المقالات

هنا طهران ...صوت الجمهورية الاسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم                    

قالها بأعلى صوته عند مروري في الشارع  ليصمت كل من سمعه ويحدق بي , ذهلت للحظات وقررت كسر احراجي بسرعة خطواتي باتجاه الباص الذي يقلني الى منزلي بعد يوم وظيفي لا اكتسب منه الا التعرف على تلاميذ الشيطان والاستزادة  من الاسماء الجديدة .

فمن الحملة الايمانية الى منار الى سحر الى الفرات مرورا ً بالعلوية والدكتورة جنان والكبسولة وحتى اسدال الستار بعنوان المقال على لسان موظف اختتمت مسيرة وظيفية لم تستمر بضع سنين غير اسفة على راتب او امتياز فالكرامة هي الاغلى .

ولست بصدد التباكي على الوظيفة غير مأسوف عليها ولا على كرامة ربما تُسحق فهي مسحوقة شئت أم ابيت تحت ظل سياسية لا تحترمك كأنسان ولكني اتباكى بل واذرف الدموع على حال الاسلام والمسلمين  , لماذا صار الالتزام بالشريعة مصدر سخرية ؟ لماذا بات المتمسك بدين الله شخصا ً غير مرغوب فيه  ؟ لماذا صارت القيم والمبادىء موضة قديمة تدفع الاخرين الى التأفف حين اطلاقها ؟ لماذا ارتفع صوت الباطل ؟  لماذا ان دافعت عن معتقدك تصبح طائفيا ً ؟ لماذا ؟

ما هذه الاطاريح التي تملأ ساحة المجتمع ؟ ما هذه الاكاذيب التي صدقها الكثيرون ؟ ولكي اخرج من العموم الى الخصوص الذي ابتغي ؟سأختار النقاش لهذا التساؤل  : لماذا يُهمز بالولاء الى ايران كل من التزم شرع الله ؟!! , هل يدرك ما فعله  من قطع علي طريقي واشار للناس من ان احذروا هذه شاكلة اهل ايران ؟! امرأة بحجاب محتشم ليس الا تصبح موالية لايران بتصريحه الاحمق , لله الحمد على ما ابتلينا به .

وحقيقة ان الامر ليس مجرد جملة أُطلقت في الفضاء وليس امرا ً مسني لشخصي بل انه امر قد كبر بمرور الايام فأيران غصة في حلق الاغلبية ولتكن! ففي النهاية هو رأي مواطن بدولة مجاورة ولكن ان يعتدي على الاخرين ويمس ولائهم لبلدهم  او لدينهم هنا يجب ان يقف عند حده ولكنه لم يفعل بل ان الدائرة اتسعت لتشمل رفض الكثير من المشاريع التي تقدمها ايران  للوزارت بهيئة استثمارات تخدم الطرفين وقد شهدت بأم عيني رفض مشروع كان ليخدم الوزارة التي اعمل بها  بنحو جيد جدا ً تم رفضه وعندما سألت عن السبب قالوا ان دراسة الجدوى ممتازة ولكنه في النهاية مشروع من شركة ايرانية !!. هكذا وكأنه بطل قومي .

ولم يتوقف الامر الى هذا الحد  بل تجاوزه الى  ان البعض اعلن مقاطعة اي  منتوج ايراني ومن بينها الغذائي المعروف بانه فعلا على الطريقة الاسلامية الصحيحة غير انه  يتناول كل ما هو عربي بامتياز اسرائيلي ولحوم غير معلومة لاي حيوان هي! المهم ان لا يخدم ايران وليخدم المراعي  وهنا لن اسحبك الى خط تعتقد فيه اني ادافع عن ايران مقابل العرب وبقية الدول وعند هذه الجملة تحديدا ً اطلق مخاوفي .

الخوف من الخوف من ان تدافع عن الحق حين يكون الحق مع ايران حتى لا تُطعن في ولائك الى ماذا سيقود ؟

سيقود الى رفض نصب  باب ذهبية اهديت الى العتبة الكاظمية من قبل مسؤولين اداريين  حين طلب الايرانيون اصحاب الهدية ان يذكر في زاوية صغيرة انه تم اهدائها في عهد السيد الخامنئي فأقام البعض الدنيا ولم يقعدها فسحب الايرانيون طلبهم ونُصبت الباب .

وسيقود الى رفض حزب الله وان حقق انتصارات على اليهود الذين لم يكسر شوكتهم احد كما فعل حزب الله ولماذا ؟ فقط لان حزب الله مبارك من ايران .

وسيقود الى تمني ان يتمزق شعب سوريا ويُقتل اربا على يد اسافلة الناس فقط لان نظامه صديق لايران .

وسيقود الى عدم المشاركة بيوم القدس العالمي ذلك النداء الصادق من قبل الامام الخميني رحمة الله عليه  فقط لانه بدعة ايرانية !

وسيقود الى ان يحلق الملتحي لحيته فقط كي لا يشبه الايرانيين .

وسيقود المحجبة الى ترك الحشمة واللجوء الى حجاب الشهرة فقط كي لا يعترضها  صاحب العبارة .  

 

والخشية الكبرى ان يتخلى البعض عن اسلامهم فقط لان ايران جمهورية اسلامية !! وهنا بيت القصيد لقد ربطوا الاسلام بأيران بطريقة محبوكة وحددوا ملامحه من قلب الشريعة وأسموه بأسم ايران فأيران اسم منفر وبالتالي ستنفر من دينك فقط لان ايران ملتزمة بخطوطه . انهم يقدمون الاسلام على انه طرف حبل يربطك بايران وليس على انه منهل صافي للجميع ولم يكتفوا بل انهم قدموا بالمقابل اسلاما ً جديدا ً فضفاضا ً يسع المحارم والشبهات والانحرافات والضمائر هنا تعود الى شياطين وأبالسة بهيئة علماء دين وهم عملاء لاسرائيل والغرب وهو معلوم للجميع فأي عقاب سينال هؤلاء.

المرحلة القادمة صعبة نحتاج الى البحث عن النقاء عن مبادىء نقية وشخصيات نقية ودول نقية نعتمد عليها في الشدة وتعتمد علينا وعلى غيرنا في قول الحق ضد قوى الشر المتمثلة بالغرب فحري بنا ان لا نخشى شيئا نزن كل شيء بالعقل ونقرر وان لا ننجرف نحو الاطاريح الكذابة الجاهزة وان نسال الله السداد والموفقية وحسن العاقبة ففيها طوق النجاة.

 حفظ الله اهلنا وعراقنا ودجلتنا وفراتنا من كل سوء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين وسلم تسلميا كثيرا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندس
2012-08-15
اختي الكاتبة تحية لك على هذا المقال الذي اشرت فيه الى خطر يسري في مجتمعنا دون ان يلتفت اليه معظم الناس وكما ذكرت فقد قُلبت الموازين واصبح كل حق مكروه ولعلي لا ابالغ ان قلت اني ارى ذلك في الوجوه التي سٌلبت منها الرحمة بسبب اعمالها وبعدها عن الله لكنه تعالى متم قوله (( يأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون )) والله ولي التوفيق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك