المقالات

دكتاتورية البروليتاريا.. الاغلبيات والاقليات.. والفهم القومي والديني والمذهبي

589 17:26:00 2012-08-01

بقلم:نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

لم يتردد "ماركس" بتسمية ديمقراطية البرجوازية بدكتاتورية الاقلية، ودكتاتورية البروليتاريا بديمقراطية الاغلبية. فالصراع الطبقي جوهر نظريته.. والعلاقة بين الطبقات علاقة تصارع وافناء.. فاستنتج ان على البروليتاريا عندما تحكم ان تستخدم اغلبيتها للقضاء على اقليتها.

المشكلة ليست مع ماركس المنسجم مع منظومة افكاره، بل في انتقالها واستخدامها عندنا، محرفة وبدون وعي، في اوساط سياسية، ومنها حركات قومية واسلامية. فبدل الطبقات حلت القوميات، والاغلبيات، والاديان، والطوائف.. النافية لغيرها.. لا تستطيع التعايش، بل قانونها التصارع والافناء، كوسيلة لخداع جمهورها وتعبئته، ولتأكيد الذات والهوية.

قطعاً، لم يخترع "ماركس" قانون الصراع.. وتاريخنا -قطعاً- مليء بالصراعات والحروب واعمال الافناء. لكن فترات الخمول الفكري والحضاري التي عشناها في القرون الاخيرة، ولدت لدينا قابلية استعارة افكار الغير وممارساته، بعد اخراجها من اطرها وسياقاتها. فالامم تبقى وتتطور بقانون الانقطاع عن المتهرىء، والاستمرار مع الايجابي. ونحن لظروف ذاتية وخارجية، ضعفت استمراريتنا مع تجربتنا التاريخية، وما طورناه فيها من مفاهيم وانماط علاقات وادوات عمل، بينما لم تنقطع عن موروثاتنا السلبية..

فتولد لدينا فراغ وحاجة للاستيراد والاستعاضة، والفكر اعلاه واحد منها. فالصراع الطبقي غير التباين القومي او الديني والمذهبي.. والاختلاف او الخلاف غير الابادة والافناء.. والاغلبية والاقلية السياسية تتبادلان الادوار ولا تقصي احداهما الاخرى مستخدمة السلطة او المؤامرة.. والقضاء على نظيري في الخلق، واخي في الدين ليس شرطاً لبقائي وتطوري. فالاسلام، رغم اعتقاده انه الدين الحق، لكنه اقر -ابتداءاً- بتعدد الاديان والشعوب والامم والالوان والمذاهب.. ونظم الرؤية لعلاقات يسودها العدل ومنع العدوان والظلم، اساسها التعايش والبرهان والمجادلة بالتي هي احسن، والاعتراف بالاخر الذي يختلف في لسانه وعقيدته ودينه وشعائره.

ان العقل والسلوك المسيطران منذ عقود، في الدولة احياناً وفي الجماعات او كليهما، يعمل باسم القومية ليجعل منها تعصباً وحقداً وحرباً على الاخرين.. ويعمل باسم الدين، والاغلبية او الاقلية، او باسم التسنن او التشيع ليكفّر ويقتل، او ليبث الخصومة والكراهية والانقطاع والالغاء. ورغم الثمن الباهض الذي دفعناه في صراعاتنا المجنونة، لكن البعض فقد قدرة التعلم.. وتمييز البضاعة الجيدة عن الرديئة، المصنوعة من قبلنا، او غيرنا. هناك تصعيد -غير مبرر- في العراق والمنطقة، إن لم يضبط، فثمنه قاس وكبير. فهل ما زالت هناك فسحة لعقلاء؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-08-03
العقل والسلوك المسيطران منذ عقود في الدولة احيانا وفي الجماعات او كليهما.. هذه هي مشكلة العراق..ياسيد عبد المهدي.. وهذه الترام او المعضلة لن تزول ابدا في العراق ..وكما ذكرته تعدد الطوائف والقوميات والمذاهب والحاكم ياتي من قومية يريد ان يحرق بقية القوميات او المكونات لاتعرف لماذا هلجين الانتقامي يظهر عنده بمجرد ان سمع واحد من عموم الشعب صفق له! هذا لاتراه في البلدان المتقدمة والمتحضرة ابدا ...هل نقول اذن العلة في الشعب؟؟ هذا لكلام لايشمل شرفاء العراق...
زهراء محمد
2012-08-03
اقول لماذا العراق يحكموه حكام لهم حب التسلط؟؟هل هذه الصفات هي مزروعة بجيناتهم الوراثية ؟ لماذا الشعب يميل ميل كبير نحوهم...يعني الشعب هو من يصنع منهم دكتاتورا كما حصل مع المقبور الطاغية صدام. عندما يقتل البشر في العراق ترى الجانب الاخر من البشر يضحك ويصفق للطاغية؟! عندما تنتهك الحرمات في السجون ترى الذي انتهك تلك الجرائم الدنيئة بحق شريفات وشرفاء العراق زوجته وبناته محجبات؟! هذا مالاافهمه ابدا.. اكثرمن ثلاثون سنه مررت بدول العالم لم ارى تناقض ممارايته في العراق (طبعا هذا لايشمل شرفاء العراق)
زهراء محمد
2012-08-03
تحيةرمضانية طيبة: في دول العالم المتقدم منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالخصوص هي خليط من الاجناس والقوميان والمذاهب يعني شعب ملون هذا الشعب تراه يوميا في المكتب وفي المشفى والمرضى وفي القطارات وفي السوبر ماركت او الاسواق او المحاكم او دوائر او البنوك او المدارس لكن لاتحس ان هناك اي تميز ابدا الا قليلاً يعني حالات استثنائية.. لكن لو اتيناوقارنته مع دول الاسلامية وبالخصوص العراق ترى التميز والتصنيف البشري بقسوةحيث يقتل ويسرق ويهجر وينهك وبقانونهم او بدون لان لونه لا يطابق مواصفات الحاكم.
مواطن عراقي
2012-08-02
ان الصراع الطبقي ادى الى تطور البلدان وحصول تغييرات الى الافضل للانسان والبلدان اما الصرع الطائفي والقومي ادى الى خراب الانسان وتدمير البلدان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك