المقالات

لو قطعوا هاماتنا واليدين ... نأتيك جرياً سيدي يا حسين


( بقلم : نضير الخزرجي )

منذ الطفولة ونحن نسمع شعار أنصار الحسين يرتفع عاليا، وبخاصة عند المصائب والمحن:لو قطعوا أرجلنا واليدين ... نأتيك زحفا سيدي يا حسين

سمعناها ورددناها بمشاعرنا قبل حناجرنا، ويسمعها الآن الجيل الجديد، وسمعها آباؤنا من قبل، ومن قبل سمعها الأجداد، وقد جرت سُنَّة ظالمة في الماضين، ومضت فينا، وماضية في الأجيال القادمة، ما دام الباطل مُشرأباً بعنقه يطاول الحق ويصاوله ويكاد يطاله ولن يطاله بإذن الله حتى يملأ الله الأرض عدلا بنور صاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر (ع).

ولم يكن الشعار كلمات تُردد، أو سجعا يُقلد، وإنما هو ابن لحظته يعكس واقعا كان عليه حال شيعة أهل البيت (ع)، بخاصة في العهدين الأموي والعباسي، فالأول أراق دماء سيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) في كربلاء المقدسة، والثاني استغل شعار "يا لثارات الحسين" و"الرضا من آل محمد" للانقلاب على السلطة الأموية، ثم عاد وانقلب على شيعة أهل البيت يقتل شبابهم ويستحيي نساءهم، بعد أن افترش له القدر بساط الحكم، ثم وفي فترة من الفترات الحالكة وما أكثرها، كانت شرطة النظام العباسي تقطع أيدي الزائرين وأرجلهم في محاولة لمنعهم من زيارة الحسين (ع) وتخويف الآخرين من الإقدام على الزيارة في قابل السنين، بيد أن هذه الوسيلة الإرهابية الاستئصالية لم تنفع، لان الحسين (ع) في قلوب الناس اكبر من اليدين والرجلين، حتى جرى الشعار المقض لمضاجع قتلة أهل العراق: (لو قطعوا أرجلنا واليدين .... نأتيك زحفا سيدي يا حسين).أما اليوم حيث نعيش عصر الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وزمر القناصة، الذي استُحلَّ فيه دماء شيعة أهل البيت (ع) بفتاوى شُذاذ الآفاق من المفسدين في الأرض ومن معتمري الخرق الصالحة للرضعان، فان الشعار الآنف الذكر صار من الماضي، حيث الإبادة البشرية هو ديدن المتربصين بالانسان العراقي السوء بين قتل وتهجير داخلي وخارجي، فعادت أيام الأحزاب من جديد، وعادت كربلاء، فصار حصد الهامات وقطع الأعناق بديلا عن قطع اليدين والأرجل، ولذلك يصح اليوم شعار: (لو قطعوا هاماتنا واليدين .... نأتيك جرياً سيدي يا حسين)، فهو حاكٍ عن الواقع، كما هو حاكٍ عن الإرادة الصلبة التي تتحدى الإرهاب في العراق.

وسيؤرخ التاريخ هذا الشعار الناطق عن مرحلة عصيبة دامية يمر بها أهل العراق من بعد سقوط هبل بغداد في التاسع من نيسان ابريل العام 2003م، كما أرخ الشعار السابق لمرحلة عصيبة في العهود المظلمة، ولكن الشعار وان كنا لا نرتضي أن يكون سمة المرحلة، ولا أن يكون لصيقا بأتباع النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام (ع)، غير أن الخارجين عن حياض الشريعة ودائرة الإنسانية فرضوه على أهل العراق، فرضينا به مرغمين، وتقبلناه معادلة ظالمة، مع إن أهل العراق يريدون الخير لإخوانهم ممن يعيش تحت جناح العراق، كما أراد الامام الحسين (ع) الخير لقاتليه وشانئيه وذرف عليهم الدموع الغالية.

و"لكن" والحروف في المفردة عريضة كعرض السماوات والأرض، شبّهت بآية، تنصب ظالما الى وهن وترفع مظلوما إلى عدن: (أفأنت تنقذ من في النار)؟؟

 الرأي الآخر للدراسات – لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
nazarhasn
2007-03-10
ليس لوقطعو الايدي والهامات ولارجل وانما لو قتلونا اربا اربا سوف نا تيك يا سيدي ومولاي يا ابو عبدالله الحسين ناتيك على التا وبيت وعلى الايداي مرفوعين لكي نسكن بقربك الى ابد الابدين يا سيدي يا حسين وهذا شرف لنا والى عوائلنا الى ابد الابدين وتبقى تجري بدمنا حبك يا حسين واروحنا فداك يا سبط الرسول وريحانت الزهراء البتول يا سيدي يا حسنوسوف يندحرو اعدائكالى يوم الدين وتبقى عام بعد عام في القلب حبك عتيد يا سيدي يا حسين
حيدر المالكي
2007-03-09
لونرجع لمنازلة عمرو بن العاص مع الامام علي(ع)عندما شعر بهزيمته امام الامام اظهر عورته حتى يتمكن من الهرب!يعرف جيدا معدن الامام وشيعته,اما عمرو بن العاص المصري فكشف كل عوراته باسم الجامعة اللاعروبية لكنكم يااعراب مصيبتكم لاتعرفون سر قوة محبي اهل البيت التي لاتخيفهم القنابل والرصاص ويمشون الى كربلاء بكل شوق وقدقطع المتوكل اليد اليمنى لكل زائر فجاؤا في العام القادم وقدموا اليد اليسرى !واذكر في النجف الاشرف كتب على لافنة كبيرة (لوقطعوا ارجلنا نمشي على ايدينا)احذروا انتقامناايهاالعقارب الاعارب!!!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك