المقالات

وزارة النفط تدخل على خط المنافسة مع وزارة الكهرباء في حجم الفساد


حيدر عباس النداوي

يبدوا ان مسألة التنافس مسألة طبيعية ولا تقتصر على الألعاب الرياضية والدورات العالمية وجر الحبل, بل تعدى هذا المصطلح مداه ليشمل التنافس في مجال الرقي والتطور وأداء العمل وهذا التنافس يقاس بمعطيات ومؤشرات تظهر حقيقتها على ارض الواقع, فكما ان الفريقين المتباريين يفوز احدهم في النتيجة النهائية, كذلك الحال بالنسبة لفوز هذه الوزارة او تلك بما تنجزه من أعمال يكون للناس فيها اثر ايجابي وللدولة تقدم وازدهار وهذا كله امر يدخل في جوانب العمل الايجابي المحترم الواجب تقديره وتقديم العرفان له، وهذا المعنى يختلف بدرجة معكوسة تماما عندما يكون التنافس في التسافل والانحطاط والتردي وسرقة المال العام واللامبالاة فهذا التنافس يسمى تنافس سلبي ولا يواجه الا بالشجب والاستنكار والمطالبة بإنزال أقسى العقوبات لكل من تسبب بمثل هذه الأفعال التي تضر بمصلحة الشعب وتسيء الى سمعة وهيبة الدولة.والشيء الغريب والمحزن هو ان الفساد المالي والاداري اصبح جزء من مهام وعمل مؤسسات الدولة اليومية وبات امرا واقعيا لا يمكن انكاره او التورع عنه او الخجل من القيام به بل اصبح هو القاعدة وما دونه من نزاهة وشرف واخلاص وصدق شواذ يخجل المرء من القيام بها او الخوف منها لان هذه المفردات تجلب الموت والقتل والعزل والتحقير لصاحبها مع عدم وجود من يحمي هؤلاء الاشخاص او يدافع عنهم في ظل وجود مافيات تفوق في دهائها واجرامها مافيات المخدرات في المكسيك وفي الاكوادور والالوية الحمراء وجبهة البوليساريو، بل ان المافيات العراقية لديها غطاء حكومي وشرعية تستمدها من تواجدها في مفاصل الدولة المهمة.وبحسب العقلية الواقعية او صاحبة النوايا الحسنة والتي تصدق كل ما يقال يفترض ان يسير العراق من الاسوء الى السيء ثم الى ما هو افضل حتى نصل الى درجة النقاهة ومن ثم الى مرحلة الشفاء التام وهذه منطق فارغ في عراق اليوم لان الامور تسير من سيء الى ما هو اسوء من الاسوء في جميع الاتجاهات والا ما معنى ان يتم الاعلان عن فقدان اكثر من خمسة مليارات دولار وضياع اكثر من 700 الف برميل سنويا من قيمة وانتاج النفط في عام 2011 وليس في عام 2006 او 2007 .هل ان المال العراقي سائب الى هذه الدرجة واين شفافية ونزاهة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة هل يعقل ان يمسك هذا الشخص بمفصل هو الاسوء والاكثر فسادا سواء في وزارة الكهرباء سيئة الصيت او مملكة وزارة النفط وما العلة في استمرار تواجده وتواجد من هو أسوء منه ولماذا يتحمل الشعب العراقي هذا النهب والسلب في حقوقه وما الذي يمكن ان تفعله هذه الخمسة مليارات لو انها وضعت بأيدي امينة في محافظة ما من اجل إعادة أعمارها وما الذي يمكن ان يتم بناءه من مساكن واطئة الكلفة لأصحاب مساكن الطين والصفائح والزرائب التي لا تليق حتى بالحيوانات .من المنطقي وقف هذا النزف المتواصل باموال الشعب العراقي وبات على هذا الشعب ان يقول كلمته وان يعرف من يختارهم لتحميلهم مسؤولية النهوض بهذا الواقع المتردي والحفاظ على امواله وهي ليست مهمة مستحلية والوقت لم يفت بعد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك