المقالات

خادم جيد لسيد فاسد..!......بقلم : قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

يرتبط مصطلح المال السياسي بأنظمة الحكم ووجودها وبكيفية الوصول الى الحكم بصورة أوضح..وفي حالتنا العراقية برز تأثيره بشكل أكبر من المؤثرات الأخرى على المشهد السياسي وصار لازمة العمل السياسي، ولا يمكن لجميع القوى السياسية إلا الإعتراف بأن علاقاتها الخارجية أو مع الحكومة أو بنيتها التنظيمية، لا يمكن أن تسير إلا بالمال السياسي..

المال السياسي: هو اللاعب الرئيس في كل نشاط. ولا وجه للمقارنة بين فاعليته في تحريك الجماهير وفاعلية الآيديولوجيات والأفكار والعقائد..فعلى الأقل نتائجه أسرع من النتائج المتحصلة منها.. غير أن هذه النتائج السريعة سرعان ما تتحول الى خيبة مضادة بلحاظ أن القوى والتكتلات السياسية تلجأ لهذه الوسيلة عندما تفقد ديناميتها وقدرتها على التأثير في الحياة العامة..  وأيضا سرعان ما تفقد النتائج المتحصلة بواسطة زخمها بإنخفاظ وتيرته، كون المال السياسي قابل للنفاذ وبحاجة لمنابع دائمة، ناهيك عن كونه وسيلة تدمير ذاتية للقوة السياسية نتيجة الصراعات التي يسببها المال داخليا..

المال السياسي: إنعكاس لضعف العمل التنظيمي وتنحيه لصالح الأساليب اللاشرعية..وهو يسهل إرتهان القرار السياسي بيد من بيده مفتاح صنبور المال "الحنفية"، مما يعني التسليم بسيادة ارادة الغير على مجريات العمل السياسي، وتحول قادة وأعضاء تلك القوة السياسية لعبيد يعيشون على الفتات..

المال السياسي: أسهل طريق لنفاذ الفساد الى جسم القوة السياسية، الأمر الذي يسرع في عملية تفككها أو تحولها الى عصبة إنتهازية نفعية،أو الى شركة مساهمة، ولكن بعنوان سياسي جذاب تزدان به النشرات والكراسات ومواقع الإنترنيت..

 المال السياسي: مؤشر ممتاز على نوع المسلك الأخلاقي الذي تسلكه القوة السياسية في عملها التعبوي..فكلما إزداد الإعتماد على المال السياسي في ديمومة العمل التعبوي، إنخفض مؤشر الأخلاق وتسبب بتسطيح العقول، وبالتالي تفقد القوة السياسية قوتها الحقيقية، وإن بدت الصورة مخالفة لذلك على الأرض، لأن المال السياسي يعطي نتائج خادعة وقوة وهمية..

والمال السياسي: يزدهر في أجواء الفقر الفكري، لتحل مفردات الإنتهازية والإنحطاط وشراء الذمم، بدلا من الأفكار والتنظير والإقناع، وتبني البرامج التي تعبر عن هموم الشعب وتطلعاته..

كلام قبل السلام: المال السياسي خادمٌ جيد .. لكنه سيدٌ فاسد ....!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-07-31
تعاريف صميمية احسنتم التعريف الثاني مصداق للمال بشكل عام بما فيه المال السياسي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك