المقالات

لماذا يمتهنون كرامة العراقيين؟؟؟


عون الربيعي

تتضارب المواقف وتتعدد الرؤى وبحسب مصالح مطلقيها, بين ما هو مسموح ومرحب به وبين ماهو خط احمر لايمكن التعامل معه بحسن نية لتكشف المواقف بمجملها عن تخبط وانشقاق وعدم اتزان في اطار دولة ينبغي احترام قوانينها وثوابتها وكرامة شعبها من هنا شكلت زيارة وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو عنوانا لخرق سيادة البلاد وعصفت بالواقع السياسي الهش الذي تمر به.ان ما جرى من اختراق لوزير الخارجية التركي وزيارته وتنقله بين المحافظات والمناطق دون علم الحكومة يمثل امتهانا من قبل دول الاقليم لما يجري في العراق, وهو بذلك يسجل سابقة خطيرة في الاعراف الدبلوماسية وفي التاريخ المعاصر متناسيا وقافزا على كل اعراف ترتيب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين معبرا عن الاحتقار والامتهان للعراق شعبا وحكومة.ومن هنا فلابد من ان تقوم الحكومة التركية بالاعتذار عن ما قام به وزيرها وتكف عن الاستهانة بالعراق لان الوضع هذا لن يستمر طويلا, المثير للاستغراب ان طيفا واسعا من سياسيي القائمة العراقية الذين يرتبطون بعلاقة وثيقة مع تركيا طبلوا وزمروا لزيارة اوغلوا وهم يتحدثون اليوم عن دور تركي قبالة الدور الايراني في العراق, وهم بهذه الرؤية البائسة يعبرون عن خرقهم للدستور بكل صراحة في وقت تباكوا عليه ونددوا بمن يقوم بخرقه متناسين ان مثل هذا الفعل سيفتح الباب امام تدخل علني للسعودية وقطر والاردن وغيرها من الدول ولاندري باي منطق يتحدث هولاء والى أي نقطة يريدون الوصول ولعل لغة المال التركي هو من يتحدث بدل افواه نواب وشخصيات العراقية او القائمة (التركية).ان الموقف المعلن للحكومة وللشعب حول زيارة اوغلو وان قبلها الكرد على مضض عملا بمبدأ التملق وانتظار الفرصة مع الجارة العدو تركيا هي انها زيارة غير مرحب بها وفيها انتهاك واضح للسيادة العراقية واستهانة بالشعب العراقي وخرق واضح للدستور و من الضروري ان تتخذ وزارة الخارجية العراقية موقفا واضحا من هذا التصرف الاستفزازي وان لا تكتفي بالتنديد او الاستفسار عن سبب وطبيعة الزيارة ".ان حديث البعض خصوصا نواب دولة القانون واطراف حكومية اخرى بمطالبة الجامعة العربية بالتحرك و التنديد بهذا التصرف والذي يعتبر خرقا لسيادة دولة مؤسسة للجامعة وهي بمجملها هروب من المشكلة لان الجامعة العربية لم تقدم للعراق شيئا بسبب هيمنة قطر والسعودية حلفاء تركيا على قراراها وموقفها سواء كان التنديد او الرفض لن يسمن ولا يغني من جوع , وهذان البلدان العروبيان من اكثر البلدان حماسا في ان تتسع دائرة التدخل ويعود العراق مسرحا للنزاعات والاقتتال وبين كل المواقف وتضاربها يبقى العراق رهين خلفاته وسط بحث الجميع عن مصالحه وتركهم حبل الخلافات على الغارب لتلعب تركيا وغيرها في قرار البلاد ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك