المقالات

الكهرباء معاناة لا تنتهي


ماري جمال

من المفارقات المهمة أن العراق نصب أول ماكينة كهربائية عام 1917 في بغداد وكانت هذه مستهلا لاستخدام الطاقة الكهربائية في العراق بنصب محركات الديزل في عدد من مناطق العاصمة وفي الخمسينيات ارتبطت الكهرباء بوزارة الأشغال وهكذا تحرك العراق خطوة نحو التمدن 0 واليوم ومع دخول العالم القرن (21)فان العراق الذي تقدم خطوة نحو الأمام قد تراجع ألاف الخطوات أذا بدا تزويد العاصمة بالطاقة يقل إلى أدنى المستويات المطلوبة مما أدى إلى تدهور جميع قطاعات الصناعة والحياة لارتباطها المباشر بها وأمست الحاجة الماسة لها تورق حياة المواطن الكادح الذي وقف عاجزا وبلا عمل أمامها إذ أن ما يقارب (99%) من الحرف والصناعات تعتمد وبشكل رئيسي على الكهرباء وبانقطاعها أقفلت المعامل والمحلات وأصبح ألاف من شباب البلد عاطلا عن العمل وبلا مورد يسد الاحتياجات الأساسية التي تضمن له حياة كريمة 0 أما عن حياتنا اليومية فان الانقطاع المستمر للكهرباء قد شكل جزءا هاما من هموم المواطن الذي أثقلت كاهله الأزمات على مر العقود والذي عانى منها بعد سقوط نظامه البائد وأصبح احد التبعات الملازمة لذلك رغم انه كان يتوسم خيرا بالنظام الجديد لتغيير واقعه المستبد لكنه لم يجد ما كان ينتظره إذ أن ابسط الحقوق الواجب على الحكومة توفيرها قد اختفت هذا ما ولد غضبا جماهيريا واسعا على الحكومة العراقية لتقصيرها في هذا الجانب الذي لا يمكن إهماله أو التغاضي عنه والعمل به يجب أن يكون من أولويات أجندة عملها 0

اضطر المواطن العراقي في خضم أزمة الكهرباء إلى البدء في التخلي عن عدد كبير من الأجهزة الكهربائية التي تمثل ضروريات استمرار حياته اليومية وعوضا عن ذلك قام باللجوء إلى الأساليب البدائية التي كان يستخدمها في مطلع القرن المنصرم من (مهفة ،لالة ،تنور طين 00000 الخ) فأين الحكومة من ذلك أليس من المخزي لدولة تعتبر المصدر الرئيسي للنفط الخام في العالم والتي تملك اكبر مخزون للبترول أن يستخدم شعبها (المهفة والالة ) وان يفترش شبابها العاطلين عن العمل الأرصفة فأين الوعود التي قطعت ومن المسؤول عن تلك الأزمة التي تشعبت وباتت بلا نهاية 0 ومن الأسباب الرئيسية لهذا التقصير يعود إلى عدم توصل حكومتنا إلى اتفاق مرضي مع الكويت لتوصيل وقود الديزل الذي تحتاجه عملية تشغيل المولدات الحكومية وان ما يناهز 2.5 مليون دولار هي المسالة الأساسية خلاف وزاراتنا مع جار العراق الجنوبي، مما حدا إلى تعطيل توريد ما يبلغ 150 مليون دولار من وقود الديزل الذي يتم استيراده 0 وهناك سبب أخر لتفاقم أزمة الكهرباء وهو أن موظفي دائرة الكهرباء قد تعرضوا إلى ضغوطات من قبل بعض المسئولين أو بعض العصابات التي لا ترغب بالالتزام بالحصص المقررة للمحافظات وهذا قد أدى إلى الحرمان المستمر للطاقة 0 ومن الملاحظ أن الأزمة تتفاقم أيام الصيف اللاهب فنرى العراقي يعاني ليلا من انقطاع الكهرباء والحر اللاهب الذي جعلهم يحاربون للحصول على نوم هادئ واغلب موادهم الغذائية تلفت بسبب تعطل الأجهزة الكهربائية (الثلاجة ) التي أصبحت مخزنا للإغراض وليس جهازا يتم تبريد المأكولات فيه, أما خطوط المولدات الأهلية فحدث بلا حرج يعتمد الحصول على الطاقة على ذمة وضمير صاحب المولدة في عدد ساعات التشغيل وعلى الاستراحات الطويلة التي تأخذها وعلى أسعار الأمبير الواحد الذي أقرته الحكومة ب(7000) ومن يعمل بهذه التسعيرة كل شخص يعمل على هواه والله يجازي من كان السبب هذا كل ما يمكن أن نتفوه به الله يجازي كل من كان السبب في معاناة الشعب العراقي 0

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك