المقالات

سجون العراق فنادق خمسة نجوم


حيدر عباس النداوي

تنطلق هذه الايام دعوات متكررة من قبل سياسيين ونواب, مطالبة الحكومة والبرلمان بالاسراع باقرار قانون العفو العام والسماح للارهابيين والقتلة بمزاولة اعمالهم بحرية كاملة بعيدا عن عيون واسماع الاجهزة الامنية والسجانين في المعتقلات والسجون التابعة لوزارة العدل او وزارة الداخلية لان بعض السجون والمعتقلات ليست بيئة كاملة ومهيئة للاستمرار بالاعمال الارهابية على عكس بعض هذه السجون والمعتقلات التي توفر كافة الخدمات لقادة المجاميع الارهابية من خدم وحشم ومواكب سيارات وخروج ودخول ومساج وساونا وانترنت ونساء واتصالات لكل بلدان العالم وبخصم كبير.

وما ينقل في وسائل الاعلام عن توفر بعض وسائل الخدمات الترفيهية والعصرية للسجناء غيض من فيض لما يجري داخل السجون من حكايات وقصص يشيب لها الراس من شدة العجب، فتوفر الموبايل وتسهيل الاتصال بالاهل والاحبة والارهابيين امر في غاية البساطة لان هذه الوسائل يمكن شرائها بورقة خضراء امريكية وما اكثر الاوراق الخضراء عند المجاهدين والمقاومين وما اضعف نفوس الكثير من السجانين ومسؤولي المعتقلات الا ان ما هو اعظم هو قيام بعض السجناء بعقد الصفقات التجارية او التوسط لشراء وبيع المناقصات بالاضافة الى تحديد اسعار التعيينات والتنقلات وكذلك تثبيت ونقل الضباط في هذا المعتقل وذاك السجن من اجل سهولة تهريب القتلة والمجرمين.وليس هذا فقط فبإمكان النزيل ان يحصل على نفس ناركيلة وحبة هلوسة وجلسة سمر في غرفة احد القادة الذين تهتم ادارة السجن على راحته كان تفرد له غرفة مستقلة وسرير وشاشة سيدي عملاقة وثلاجة صغيرة واعواد لتنظيف الاسنان وخدم وحشم لان هذا النزيل بامكانه وبامكان الجهة التي ينتمي لها ان تزلزل الارض على راس السجن والسجانين وان امر وجوده في السجن وقتي ولاغراض تكتيكية.

كما ان العديد من القتلة والمجرمين قد لا يطول بهم المقام كثيرا في السجون والمعتقلات لان الجهات المانحة تقوم بواجبها على اكمل وجه مع المحققين الطيبين وبالتالي فان القاضي المغفل لا يجد بدا من اطلاق سراح هؤلاء المظلومين لعدم كفاية الادلة حتى وان قتل وفجر واغتصب وانتهك الاعراض والحرمات لان البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه ولان البينة غير متوفرة فمن الظلم والاجحاف سجن هذا الحمل الوديع, كما ان سجنه يتعارض مع قوانين ومواثيق حقوق الانسان للمجرمين والتي تحترمها الحكومة كثيرا عليه فان تكريمه وتوقيره طالما تواجد في المعتقل امر في غاية الاهمية اضف الى ذلك ان امثال هؤلاء هم معرفة قديمة لكثرة قتلهم للعراقيين وكثرة اخراجهم لعدم توفر الادلة.

ان ما يحدث في سجون العراق امر محزن لانها بدل ان تكون للاصلاح والتهذيب اصبحت بيئة ملائمة لاعداد وتخريج المجرمين اضافة الى ذلك ان هذه السجون فقدت هيبتها وبات بامكان السجين خاصة عتاة المجرمين وقادة المجاميع الارهابية ان يكونوا هم الحكام بينما يكون امر السجن تابعا وخادما ومن يكن تابعا وخادما يعطي كل شيء اما خوفا او تواطئا او بيعا لذمته.وبالتالي فان مطالبة البعض واصرارهم على الاسراع باقرار قانون العفو العام قد لا يروق لهؤلاء المجرمين لانهم تعودوا ان يكونوا ملوكا في سجونهم ولا يمكنهم العيش خارج هذه الاجواء خاصة في ظل استعداد بعض مسؤولي السجون ان يكونوا خدما وتابعين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك