد سيفسد العلاقة ( الحميمة ) بيننا ، ونحن نعيش في مصالحة وطنية واصلاح ينبغي ان يعيش فيه البعثي الجزار مع الضحية المهان ، فضلا عن اخوتنا في الوطن والذين يرفضون تدخل الدين في السياسية ، بل بعضهم ينكر الدين من اصله و ( ما بين حانة ومانة ضاعت قضايانا )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-08-23
محاضرة عقائدية كيف تحور لتكون مشكلة ومنهم من يطلب محاكمة طيب حاكموا من كنته يهودية والاخر الذي يعانق من قتلتكم بصورة جماعية في حلبجة الان محاضرة عامة عن امر مستقبلي تثير ردود افعالكم النائمة عن ظلمتكم الاكراد يتجهون نحو العلمانية
حميد عبد الحميد
2012-08-23
فقط هنا اريد ان اذكر انفسنا (الاخوة السنة) الكرد كما واجب علينا ان نسميهم بعد سقوط هدام او كما حرم مقاتلتهم في زمان المرجع الحكيم (قدس سره) , الاتريدون من يقاتل مثل الجحوش المنحرفين والذين هم ظلمة من الكرد (لو ان مثلهم سيخرجون على الامام )في كل زمان ومكان كما خرجوا مع هدام عليكم وأذاقوكم الويلات سابقا من اجل نصرة الطيبين منكم ,فالامام المنتضر هو ايضا امام المراجع العظام الحكيم والسيستاني ؟!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك