المقالات

اجتياح الكويت.. هل تعلمنا الدرس؟


بقلم نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

قبل 22 سنة، اقدم صدام على حماقته بغزو الكويت. فتكبد البلدان خسائر هائلة، بشرية ومادية وفي علاقتهما.. فالجرح لم يلتئم تماماً.. وآثار الطيش اصابت الجميع، بما فيهم الدكتاتور ونظامه.

فانهارت قدرات العراق وبنيته وأمنه، وخضع لاحكام الفصل السابع والعقوبات والحصار، ودفع الديون والتعويضات الهائلة، وصولاً للاحتلال.. فكما ولدت حرب الكويت من رحم الحرب مع ايران.. ولدت الحرب الثالثة (2003) من رحم الثانية..الخ. فهل تعلمنا الدرس؟ ام ما زلنا نفكر بالسنتنا، وليس بعقولنا.. وان غرور السلطة اليوم، قد لا يدوم غداً.

• حتى 2/8/1990 لم تطرح الكويت كقضية في ادبيات ومطالب الشعب والقوى السياسية.. كجماعات العلماء، والحزب الاسلامي، والمجلس الاعلى، والدعوة، والشيوعي، والوطني الديمقراطي، والاستقلال، والديمقراطي الكردستاني، والبعث، والقوميون العرب، الخ. كان الحكام يطرحونها كمهرب من ازماتهم.. فطرحها الملك غازي وقاسم، كل في وقته.. واخيراً صدام المأزوم بعقل مجنون، وجيش مليوني، واقتصاد مخرب، وهي حصيلة حربه مع ايران.

• ان الخرائط التاريخية والمعادلات الاقليمية قضايا جدية، لا يعبث بها، حسب الاهواء والتخيلات الوهمية، وفوق الثوابت والمتغيرات الحقيقية. وان الخلافات والمشاكل لا تحلها التهديدات والمؤامرات والحروب، ومن اي طرف جاءت.. بل تحلها المفاوضات، وبناء الثقة، وتفعيل المشتركات العليا، والسعي لتثبيت مصالح وحقوق مختلف الاطراف. وان استمرار البعض في اثارة الراي العام بنفس الثقافة الماضية، هو موقف غطاؤه الغلو الوطني، ومآلاته تدمير الوطن وابنائه وامنه ومستقبله وعلاقاته.

• ان نتيجة الاستبداد ليست العدوان الداخلي فقط، بل الخارجي ايضاً.. وان تحريك الجيوش والتهديد باستخدام القوة -خارج حدودها- سينزلق بالضرورة -ومهما كان الحماس والتبجيل الذي يبتدأ به- نحو طريق الدمار والهزيمة، الذي لا رجعة فيه. لذلك يناط قراره عادة بمؤسسات كاملة، وليس بفرد مأزوم يتلاعب بمقدرات العباد والبلاد. فصدام -متفرداً- اتخذ قرار تحريك القوات، واطلع عليه نفر من ازلامه، وصفق له عرب وعراقيون، لكن من دفع، ويدفع الثمن، هو الشعب والبلاد والامة.فالديمقراطية وتعزيزها ليست نظاماً لاختيار الحكومة ومراقبتها فقط.. بل تعني ايضاً، حكم المؤسسات التي تمنع المغامرين من جرنا لحروب ستلد بالضرورة اخرى. فشدد عليها الدستور، وجعل اعلان حالة الحرب والطوارىء، مسؤولية مجلس النواب المنتخب، بطلب مشترك من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء. فالدرس سُجل.. فهل تعلمناه؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
abuahmed
2012-08-05
انها ليست غير عادية تشاهد الاختلافات في السياسة. معظم البلدان في العالم لديها ذلك. هذا هو الديمقراطية، في حين المؤسسات والخدمات يجب أن تعمل في جميع الأوقات لخدمة الشعب. دعكم من السياسة والتركيز والضغط فقط على الحكومة لبناء وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمياه في المقام الأول. الناس لا تريد أن من وهنا ما هذا أو ذاك قام به. كل ما نريد أن نعيش في سلام. الرجاء نسيان أي شيء آخر، والتركيز على الضغط والضغط من أجل حياة أفضل للعراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك