المقالات

المشهد الحسيني وعقدة الإعلام العربي


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اجمع المراقبون انه ليس هنالك حدث عقائدي اجتماعي ديني سياسي كالحدث الحسيني الذي يشهده العراق في العاشر من محرم الحرام وفي العشرين من صفر ذكرى اربعينية الإمام الحسين (ع) في كل عام بعد ان اتيحت للمراقب فرصة المتابعة الميدانية والمهنية والتعبيرية لهذا الحدث الذي واجه على طول الفترة الممتدة عبر القرون الاربعة عشرة الماضية شتى انواع المواجهة القاسية بدءاً من المراحل الاولى للدولة الاموية وصولاً الى حكم البعث وصدام.

المسيرة هذه والتي تمتد على كل مساحة هذه الخارطة الزمنية الطويلة مقرونة بالممارسة العنفية الطائفية المقيتة التي راح ضحيتها مئات الالوف من ابناء هذه المدرسة، استطاعت بالتالي ان تسجل انتصارها الحاسم على كل تلك التيارات المنحرفة والحقب السوداء التي ارادت ان تطفئ الجذوة الحسينية في النفوس الشريفة والضمائر المخلصة الصادقة التي لا ترى في هذه الملحمة اقل من انها امتداد لمدرسة النبوة ووريث شرعي لها.

المشهد الحسيني الذي انطلق هذا العام من كل شبر وبقعة وقرية ومدينة من ارض العراق شاهده العالم بأسره من خلال ما نمتلك من قنوات فضائية نجحت الى حد بعيد في عرض المشهد كما هو للرأي العام وللمتابع والمشاهد أكان عربياً ام غير عربي، مسلماً ام غير مسلم، حتى بدت طرق العراق على سعتها وكثرتها وتفرعاتها واتجاهاتها لا يخلو فيها متر من علامة شاخصة تشير باتجاه كربلاء او فضاء مهما كان كبيراً مترامياً ام صغيراً متوارياً لا تسمع فيه صوتاً مدوياً (ابد والله ما ننسى حسيناه).

الغريب في الامر كله ان عهراً اعلامياً غريباً في صفاقته ودناءته راح يتصاغر مهرولاً امام مومسات وبنات هوى قبلْنَ ان تأتي لجاناً طبية امريكية واجنبية وعراقية لأخذ عينة من مواضع ننأى بأقلامنا وانفسنا عن تسميتها خجلاً وعفةً وحياءً، في حين يتساقط ذلك الخجل والحياء وتموت تلك العفة وشهامة الاعلام العربي في احضان (صابرين) ومختبرات ابن النفيس واستوديوهات الرذيلة المحترفة واسماؤها (اللامعون) في ساحتنا الاعلامية العربية!!.

هذا الاعلام الذي اقبل لصابرين وادبر للتسونامية البشرية الزاحفة نحو كربلاء حسبه بهذا الادبار انه قادر على اخفاء الحقائق او التقليل من شأنها واهميتها، في الوقت الذي يدرك هذا الاعلام اكثر من غيره ان المجازر ودفن الاحياء وفرم الاجساد وقطع الاكف واتخام المعتقلات التي تعرض لها ابناء هذه المدرسة ما استطاعت لا في زمن يزيد ولا في عصر المتوكل ولا في حقبة صدام ان تنال من الحسينيين المحمديين مثقال حبة من الاخلاص والوفاء والالتصاق الروحي والعقائدي والوجداني بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي لا لشيء الا لأنهم الاسلام كله وغيرهم النفاق كله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك