المقالات

هل تسقط سوريا ويخضع شعبها للارهاب ؟!


كريم الوائلي

واضح أن المشروع الامريكي القاضي بتفتيت المنطقة وتسليمها للارهاب كما فعلوا في افغانستان يوم تحالفوا مع طالبان الارهابية لطرد الروس(السوفيت ( لن يشمل أسرائيل ، بل ، هو لصالح أسرائيل وتوسع رقعتها ونفوذها على حساب أراضي ومصالح وثقافة دول المنطقة ،. ويمكن أفشال السياسة الامريكية في المنطقة من أمكانية وقوع ضرر خطير وحقيقي وبالغ على أسرائيل ، ولا شك أن من شأن ذلك قلب الطاولة على أمريكا وحلفاؤها وهذا آت أذا استمر الوضع أذا أستمر الفوضى طويلا ، ويبدو أن الازمة السورية قد تحرق أسرائيل فعلا ، وهذا ليس مجرد أحساس أو توقع فأن من يريد أن يدمر الدولة السورية هو أول من يمنحها حق تدمير اعداءها سواء كانت أسرائيل أو اية دولة من دول المنطقة يثبت ضلوعها بالمخطط الامريكي ، وان تدمير أسرائيل كفيل بتدمير الطموحات الحمقاء لأمريكا ، وعندها ليس مهما أن يبقى النظام السوري أو يتغيّر ، ولدى سوريا ما يكفي من أدوات ((الانتحار)) الثنائي (السوري - الاسرائيلي ) في حالة وجود حالة من الاضطرار الى ذلك ، ، واذا كان من حق روسيا والصين وتركيا الحفاظ على أمنها القومي وجعله ذريعة لضرب سوريا ، فأن من باب أولى أن تحافظ الدول القريبة من سوريا على أمنها مثل أيران الاسلامية والعراق ، وعلى أمريكا وحلفاءها أن لا يمارسوا منهج النعامة بخصوص قدرات أيران التسليحيّة ، فهنال المزيد من الدلائل والمؤشرات التي تؤكد واقع حال القدرات الإيرانية بوصفها دولة كبرى من دول العالم ، ومعنية بشكل مباشر بالامن والسلم العالمي ، خاصة وأن نوايا أمريكا تتجه نحو تدخل أقليمي في سوريا كبديل عن تدخلها المباشر ، وعلى ذلك فقد تحركت تركيا وبمساندة من السعودية وأقليم أكراد العراق وقطر وأسرائيل لاثارة مشكلة الاكراد السوريين كمبرر للتدخل وأحتلال مساحات واسعة من الاراضي السورية وأقامة كيان قابل للتوسع ليشمل سوريا كلها ، فيما تتحرك القوات الاردنية لتأخذ دور النظام الصدامي البائد الذي مارسه بالحرب ضد أيران الاسلامية نيابة عن أمريكا والدول العربية ذات التطرف الطائفي ، ويمارس الاردن حالة خلق المبررات الواهية لزيادة التوتر على حدوده مع سوريا وصولا الى الحالة التي تبيح للاردن أعلان الحرب على سوريا . ومعلوم أن سوريا لا أهمية أقتصادية لها كالعراق وليبيا ولكن أهميتها بموقعها الذي يقف حائلا أمام توسع نفوذ اسرائيل وتمددها نحو أراضي الدول المجاورة من أجل تغيير المفاهيم والثقافات الاسلامية وصولا لخلق حالة من الاباحية الثقافية التي تدمر المنظومة الثقافية للدول الاسلامية وتحول دون توحد العالم الإسلامي خوفا من ظهور قوة دولية أسلامية كبيرة تشكل محور استقطاب وتأثير دولي جديد خاصة وأن أيران جادة في أقامة مثل هذا المحور الذي يوقف التمادي الارهابي الذي شوّه العقيدة الاسلامي وحولها من نظام بنائي حضاري الى نظام أنتحاري تدميري تكفيري معاد للحضارة والتقدم والازدها . أن منطقة المشرق العربي بما فيها من كثافة سكانية وكيانات سياسية لدول متماحكة صغيرة ومسلحة بمختلف أنواع الاسلحة من السهل أن تحترق بأصغر شرارة تقدح في أي مكان منها وسوف لن تكون دول مثل الاردن أو أسرائيل بمنأى من الحريق الشامل . صحيح أن العراق يمثل باكورة الحالة التكوينية الجديدة لدولة المواطنة وعلى ذلك فأنه الآن يمثل الحلقة الاضعف في المنطقة لكونه يمثل تجربة فتية لم تكتمل بعد ، غير أن من حق العراقالمستقل أن يتعاون مع اية دولة أقليمية لحماية حدوده وذلك جريا على ما يجري الآن في المنطقة من تحالفات غير مسبوقة مثل التحالف العربي الاسرائيلي ضد أيران سوريا ، وربما ضد العراق مستقبلا ، خاصة وأن امريكا بدأت بالتخلي عن العراقي لصالح تنفيذ مخططها في المنطقة أعتمادا على تنظيمات القاعدة الارهابية وعلى نفس الشاكلة التي تحالفت بها أمريكا مع طالبان أبان احتلال السوفيت لأفغانستان . أن النظام في سوريا لم يصل بعد الى منطقة الضربة الاجهاضية وانه لم يستخدم كل أوراقه وأسلحته وأدواته ، وله حلفاء أقوياء في العالم ، و الارض السورية ما هي إلّا كبسولة ضخمة وهائلة تحدث اللهب الكافي لحرق الجميع دفعة واحدة ، وهذا أول الممانعات التي تبديها أمريكا أزاء التدخل المباشر في سوريا ، وأن هذا العامل المهم فعّال ومستمر ولا يمكن تجاوزه أو تهوين دوره بسهولة ، كما أن بدائل النظام السوري غير متوفرة اليوم وتحتاج الى سيناريوهات أقليمية غاية في التعقيد ،الامر الذي يجعل الآفق المنظور في المنطقة ملبدا و يشيء بمفاجأت على غير ما مرسوم لها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك