المقالات

الاقليميون والدوليون لأول مرة في بغداد


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين )

من المفارقات ان بغداد ومنذ ربع قرن تقريباً لم تشهد مباراة كرة قدم بين فريق عراقي وآخر اجنبي او عربي، وهذا ليس امراً سهلاً كما يتصوره البعض، انما هو مؤشر صريح وواضح على الوضع الذي عاشته بلادنا منذ عقد الثمانينيات وحتى الآن.

وليس جديداً الحديث في الازمات والحروب والتوترات التي جعلت العالم لا يغامر بالمجيء الى بغداد، او ان منافذ العراق وطوال هذه المدة موصدة بوجه زوار العراق، او ان زوار العراق لم يجدوا الفرصة السانحة للسفر اليه نتيجة الاوضاع التي اشرنا اليها آنفاً.

نفس المفارقة وتكاد تكون اكبر من حيث الرعب والفوضى هي التي جعلت من العالم ممثلاً بمجلس الامن والخمسة الكبار والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول الجوار الست بما فيها سوريا وايران سيتوجهون في العاشر من آذار الجاري الى بغداد. لاشك ان لهذا التوجه دلالالته المعنوية والنفسية والسياسية غير العادية، فلولا ادراك هذه الدوائر المهمة لاستراتيجية هذا الاستحقاق فانها ستجد نفسها غير مضطرة للتوجه نحو بغداد، اذن، يفترض بنا اولاً ان نعي اهمية بلادنا لدى المنظومات العربية والاقليمية والدولية من خلال الاستجابة الفورية التي ستجمع متناقضات ومدارس سياسية متعاكسة ومتباينة، لكنها ستجد في بغداد القاسم المشترك الذي من شأنه ان يقلب هذا التباين والاتجاهات المتعاكسة الى اخرى متوازية وغير مستبعد ان تكون متقاربة ان لم نقل انها ستلتقي في نقاط كثيرة ومفاصل متعددة.

الثروة والموقع والتعددية والمصالح والمتغيرات ستجد في الساحة العراقية اقنية لم تتوافر في ساحات اخرى.فالولايات المتحدة تستطيع ان تبدد مخاوف الاقليميين من سياساتها الغامضة من العاصمة العراقية، وفرنسا ممكن ان تستدل على موقف واضح عما هو عليه الوضع في العراق بعد ان ظلت طوال هذه الفترة راصدة، حذرة، غائبة غير حاضرة. وبريطانيا هي الاخرى باتت المساحة امامها اوسع لتأكيد مواقفها في مسائل منها ما يخص العراق واخرى تخص المنطقة والتنين النائم ربما سيصحو في بغداد بعد اغفاءة امتدت لاكثر من عشرة سنين. وروسيا ستجد نفسها امام فرصة مجانية ظلت تبحث عنها منذ انتهاء القطبية الثنائية، اما دول الجوار فانها هي الاخرى التي تجد نفسها وجهاً لوجه ولاول مرة في بلدٍ شن حرباً على اكبرها وابتلع بيوم وليلة اصغرها وعكّر صفو الامن والاستقرار في الاربعة الباقية منها.

في بغداد نتمنى ان تنقشع غيوم الحرب الباردة بين الاطراف التي تحتاج الى دفء الصراحة والموضوعية، ومن بغداد نريد للغة الحوار والتفاهم ان تحل بديلاً عن لغة الانفعالات والمواقف المتشنجة ونعتقد ان بغداد اليوم بالرغم من زعيق المفخخات والاحزمة الناسفة باتت تمثل الحاضنة لالتقاء الاتجاهات بدل تباعدها او تصادمها، وهذا ما نرجوه ونتمناه ان يتحقق في العاشر من آذار الحالي الذي باتت ايامه وساعاته تمر بتثاقل هو الاجمل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك