المقالات

ماذا حدث في بناية الجرائم الكبرى

706 10:29:00 2012-08-02

حيدر عباس النداوي

لا يختلف اثنان على ان ما حدث في بغداد عصر الثلاثاء يمثل خرقا امنيا خطيرا وتحديا سافرا لقدرات الدولة الأمنية ولا يمكن حدوثه في اي دولة من دول العالم لان موقع مديرية مكافحة الإرهاب ومبنى الجرائم الكبرى يعتبر موقع سيادي ومحصن وبالتالي اقتحامه والتجول فيه لمدة خمس ساعات من قبل مجموعة انتحارية امر يدعوا الى الحزن والانكسار وسابقة خطيرة ستكون مدعاة لخروقات أمنية اكبر في المستقبل القريب في ضوء تهديدات عصابة القاعدة وعجز الأجهزة الأمنية وقف هذه الاعتداءات وهذه التهديدات.

وعند مراجعة دقيقة للحوادث والخروقات الامنية في دول العالم نعجز عن الاهتداء الى حالات مشابهة لما يحدث في العراق لان الإرهابيين والقتلة يتجنبون الاقتراب من هذه الأماكن المحصنة وبالتالي فان الاقتراب منها يعني الموت المحقق والفشل الذريع لذا تراهم يختارون أماكن بعيدة جدا عن عيون الأجهزة الامنية من قبيل رياض الأطفال او الكنائس والمعابد او المؤسسات الصحية ومثال على ذلك ما حدث في جمهورية الشيشان وفي الصين ومثلت هذه الأحداث في وقتها كوارث سياسية زلزلت ثقة المواطنين بحكوماتهم ومن وقتها لم تتكرر مثل هذه الحوادث مطلقا في تلك البلدان.

ومع تخبط قادة الأجهزة الامنية وعدم وضوح الرؤية لديهم في كثير من الامور التي تتعلق بحادثة اقتحام مبنى مديرية مكافحة الإرهاب يبقى المواطن المتتبع للحدث في شوق لمعرفة حقيقة ما جرى لانه يقف وسط حلقة مفرغة من المعلومات المشوشة، الا ان العامل المشترك الذي يمكن استنتاجه من تصريحات هؤلاء القادة هو السطحية والجهل والكذب وعدم معرفة ما يجري داخل البناية لان مراجعة بسيطة للتصريحات التي وصلت للاعلام تؤشر الى هذا المبدأ, فقادة الأجهزة الامنية يجهلون عدد الانتحاريين الذين اقتحموا المبنى لان احدهم اعلن ان عدد الانتحاريين ثلاثة وانه تم قتل اثنين منهم ولم يتبقى الا عنصر واحد ثم يعود ليقول ان عدد الانتحاريين ستة وان الموقف تم السيطرة عليه لكن مسؤولا اخر يقول ان الإرهابيين لا زالوا داخل البناية وان المعارك تجري من غرفة الى غرفة وان عنصرا امنيا قتل واصيب اخر ،لكن نائبا نسف كل هذه المعلومات المشتتة عندما قال ان عدد الانتحاريين ستة وانهم كانوا اغبياء ولولا غبائهم لتوصلوا الى ما يريدون ودليل النائب على غباء هؤلاء هو انهم بدل ان يذهبوا الى الطابق الثاني لاطلاق سراح القتلة والمجرمين من اتباع تنظيم القاعدة توزعوا على الطابق الاول والثالث ...ياسبحان الله ما هذه الكرامة ...عرفوا ان (400)ارهابي في بناية الجرائم الكبرى ولا يعرفون باي طابق يتواجدون !, كما ان هناك امر اخر وهو من هي الجهة التي تمكنت من تحرير المبنى هل هم حراس المبنى الذين اخذو على حين غرة ام هم قوات (سوات) ام الفرقة الذهبية ؟؟

ستسجل قضية اقتحام مبنى مديرية مكافحة الارهاب على انها نجاحا كبيرا تحقق على يد القوات الامنية التائهة في بحر الفساد والمحاصصة والاختراق وغياب القيادات الامنية وضعف البناء الفكري والعقائدي وبؤس القدرات الذاتية للقيادات الوسطية وسوء الاعداد والتسليح، لان المقياس هو عدم نجاح الارهابيين في تخليص من جاءوا لتخليصهم وما عدى ذلك امر يمكن تلافيه مستقبلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الوافي
2012-08-03
اتمنى من موقع براثا او اي موقع عراقي شريف ان يعمل لنا احصائية بعدد الخروقات الامنية منذ مجيء هذه الحكومة الفاشلة كما اتمنى ان تعمل نفس الجهة او اي متابع احصائية لعدد الازمات اللتي رافقت انبثاق حكومة الازمات منذ بداية تشكيلها حين انسحبت العراقية من البرلمان مرورا بازمات خارجية مع الكويت ثم مع سوريا ثم مع تركيا والازمات الداخلية مع العراقية ثم الاكراد عدا الازمات داخل التحالف ناهيك عن ازمات داخل مايسمى بدولة القانون وداخل الحزب الحاكم وربما داخل بيت (السيد الرئيس القائد حفظه الله) (وسيعلم اللذين ظ
رامي
2012-08-02
فعلا لو حكومتنا شريفه لاعلنت استقالتها بسبب هذا الفشل الذريع...ولو البرلمان شريف لحل الحكومه........انهم ببساطه من يدير هذه العمليات الارهابيه.....كلهم شركاء بالجريمه....لان هكذا وضع بائس يخدمهم كثير.ففي اي لحظه يمكنك ان تخترق اي مؤسسه وتقتل وتحرق براحتك....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك