المقالات

هولاكو الدول العربية


( بقلم : ولاء الصفار )

لو عدنا بتاريخ العراق إلى الوراء وتحديدا في عام (656هـ = 1258م) لوجدناه قد ابتلي بهجمة شرسة تخفي في طياتها الكراهية للمسلمين والرغبة في مساعدة المسيحيين إلا انه كان القصد من وراءها هو تدمير معالم هذا البلد الحضارية، وطمس هويته التاريخية، وقتل روح الإبداع فيه، بالإضافة إلى تجريده من حضارته العلمية المعطاء التي غذت العالم بشتى أنواع العلم والمعرفة.

حيث تعرضت مدينة بغداد إلى اكتساح عنيف من قبل القائد المغولي (هولاكو) وضرب حولها حصارا شديدا، وبعد اشتباك عنيف بين الجيش العباسي آنذاك وبين القوات المغولية. استطاع الغزاة الهمج الدخول إلى بغداد وفتكوا بأهلها دون تفرقة بين رجال ونساء وأطفال بعد أن استباح كل الحرمات، ولم يسلم من الموت إلا قليل. فقد ذكر المؤرخون أن عدد ضحايا الغزو المغولي يقدر بمليون نسمة، ثم قاموا بتخريب المساجد وسرقوا مقتنياتها، وهدموا القصور بعد أن سلبوا ما فيها من تحف ومشغولات قيمة، وأتلفوا عددا كبيرا من الكتب النادرة، وأهلكوا كثيرا من أهل العلم والأدب والمعرفة، وكلما استحوذوا على منطقة أشعلوا فيها النيران، فكانت تلتهم كل ما يصادفها وخربت أكثر الأبنية والمساجد ودور العبادة حتى مشهد الإمام موسى الكاظم عليه السلام لم يسلم من بطشهم، وغيرها من البنايات التي كانت آية من آيات الفن الإسلامي.

ولو تصفحنا واقعنا فأننا نجده يمر اليوم بهجمة أكثر عنفا وشراسة، حيث تكالبت عليه قوى الشر والرذيلة يقودها (هولاكو الدول العربية) التي أبت إلا أن تبيع ضمائرها بأبخس الأثمان، حيث جندت دول العهر العربي كلابهم المسعورة في انتخاب وسائل قذرة لتحقيق أهداف أقذر، إذ أنها حاولت وبشتى الطرق إلى محو وإبادة شيعة أهل البيت عليهم السلام، وطمس معالم حضارتهم النيرة التي استمدوها من فكر ومنهج أهل البيت عليهم السلام، هذا المنهج الذي أراد الله تعالى له الشموخ والعزة ما بقي الدهر.

وكانت تلك الحملات الإجرامية تقام تحت ذرائع واهية ليس لها وجود على ارض الواقع، فأخذت تلك القوى التكفيرية الإرهابية صب جام حقدهم على أتباع أهل البيت عليهم السلام بسياراتهم المفخخة وعبواتهم وأحزمتهم الناسفة التي كان من ضمنها استهداف محبي أهل البيت عليهم السلام الوافدين إلى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء مراسيم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام افجعها ما حدث في مدينة الحلة. وبات معروفا للقاصي والداني أن دوافع تلك الزمر من أعمالهم الإجرامية هي زعزعة ولاء أولئك الوافدين لزيارة الحبيب بعقيدتها ومنهجها السامي،بيد أن أولئك المغفلين يفتقرون لحقيقة مهمة وهي أن هذه الطائفة كالمسمار كلما طرق عليه ازداد تصلبا، ومهما فعلوا فانا سنقول لهم كما قالت العقيلة زينب عليها السلام في خطبتها أمام يزيد (فو الله لا تمحو ذكرنا).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك