المقالات

منذ ذلك الـ( منذ)..!


 

منذ 9/ 4 /2003 أتضح أننا كلنا سياسيين بالفطرة، غير أن الحقيقة تقول وبالنتيجة أننا لا نفقه شيئا في السياسة!

فمنذ  9/ 4 /2003 ونحن نسير في مسارب وطرق هي تقودنا إلى حيث تريد لا إلى حيثما نريد.. ولقد ربطنا كلَّ إمكانيات المستقبل بعجلة السياسة وتركنا ميادين العمل الأخرى، حتى لقمة عيشنا سلمناها إلى الساسة ، وإلا ما معنى ان تكون سلة غذائنا مثلا من ضمن مفردات اللعبة السياسية، فباتت قيادتها ـ أي قيادة سلة الغذاء ـ موسما بيد هذا الحزب وموسما آخر بيد حزب آخر، يجيرون مواردها وتخصيصاتها لأغراضهم أفرادا وأحزاب، لتخدم مسيرتهم الحزبية لا لتطعم أفواه العراقيين..بل وما معنى أن يشعر الشعب أن الساسة قد أتخذوا قرارا لا رجعة فيه ، مؤداه أن لا كهرباء..!

حتى سلوكنا حوّلناه كله إلى سياسة، وردّدنا على المسامع الجميع مقولة ربما هي مبتكرة وربما هي أثرية: «إنَّ الله ليزرع بالسلطان ما لا يزرع بالقرآن»، لتحلَّ محلَّ كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة!

منذ  9/ 4 /2003 ، ومع أننا من أوائل الأمم التي وضعت أسس الحكم، ربما قبل حمورابي، ربما حتى قبل سيدنا نوح عليه السلام ، لكننا منذ هذا الـ (منذ) اختصرنا واختزلنا فقهنا السياسي كله، بكرسي المسؤول أو بإبعاد هذا المسؤول أو القضاء على رجل آخر تشهيرا وتسقيطا!

منذ 9/ 4 /2003 تحولنا إلى صنفين، شيوخ ومريدين! كنا قبلها على ثنائية منفردة أسمها الشيخ القائد الـ "ماكو منه"، والمريد الحزب الواحد، بعد هذا الـ (منذ) كثر الشيوخ قادة الكتل والزعامات السياسية وكثر معهم الأتباع والمريدين..فما إن تحل وسط إثنين، حتى يسألك أحدهما، أنت من أي جماعة؟ بل ربما يسألك بشكل أكثر مباشرة، هل أنت من جماعتنا؟ هل أنت من ربعنا؟ ...صرنا جماعات وربائع.. والشاطر فينا من يعبِّئ الجماهير ضدَّ الآخر أي آخر وكائنا من يكون، ألسنا قد أصبحنا صَفين كما كنا (منذ) صِفين! صَفَين : آخر ضد آخر..

لقد نجحوا..تهانينا ، هم الآن يريدوننا أن نعلم أولادنا وتلاميذنا هذا الذي نجحوا فيه منذ ذلك الـ (منذ)، ونحوَّل هذا إلى بانوراما من الإيمان والإفتخار!

كلام قبل السلام: الحق يحتاج إلى رجلين ، رجل ينطق به ,آخر يفهمه ـ جبران خليل جبران...

سلام....

4/5/805

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك