المقالات

هل اخطأ شيعة العراق ؟؟

554 11:44:00 2012-08-11

هادي ندا المالكي

تدور في الأفق بوادر حرب طائفية بين الإخوة الأعداء في العراق, بدات ملامحها الأولى تظهر للعيان على شكل تسريبات وتصريحات علنية وبالمسميات بعد ان كانت بالاشارة فقط وبات استخدام مصطلح الشيعة والسنة يتكرر كثيرا في وسائل الاعلام وعلى لسان عدد من السياسيين الذين تم اعدادهم لهذه المهمة بعناية فائقة يعزز هذه التصريحات الوضع المرتبك في المنطقة وطبيعة التحالفات المتحركة ودور امريكا ودول الخليج .

وسيكون العراق بوضعه الحالي في قلب الحدث والصراع ولن تشفع له ديمقراطيته الفتية وحكومة الشراكة الوطنية للعبور من مرحلة الخطر المحدق بل ستكون هذه المسميات هي الجسر الذي اوصل الطائفيين والبعثيين الى مرادهم بعد ان ضحكوا طوال السنوات الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام عام 2003 على المغفلين الشيعة ممن هم في سدة الحكم اليوم بمصطلحات الوطنية والعراقية واستدرجوهم الى حافة الهاوية وزرعوا بينهم الشقاق والنفاق والعداوة والبغضاء فكان لهم ما ارادوا.

وللوقوف على طبيعة المرحلة الحالية ومخاوف المرحلة المقبلة يعتقد البعض ان تشكيل الاقاليم كان سيكون هو الحل الافضل للوقوف بوجه الاخطار والحروب التي يقرع طبولها جيش العراق الحر ومجرمي القاعدة الارهابي وايتام البعث الصدامي ومن وراءه السعودية وقطر وتركيا، لان تشكيل الاقاليم كان سيمنح ابناء هذه المناطق اعمار مناطقهم ويمنحهم القدرة على بناء المنظومة الدفاعية الحصينة القادرة على الوقوف بوجه كل المخاطر الخارجية خاصة وان الجبهة الداخلية ستكون محصنة ويصعب اختراقها ومثال ذلك اقليم كردستان وهو يقف بوجه الحكومة المركزية فهل تصعب عليه مهمة الوقوف بوجه العصابات الارهابية لما لديه من جيش وسلاح وتنظيم ومتانة في الوضع الداخلي.

ويبدو ان رفض البعض لتشكيل الاقاليم رغم انه حق دستوري كفله القانون ينطلق من منهجين في الرفض، المنهج الاول, يقوده الطرف العربي السني الذي كان يعتقد ان تشكيل الاقاليم سيؤدي عاجلا او اجلا الى تشكيل اقليم الوسط والجنوب الغني بكل شيء وبالتالي فان هذا الاقليم سيكون قوة اقتصادية وامنية يصعب اختراقها او اذلالها لذا ركز في رفضه على نغمة العراق الواحد والتبعية والتقسيم وغيرها من المصطلحات البالية التي وجدت صدا لها في الوسط الشيعي الساذج الذي انطلت عليه الكذبة وركب موجتها, اما المنهج الثاني في الرفض فيقوده سياسي الصدفة المغرر بهم من الشيعة وبواعث رفضهم ترتكز على سوء تصرف وانعدام الرؤية الصائبة والخوف على المصالح الحزبية والشخصية في وقت اشاع الطرف الاول ان تشكيل الاقاليم يهدف الى سيطرة جهة سياسية معينة وانفرادها بنفط الجنوب وبيعها العراق الى ايران الصفوية المعتدية مما عزز بواعث الخوف والقلق عند هؤلاء الاطراف بكل هذه البساطة.

ان وضع المنطقة يسير الى التفتيت والتقسيم مهما طال الزمن ومهما كثر القتل والمكابرة ومحاولة التمسك بالاهداب لان الشرق الاوسط الجديد قد تم الانتهاء منه من قبل امريكا والخليج وتركيا واسرائيل ولم تبقى الا سوريا وما هي الا ايام وينتهي كل شيء، ولم تكن خطة بايدن عبثية عندما قسم العراق الى ثلاثة محاور وكان على السياسيين فهمها لانها الحل السريع والافضل والاقل خسائر لجميع الاطراف بل ان الخسائر قد تكون لاشيء مقابل ما يخبئه الزمن ودول الخليج والقدر للعراق والعراقيين في قادم الايام وفي النهاية سيكون العراق ثلاث محاور لكن بعد ان يكون قد دفع الثمن غاليا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم
2012-08-12
تكملة المهم انها مؤيدة من قبل الغرب وليذهب جماعة صدام الى الجحيم احفاد بني امية عمرهم ما حنو علينا او رحمونا .. فلا يوجد اي داعي البقاء معهم وخصوصا والثروة النفطية كلها او اغلبها في المناطق الشيعية
كاظم
2012-08-12
ولله صحيح كل ما ورد في المقال الرائع .. المالكي ضحكوا عليه السنة وهم صدك هو القائد العام للقوات المسلحة اللي هو بالعلاوي ما يعرف اشديصير وعرفوا عبادته للكرسي وظلوا يدقون على هذا الوتر وهو يفتح لهم الابواب على مصراعيها .. لكن هذه السياسة المالكية تنم عن غباء مطبق وقلة نظر ..هل حزب البعث صالح حزب الدعوة ؟ وهل فتح له ابواب الدولة ومراكزها القيادية ؟ مو كان المالكي كاتله الضيم والجوع ومسمي نفسه الى حد السقوط جواد المالكي .. الفدرالية هية الحل لكل مشاكل العراق وبالاخص الشيعة والاهم انها مؤيدة من
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك