المقالات

هل من مبرر للوجود البريطاني في الجنوب ؟


( بقلم : احمد مهدي الياسري )

 

هناك الكثير من علامات الاستفهام ومن حق الشعب العراقي ان يطرحها وبقوة ومنها هذا التساؤل المهم وهو التواجد العسكري البريطاني في البصرة خصوصا رغم مضي وقت طويل على عملية اسقاط اللانظام السابق ومحاولة ترسيخ قوة النظام والاستقلال في التعاطي مع الشأن الداخلي الخاص وخصوصا في البصرة والجنوب ..

ليعلم الجميع ومنهم هؤلاء المزايدون علينا بشرف المقاومة وشرف ازاحة المحتل من ارض العراق ان ليس كابن العراق البار وابن الجنوب والوسط خصوصا من يتحمل بقاء جندي اجنبي واحد على ارضه واعلم انكم تعلمون ذلك وتحرفوه ولولا تداخل الاعداء وتكالبهم على هذا الشعب المظلوم ولولا وجود اولويات اهم فالمهم فالاقل اهمية ولولا اننا لنا قيادة حكيمة ننتظر ماتراه وتقرره لما كان لاحد فيها مقرا ولامقاما ولما بقي الامر وفق ما صبرنا وتحملنا عضا على الجراح لدفع الشر الاكبر كحكمة لايعيها الجاهلون او يعلموها جيدا ولكن علينا يزايدون واقسم لو ان شيعة العراق رفعوا جميعا شعار وسلاح المقاومة الحقيقة لوجدت الاعراب والبعث هم اول من يطالب ببقائها وبقوة تحت مبرر الزحف الصفوي المجوسي ولكان الصدامي جنديا عاريا من شرفه وناموسه بارا لاسياده وعميلا مطيعا حتى لو كان قائده شارون ذاته ..

التواجد البريطاني في الجنوب وبعد الصور الاستفزازية التي برزت من خلال عمليات التجاوز على المؤسسات الامنية وقبلها على مكونات من ابناء البصرة وفي الوقت الذي يعلن الجميع انهم مع الخطة الامنية العراقية بقيادة المجاهد العزوم الصبور الحليم كشعبه السيد المالكي امست تثير فينا كوامن الحنق والغضب وباتت تستفز فينا ذكريات كنا نتمنى ان ننساها تلك ذكريات الاحتلال البريطاني لارض العراق والذي تلقى من ابناء الفالة والمكوار وابطال الطوب احسن لو مكواري وابناء شعلان ابو الجون وابناء الرميثة الاسطورة وابناء الفرات الاوسط والناصرية الحبوبية الدروس التي لا ولن تنسى سواء من قبل المهزومين او من قبل المنتصرين بقوة الحق ..

حينما اتفحص الساحة الجنوبية وارى مافيها من استقرار نسبي وحينما اجد ان هناك اصرار على التواجد العسكري فيها اجد من حقي وحق كل عراقي سني جنوبي قبل الشيعي ان يتسائل الاسئلة التالية :

السؤال الاول : الجنوب وخصوصا البصرة لايتواجد فيها ابناء اللقطاء من بعثيين وتكفيريين سوى تلك الاختراقات الامنية والقادمة من غرب العراق من امارة طالبان الجهل وامارة البعث الارهابية الصدامية وهي من الممكن ان يتعامل معها ابناء الجنوب امنيا وهم اهل للدفاع عن انفسهم بقوة وخبرهم العالم من قبل فلم اذن هذا التواجد البريطاني العسكري الكثيف ؟؟

السؤال الثاني : هل ان القوات البريطانية وبكل هذه الكثافة والاصرار على التواجد في مدينة عريقة كالبصرة تنتظر تنفيذ اجندة عسكرية تجاه دولة اقليمية من خلال ارض العراق ؟؟ وهل ان هذا الامر مقبول ؟؟ وألم يسمع البريطانيون وغيرهم التصريحات المختلفة لقادة العراق ومنهم السيد الحكيم والسيد المالكي وغيرهم من أن على الجميع ان لايجعلوا من العراق جسرا لحرب خارجية ؟؟ وهل لايعلمون ان هذا الحال ان كان وفق تلك الرؤية والاحتمال انها ستثير فينا الغضب وتصنع من هذا الشعب مقاتلا شرسا من الممكن ان يجعلهم يجرون اذيال الخيبة كما جروها في العشرينات ؟؟ وهل هذا الاحتمال يخدم عراقنا وشعبنا ام انه حالة من الاستهتار المقيت الغير محتمل ؟

السؤال الثالث : هل من المقبول ان تساوى بصرة خالد الملا السني الطاهر والصافي الشيعي الذي لايختلف عنه وهم عينة من التجانس والتحابب والتوادد الازلي بين اطايب العراق معهم الصابئي والمسيحي وحتى الكوردي والتركماني المتحابين المتعاونين المنسجمين مع حثالات الارهاب في المناطق المعروفة باحتضانها للارهاب والتي تصدر الى العراق كل العراق ومنه البصرة تجارة الموت السريع والغدر الفضيع لا بل ان تلك الحاضنات محمية امريكيا ولايسمح للقوة العراقية المستقلة ان تتعامل معها وفق الشرعية الانسانية قبل الامنية ..؟؟

السؤال الرابع : هل هناك ربط بين ثروة العراق وشعبه النفطية وبين ذلك التواجد ؟؟ وماهي مبررات ذلك القرب منها ؟؟ وهل هي اولى بان تكون بالقرب منها من ابناء هذا الشعب المنكوب بشتى انواع الظلم والغدر ؟؟

السؤال الخامس : لماذا لاتحترم تلك القوات استقلالية الحكومة في العاطي مع الشأن الامني وتتجاوز حدودها في الحركة في المدينة وفق اطار بعيد عن معرفة السلطة المركزية في بغداد وفي الكثير من الاحيان ولا حتى السلطة المحلية في كل الاحيان ؟؟ وهل هذا الفعل يرسخ هيبة الدولة الحرة والتي نترقب تصاعد تطورها باتجاه وصولها الى مصاف الدول المحترمة والمتطورة في كل النواحي .؟؟

السؤال السادس : كثيرا مانجد ان هذه القوات راكدة في مواقعها وكأنها تترقب امرا لايعرفه اهل الجنوب والعراق وشعبه تريد تنفيذه في وقت ما بينما هناك ارهاب شرس مقيت في مناطق اخرى وتلك المناطق هي احوج للدعم الامني و للتحرير من مدينة محررة مستقرة نوعا ما وبيد ابنائها فلماذا لاتشارك تلك القوات في تحرير العراق من الارهاب الحقيقي كما تدعي انها تتواجد في ارضنا من اجل استقرار الامن وبعدها ترحل الى مراكزها في اوربا او بريطانيا او الى اي مكان تشاء ؟؟

اسئلة محيرة وهناك المزيد وتثير فينا كوامن الاستفزاز ولولا انشغالنا بالقذر من التعاطي الشرس مع انسانية الانسان العراقي الشهم والغيور لاجبنا عليها الاجابة التي يجب ان تكون ولما صبرنا الى هذا الوقت على عدم الاجابة عليها ونتمنى ان تنتهي هذه الصفحة المريبة من هذا التواجد الذي اصبح فاقدا لشرعيته وخالي من مبررات وجوده وعليه نطالب حكومتنا الرشيدة ان تحرر الوطن المحرر من براثن ثعالب لانفقه لوجودها مبررا ولانقبل في الاصل ان تتواجد هناك ونتقبل ان نتعامل مع الجميع وفق المصالح المشتركة والتبادل الاقتصادي والعلمي والتقني والتعاون الامني الحقيقي والذي يخدم المظلوم ويقبر القاتل والمجرم ولانستطيع وشعبنا الصبر على ان تتواصل تلك الحالة المملة والغريبة والتي تثلم من سيادة الوطن وهيبة الحكم الذي نتمنى ان يكون حرا شامخا بعيدا عن مفاهيم الدكتاتورية والاعتداء والتجاوز على الاخرين .

احمد مهدي الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك