المقالات

مكافحة الفقر المدقع وثروة المواطن


سليم البصري

من المفارقات ميزانية ب100 مليار $ وتكميلية نحو 10 مليار $ ؛ وأم محمد النازحة من منطقة عتبة الدعيجي لم تحصل مثل السياسيين نزحت بسبب الحرب وتهجولت في إصقاع البصرة وإستقر بها المقام هي وضرتها وزوجهما المقعد في حوطة من أكوام الحجارة بمثابة سياج ؛ وقن إن صح التعبير عن الغرفتين المجمعتين لهم .

أم محمد كما عهدتها ثرثارة من ضيمها ؛ كلما زارتنا لتقص السعفات الصغيرة لتعمل منها مكانس لسد رمقها ؛ نراها تسأل وتوجه أسئلة ليس لها رابط ؛ وتجلس مع أهل الدار في المطبخ او في المرجوحة لتنفس ما بداخلها

يترحم عليها اهل المنطقة بما يمليه عليهم الواجب الديني والاجتماعي ؛ وقد أعطت صورة لوضعها العائلي ووضعها الصحي ؛ حيث الامراض معشعشة فيها كوكر الزنابير من سكر وضغط وآلام روماتزمية مجهدة لها .

ولكنها تاتي من منطقة بعيدة ماشيةُ بيادة على رجليها لقطع السعفات والحصول على ما يجود به الرحماء ؛ وأحيانا يثقلوها بطحين وغيره ؛ ورغم ثقله تضعه على كتفها مجرجرة أرجلها وانفاسها ؛ كي تبيعه وترتب أمرها

جارتنا ام علي ذهبت أحد الجمع الرمضانية للتسوق ؛ من السوق الذي وصفت أم محمد بيتها بالقرب منه ؛ سألت عنها ؛ و تسوقت لها تبركا في احد جمع رمضان ؛ ودلوها البيت ؛ ولكنها جاء حزينة ونقلت لي ما شاهدته

شاهدا جحرا إن صح تسميته بالجحر؛ فدارها عبارة عن حوطة من الحجار و بلوك الارصفة مرتب كسياج ؛ وداخل الحوطة غرفتان كقن الدجاج رتبته بشكل وضعت بلوكة هنا وطابوقة هناك مما جمعت وفوقه حواجز من العيدان او القصب في نظام هندسي تكره رؤيته العين لا لبشاعته ؛ بل لممكنات سقوطه لابسط رياح تهلكهم .

بلد المليارات المتنعم فيها صاحب القرار الموكول من ام محمد وغيرها لادارته ؛وتنفيذ ما جاء للمواطن بالدستور نرى خبازته تاكل معظمه وتنعت المواطن صاحب الثروة بالفقير؛ وتتصدق عليه بفتاة موائدها ؛ وتؤمله القمر تشريعاته الدستورية مسكوت عنها ؛ تصدر بين الحين والاخر فرمانات لعطايا ؛ تذهب معظمها لغير أصحابها

تناخت جارتنا ام علي الجيران ؛ وجمعت منهم ما يمكن ؛ وتواعدوا زيارتها الجمعة القادمة ؛ ليرتبوا لها مايمكن لقد جمعت جارتنا الطيبة مبلغا لاباس به من الجيران ؛ واشتروا منها البلوك والاسمنت واللوازم الاخرى . وذهبوا لزيارة ام محمد وبيدهم ما يجود به الشهر الكريم ؛ وشاهدتهم ام محمد واجهشت بالبكاء والتضرع لهم .

أكملوا لها وضعا لغرفتين لاباس بهما ؛ ومع المقسوم ؛ اهتموا بزوجها المريض وارسلوه للمستشفى للعناية . وتواعدوا في كل نهاية شهر يرتبوا لهامن مال الله وفق المقتدر باليد ؛ هؤولاء اهلنا البسطاء على سجيتهم .

واثناء الحديث الرمضاني عن اوضاع الناس ؛ والدستور وثروة المواطن ؛ و المليارات التي تدخل الميزانية ؛  تحدث الجميع عن طرق تبذيرها ودخولها في جيوب معينة وماجاء بالدستور الثروة للشعب ؛ والشعب مصدر  الشرعية وقد سطر له ما سطر ؛ ماهو إلا ضحك على الذقون من قبل المستفيدين ؛ ولا هم لهم إلا بكيفية  الاستحواذ ومقاسمة الثروة والحصول على دسمها باي شكل من الاشكال والتمشدق بالوطنية وما سيشرعون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك